فنانة باكستانية تعرض في الرياض الفن المغولي المطعم بالذهب

دمجت الخط العربي بالفن الحديث

أحد رسومات أسماء طارق مستخدمة الذهب مع الفن المغولي .. ولوحة أخرى لأسماء طارق معروضة في الرياض والفنانة أسماء طارق تقف أمام إحدى لوحاتها
TT

عرضت أسماء طارق الفنانة التشكيلية الباكستانية مدرسة جديدة وفريدة من نوعها في الفنون، فلوحاتها المميزة التي عرضتها في بهو جامعة الفيصل بالرياض مستوحاة من نمط اللوحات المغولية الكلاسيكية المطعمة بالذهب الحقيقي المستخدم في طلاء المجوهرات، لرسم ثقافة مغول الهند الذين خلفوا فنونا مبهرة أشهرها قصر تاج محل، إحدى عجائب الدنيا السبع.

ويعد الفن المغولي من الفنون النادرة، والمتخصصون فيه قلة، لصعوبة تأدية لوحاته ذات الخطوط الدقيقة، فضلا عن أن الإعداد ورسم لوحاته تستغرق وقتا طويلا يصل إلى ما يقارب الخمسة أشهر لإنهائها. ولا عجب من ذلك إذ أن اللوحات ترسم بأدوات مصنوعة يدويا بدءا من لوح الرسم والفرشاة والألوان ومعجون الذهب الصافي بعيار 24 قيراطا، الذي يستطيع متذوق الفنون تمييزه من خلال المكبر لمشاهدة جميع التفاصيل والخطوط المرسومة على حدة بفرشاة خاصة بها.

وذكرت أسماء طارق لـ« الشرق الأوسط» أنها بدأت بالرسم في هذا المجال في وقت قريب عندما كنت طالبة دراسات عليا بجامعة بنجاب في مدينة لاهور بباكستان، الأمر الذي دفعها للتخصص به ونيل درجة الماجستير في هذا الفن. وتتألف أعمالها في هذا الفن من لوحات بورتريه لفتيات يمثلن عصر الإمبراطورية المغولية في الهند، حيث خطت تفاصيل الملابس والحلي الذهبية بفرشاة خاصة مفصلة لغاية استخدامها لرسم اللوحات، التي تظهر فيها تفاصيل معقدة، داخل لوح صغير، فيتم استخدام عدسة مكبرة أثناء رسمها لتحقيق أجود النتائج في رسم هذه اللوحات الفريدة والكلاسيكية.

ومن جانب آخر، لم تخف أسماء طارق شغفها بالفنون الإسلامية والخط العربي، فعرضت إلى جانب الفن المغولي، رسومات مختلفة بألوان الاكريلك والألوان الزيتية والمائية للخط العربي، حيث أشارت أن تعبيرها بالفنون ما هو إلا إثبات للهوية الإسلامية ودمج للخط العربي بالفن الحديث. وترجع أسماء تعلقها بالفنون ومعاني الألوان لكونها لا تملك القدرة على التعبير عن ذاتها بطريقة جيدة إلا من خلال الرسم والألوان، فتقول: «في إحدى اللوحات أبرزت صفتي الجلال والكرم لله بالألوان فتدرجت من اللون الأحمر الدافئ إلى برودة اللون الأزرق، كذلك لوحة (الله نور السماوات) التي رسمتها بالبودرة الفارسية على اللوح وأعطتها هذه الآية بعدا تعبيريا جميلا، فحاولت أن أغير من أسلوبي الواقعي في الرسم إلى مدرسة تحاكي الأحاسيس والتعبير الداخلي في النفس».

ولم تكن هذه المشاركة الفنية الأولى لأسماء طارق في السعودية، فقد شاركت بلوحاتها في عدة معارض بالرياض من عام 2008، وساهمت من خلال فنها في جمع تبرعات لضحايا الفيضانات في بلادها باكستان عام 2010. بمعرضها الكائن بالسفارة الباكستانية بالسعودية، فضلا عن إعطائها لدروس في الفن التشكيلي، وتنظيمها لورش عمل فنية متعددة للموهوبين.