اختيار بطلة فيلم «الفنان» لتكون عريفة حفلي الافتتاح والختام

هل تكون الأرجنتينية بيرينيس بيجو دخيلة على مهرجان «كان»؟

بيرينيس بيجو لم تكن معروفة قبل نجاح فيلم «الفنان» الذي حصد عددا من الجوائز العالمية (إ.ب.أ) وبيرينيس بيجو تجاهد لإثبات حضورها الفني
TT

جاء اختيار بيرينيس بيجو لتكون عريفة لحفل انطلاق مهرجان «كان» السينمائي الدولي ليثير تساؤلات حول «ثقل» هذه الممثلة الأرجنتينية الأصل في الميزان التاريخي للسينما الفرنسية. فهل يصح أن توضع بيجو، التي لم تكن غالبية الفرنسيين قد سمعت باسمها قبل أدائها دورا في فيلم «الفنان»، في مكان شغلته من قبل أسماء لامعة مثل النجمة الكبيرة جان مورو وكريستين سكوت توماس ومونيكا بيلوتشي وشارلوت رامبلينغ؟

هناك من هو ما زال ينظر إلى بيجو باعتبارها الممثلة التي كادت، لولا ترضيتها بجائزة «سيزار» الفرنسية، أن تخرج من مولد فيلم «الفنان» بلا حمص، بينما نال كل من شريكها في البطولة الممثل جان دوجاردان عدة جوائز مهمة وعالمية بينها الأوسكار، كما حصل مخرج الفيلم ميشال هزانوفيسيوس، الذي هو زوجها، على أوسكار ثانٍ. والسؤال الذي ظل يراود المشاهدين دون أن يجرؤ أحد على التصريح به هو: هل كانت بيرينيس تنال الدور لولا كونها زوجة المخرج؟

بعيدا عن تقولات الوسط السينمائي والتحاسد بين المشتغلين بمهنة الفن السابع، فإن بيرينيس بيجو هي ممثلة مجتهدة. وقد منحها دور بيبي ميللر في «الفنان» سمعة طيبة، حاول القائمون على «كان» استغلالها من خلال إسناد مهمة عريفة حفل الدورة الخامسة والستين إليها. ففي هذا المهرجان الذي يقام على الشاطئ الجنوبي لفرنسا ويعتبر الأشهر في العالم، لا بد من الكثير من البريق للحفاظ على التألق واستقطاب آلاف الصحافيين والتصدي لمنافسة مهرجانات أخرى مثل البندقية في إيطاليا وبرلين في ألمانيا وشيكاغو في الولايات المتحدة. لذلك ظل جيل جاكوب، رئيس المهرجان، يسعى بدأب كبير لاستقدام نجوم أميركيين وأفلام أميركية باعتبار ذلك من أقوى أسباب الجذب للمهرجان الفرنسي.

تبلغ بيرينيس من العمر 35 سنة، وهي من مواليد العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس وتحمل الجنسية الفرنسية أيضا بعد فرار والدها المخرج ميغيل بيجو من بلاده إلى باريس، وهي طفلة، هربا من ديكتاتورية العسكر. وبحكم مهنة والدها نشأت في مناخ فني وتعرفت إلى المخرجين والممثلين منذ نعومة أظفارها. كما أنها تلقت دروسا في المسرح وأدت أدوارا بسيطة قبل أن تتاح لها فرصة المشاركة والانتقال إلى الشاشة، حيث كان أول ظهور لها في أفلام قصيرة مثل «خبز ضائع»، عام 1993، و«حب يعاد اختراعه». وبعد 5 سنوات أدت دور كارين في الفيلم الروائي «أخوات هاملت». وواصلت الممثلة الظهور في أدوار ثانوية لحين مشاركتها في فيلم «أفضل ممثلة واعدة» للمخرج جيرار جونو، حيث أدت دور ممثلة مبتدئة تعشق السينما وتكرس لها كل جهودها. وبالفعل نالت بيرينيس عن ذلك الدور جائزة «سيزار» الفرنسية المقابلة للأوسكار، كأفضل ممثلة واعدة.

خطوتها التالية كانت كبيرة حيث قفزت بها من باريس إلى هوليوود. لقد حصلت على دور معقول في فيلم «فارس» للمخرج بريان هيلغلاند، وبعد مغامرة عاطفية طويلة هناك مع ممثل نيوزيلندي عادت إلى باريس وظهرت في فيلم «مثل طائرة»، قبل أن تلتقي بالمخرج هازانوفيسيوس وتتزوجه وتنجب منه طفلين. أما فيلمها الأهم «الفنان» فقد كان بمثابة هدية ثمينة تلقتها من زوجها، وهي قد حاولت أن تكون على مستوى التحدي وقدمت في الدور أقصى ما يمكنها من أداء ورقص، واعتبرت نفسها شريكة للمخرج في النجاح المدوي للفيلم، لكنه ليس أول تجربة لها مع الممثل جان دوجاردان الذي ناضل كثيرا، مثلها، في الأدوار الثانوية قبل أن يقذف به دوره في «الفنان» إلى الآفاق العالمية ويضعه على مسافة متساوية مع نجوم من وزن جورج كلوني وبراد بت اللذين نافساه على الأوسكار. لقد تقاسمت بيرينيس مع دوجاردان دور البطولة في «القاهرة عش الجواسيس»، عام 2006، وكان من إخراج زوجها أيضا. عادت بيرينيس بيجو، في العام التالي، إلى الأفلام القصيرة والأدوار الصغيرة. وظهرت في فيلمين من النوع العاطفي الخفيف، وتوقفت لتنجب طفلها الأول وتضع مهنتها بين قوسين لفترة من الزمن. وفي عام 2009 أدت دورا في فيلم وثائقي عن المخرج هنري جورج كلوزو.

وماذا بعد «الفنان» وتقديم حفلي الافتتاح والختام في مهرجان «كان» الذي يبدأ الشهر المقبل؟ لقد باشرت بيرينيس بيجو العمل في الفيلم الجديد للمخرج أمير كوستاريسا والمأخوذ عن رواية دانييل بيناك «لسعادة الغيلان». وبما أن كوستاريسا من المخرجين المعتادين في مسابقات المهرجان الفرنسي وسبق له أن نال السعفة الذهبية مرتين، فإن من المتوقع أن تعود الممثلة الأرجنتينية الأصل لتمشي على السجادة الحمراء في دورة العام المقبل.