متاحف أميركية غريبة

منها متحف «حبة الخردل» و«اللوحات الفاشلة»

متحف «ماتش ستيكز» (أعواد الكبريت) في ولاية إيوا ومتحف للأسلاك الشائكة في ولاية كانساس ومتحف «حبة الخردل» في ولاية ويسكونسن
TT

في الشهر الماضي، وضع الرئيس باراك أوباما حجر الأساس لمتحف الأميركيين السود، آخر إضافة لمجموعة متاحف «سميثونيان» التي تقع في قلب واشنطن، بين مبنى الكونغرس والبيت الأبيض، وهي أكبر مجموعة متاحف في العالم. سينضم المتحف الجديد إلى متاحف عملاقة مجاورة، مثل: التاريخ الأميركي، والتاريخ الطبيعي، والفن الأميركي، والفضاء، والهنود الحمر. وفي مدن أخرى، توجد متاحف عملاقة أيضا، مثل: العلوم والتكنولوجيا في شيكاغو، والمتروبوليتان للفنون في نيويورك، والسيارات في ديترويت. حاليا يوجد في الولايات المتحدة أكثر من ألف متحف رئيسي، منها: متاحف الطقس، والفنون، والآداب، والسينما، والتلفزيون، والراديو، والكهرباء، والمنازل، والآثار، والأحياء، والفيزياء، والكيمياء، والأساطيل، والمارينز، والسلاح الجوي، وغيرها.

لكن في أميركا أيضا متاحف غريبة، خليط بين الفكاهة والجدية. يرى البعض أنها تبديد للمال والوقت، ويرى غيرهم أن المعرفة ليست لها شروط، منها في ميدلتون (ولاية ويسكونسن) متحف «حبة الخردل»: كل كبيرة وصغيرة عن الخردل، تاريخه وجغرافيته وعلاجه، وفي المائدة الأميركية وموائد الشعوب الأخرى.

وفي فيلادلفيا (ولاية بنسلفانيا) متحف «اللوحات الفاشلة»: اللوحات الفنية التي لم تشتهر، ولا حتى اشتراها أناس من أصحابها. وطبعا، النكتة هي أن بعض اللوحات أجمل من أشهر اللوحات في متاحف «سميثونيان» في واشنطن، ومتحف «اللوفر» في باريس.

وفي سنت جو (ولاية ميسوري) متحف لأدوات علاج المجانين. مبنى المتحف كان عنبرا للمجانين في بداية القرن الماضي، قبل بداية اختفاء كلمة «كريزي» (مجنون)، واستبدال بها عبارة «منتالي ديسيبلد» (معوق عقليا).

في فيلادلفيا، أيضا، متحف «ميوتر» للجماجم والهياكل والمخلفات الطبية ويضم أطول هيكل، وأكبر جمجمة، وأطول قولون. والسرطان الذي أصيب به الرئيس غروفر كليفلاند، ودماغ قاتل الرئيس جيمس غارفيلد.

في ميتشل (ولاية ساوث داكوتا) متحف «الذرة»: كل شيء عن الذرة، تاريخه وجغرافيته، وأنواعه، وطهي الذرة، وقليه، وكيكه، وحلوته. وفيه قاعات رياضية واجتماعية ومسرحية مصنوعة من أعواد وأوراق الذرة.

في هيوستن (ولاية تكساس) متحف «صناديق الجنازات»: مختلف أنواع الصناديق التي توضع فيها الجثث. وتاريخ بيوت الجنازات في الولايات المتحدة.

في سنت أوغستين (ولاية فلوريدا) متحف «القتلة»: فيه قصص ومخلفات أمثال: لي أوسوولد قاتل الرئيس جون كيندي، وآل كابون الذي أرعب شيكاغو في بداية القرن الماضي.

ومن أكثر المتاحف الغريبة التي يزورها الناس: «تراش ميوزيوم» (متحف فضلات وقمامة وزبالة) في هارتفورد (ولاية كونيتيكات).

أول ما يشاهده من يدخل المتحف «تراش تمبل» (معبد القمامة). وهذا اسم فكاهي لتل من القمامة التي كانت توجد في وسط المدن الأميركية في القرن الثامن عشر، قبل بداية جمع القمامة، حيث كانت تتجمع فيها الكلاب والأغنام والخيول، تأكل الفضلات. وهناك «ديفيد تراش» (قمامة ديفيد)، الذي يعيش في نفس الولاية، ويقود حملة نظافة البيئة. سجل الرقم القياسي الأدنى في جمع قمامة سنة كاملة، ولم تزد على ثلاثين رطلا. وهناك «جو تراش» (قمامة جو)، إشارة إلى المواطن الأميركي العادي الذي يجمع كل سنة قمامة وزنها ألفا رطل. وحيوانات عملاقة، مثل أفيال وديناصورات مصنوعة من القمامة.

وهناك «تراش تيون» (ألحان قمامة)، وهي آلات موسيقية صنعت من القمامة. و«تراش فاشون» (موضات قمامة)، وهي فساتين صنعت أيضا من القمامة. وهناك لوحة عملاقة تصور تطور جمع القمامة، حيث شخص يرمي فضلات في الشارع، وخنازير تأكل القمامة، وماكينات حديثة تستخرج طاقة كهربائية من القمامة.

وفي غلادبروك (ولاية إيوا)، يوجد متحف «ماتش ستيكز» (أعواد الكبريت): كل شيء من أعواد الكبريت، ما جملته أكثر من خمسة ملايين عود كبريت، وفيها أدق التفاصيل، منها: كاتدرائية نوتردام (في باريس) بطول 8 أقدام (نصف مليون عود كبريت)، ومبنى الكونغرس (ربع مليون عود كبريت)، ومكوك الفضاء «جالنجار» (200 ألف عود كبريت).

وهناك سيارات، وثلاجات، ومواقد، وتلفزيونات، وراديوهات، وحيوانات، ورجال ونساء، وأطفال، كلها مصنوعة من أعواد الكبريت.

بعض أعواد الكبريت من النوع العادي، بعد قطع الرؤوس الكبريتية حتى لا تحترق صدفة. لكن الأغلبية أعواد غير كبريتية قطعت من أخشاب (داخل صندوق زجاجي، توجد خريطة ولاية إيوا من أعواد كبريت حقيقية).

وفي الجزء الخاص بتاريخ هذا النوع من الهوايات، هناك معلومات بأن الهواية بدأت في القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة، حيث كان السجناء يلهون أنفسهم بها. كما بدأت في أديرة مسيحية أوروبية، كنوع من أنواع تعلم الصبر والتعاون. وهناك صور حرائق أشكال كانت صنعت من أعواد كبريتية حقيقية.

أما مدينة سياتل (ولاية واشنطن) فتضم «جايانت شو ميوزيوم» (متحف الحذاء العملاق) وتعود قصته إلى ثلاثينات القرن الماضي عندما ورث داني أسكنازي محل تصليح الأحذية بعد وفاة والده. وفيه أكبر حذاء في العالم كان والده صنعه لصاحب أكبر قدم في العالم، وهو روبرت والدو الذي كان، أيضا، أطول رجل في العالم، حيث بلغ 9 أقدام.

في وقت لاحق، جمع الابن أكبر الأحذية من مختلف أنحاء العالم. ويعتقد أن المتحف، رغم صغر حجمه، أكبر متحف أحذية عملاقة في العالم.

وفي أوستن (ولاية منيسوتا) متحف «هورميل فودز» (الأطعمة التي تنتجها شركة «هورميل») والتي اشتهرت بإنتاج اللحم المعلب المشهور باسم «سبام»، وهو من أدنى أنواع اللحوم، ويمكن أن يرفض ويرمى في القمامة، لكنه ينتج تحت رقابة حكومية. ويعتقد أن هذا أصل كلمة «سبام» في البريد الإلكتروني، التي تعني البريد المرفوض. يسجل المتحف تاريخ فضلات اللحوم، لكن من زاوية إيجابية تقول إن شعوبا كثيرة في العالم تأكل ما يرمي الأميركيون من بقايا الأغنام والأبقار. ويعرض المتحف شرائط سينمائية قديمة لجنود أميركيين في الحربين العالميتين الأولى والثانية يأكلون لحوم «سبام».

وربما هذا النوع من اللحم هو الوحيد الذي يوضع نيئا في علب، ثم تغلى العلب حتى ينضج، ويوضح المتحف ذلك. كما يوضح أن اللحم قدم في موائد أغنياء ومشاهير ونجوم سينما وتلفزيون في أرقى مطاعم هوليوود، وفنادق نيويورك. وطبعا، لا توجد صور لفقراء أو مشردين يأكلونه.

وفي ووترتاون (ولاية ماساتشوستس) متحف «بلمنغ» (المجاري والسباكة). وفيه تاريخ التخلص من الفضلات، بداية بحملها في جرادل ودفنها في رمال، أو رميها في أنهار وبحيرات ومحيطات. وفي المتحف أحدث التكنولوجيا: من اليابان مرحاض يعزف موسيقى وينشر روائح طيبة عندما يدخله الشخص، ويعمل أوتوماتيكيا حسب لوحة تعمل باللمس.

وفي المتحف تصميمات مختلفة لأدوات الحمام، وفيها قطع فنية تعود إلى القرن التاسع عشر، وصور مراحيض معروضة في أحد متاحف «سميثونيان» في واشنطن عن فنون الحداثة وما بعد الحداثة.

وفي قسم المطابخ المنزلية جرادل كانت تستعمل في الماضي للتخلص من الفضلات، ومفارم يدوية لفرم الفضلات، وأيضا أحدث التكنولوجيا، مثل غسالة صحون تعزف ألحانا، بدلا من التي تصم الآذان بصوتها. هذا بالإضافة إلى ثلاجة عليها شاشة تلفزيونية وتليفون وكومبيوتر.

وفي هوكنغ هيلز (ولاية أوهايو) متحف لأقلام الرصاص، ويوجد به أكثر من ثلاثة آلاف قلم رصاص، يعود بعضها إلى القرن التاسع عشر، بأشكال عادية وغريبة: سيارة، وسفينة، وصاروخ، وماكوك فضاء، وساندويتش «هوت دوغ» و«هامبورغر»، وشخصيات مصنوعة باستخدام أقلام الرصاص مثل جورج واشنطن ورؤساء أميركيين غيره، وميكي ماوس وشخصيات من «ديزني».

وهناك قسم لأقلام رصاص، أو أجزاء منها، جمعت بعد أن بلعها صغار السن، أو ارتكبت بها جرائم، أو أكلت في مسابقات حقيقية. ومثل متحف أعواد الكبريت، هناك منازل ومبان بنيت بأقلام رصاص.

وفي لاكروس (ولاية كانساس) متحف للأسلاك الشائكة منها تلك التي تستعمل في حروب، أو معارك داخلية بين شرطة ومتظاهرين وفوضويين أو التي تستعمل لأغراض سلمية في المراعي والزرائب والمزارع، وعش عملاق بناه غراب من أجزاء من أسلاك شائكة، وصور إصابات أشخاص عند استعمالهم الأسلاك الشائكة، وصور أشخاص آخرين يتسلقون أسلاكا شائكة، وبعضهم لم يقدر على الخروج منها، حتى جاءت الشرطة.

ويبدو هناك أيضا أسلاك شائكة «راقية» يشتريها أناس ليضعوها في منازلهم وصالوناتهم للتندر. ويوضح مصنع صغير ملحق بالمتحف أن الأسلاك الشائكة تختلف من شائكة وشائكة جدا وشائكة مستحيلة.