وسط أجواء مشحونة تخيم على الساحة الفنية بعد أن قضت محكمة جنح الهرم بالجيزة أول من أمس برفض معارضة الفنان عادل إمام وتأييد حبسه لمدة ثلاثة أشهر مع الشغل بتهمة ازدراء الدين الإسلامي، قررت جبهة الإبداع المصري تنظيم مسيرة ظهر اليوم إلى دار القضاء العالي تضامنا مع إمام.
وصرح صفوت حسين محامي إمام لوكالة أنباء «رويترز» بأن موكله سيطعن في الحكم، وكانت المحكمة أدانت إمام في 2 فبراير (شباط) غيابيا بتهمة ازدراء الدين الإسلامي وقضت بحبسه ثلاثة أشهر ودفع غرامة 1000 جنيه (165 دولارا).
وأصدرت جبهة الإبداع أمس بيانا تفيد فيه بأن المسيرة ستبدأ صباح اليوم من أمام محكمة العجوزة بشارع السودان، معلنة توافق أعضائها في المسؤولية عن التهم الموجهة إلى إمام كما أكدت الجبهة عدم تعارض الفن والدين معا، وأن الحكم على الأعمال الإبداعية لا بد أن يتم من قبل أهل التخصص.
وعلى هامش السياق نفسه، تنظر محكمة العجوزة اليوم دعوى قضائية ضد عدد من الفنانين والكتاب عن أعمالهم مع الفنان عادل إمام واختصمت الدعوى كلا من الكاتبين لينين الرملي ووحيد حامد، والمخرجين شريف عرفة ومحمد فاضل ونادر جلال.
وسيقود مسيرة جبهة الإبداع المؤلف الدكتور مدحت العدل بمشاركة مجموعة من الفنانين، من ضمنهم إسعاد يونس ومحمود ياسين ومحمود حميدة، ومن جهته أعرب الفنان محمود ياسين عن أسفه لصدور هذا الحكم على الفنان عادل إمام وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إننا صدمنا صدمة شديدة جراء هذا الأمر لأن عادل إمام فنان محترم وصاحب وعي كما أن مشواره الفني لم يكن لغاية الشهرة والنجومية فقط فكان صاحب رسالة وأعماله المسرحية والسينمائية شديدة التميز ولم تقتصر على الكوميديا فقط بل تنوعت اجتماعيا وسياسيا».
وتنامي الشعور لدى العديد من الفنانين بتزايد الضغوط على حرية الإبداع والرأي في مصر مع صعود التيارات الإسلامية في الحياة السياسية في مصر وانتشار الجماعات المتشددة، إلا أن ياسين أوضح أن ذلك أمر طبيعي في ظل المتغيرات الحاصلة. وأضاف أنه «من وقت لآخر تظهر وجهات نظر متشددة تقيم الفن والإبداع بمنظور ضيق، وأنا لا أنتقد القضاء ولكن أتكلم عن شخوص ليس لديهم خبرات كافية لا يقدرون أن مصر ليست بلدا حديثا في الإبداع والفن».
وقال الفنان سامي العدل إن «ما تشهده الساحة الفنية لم يحدث في العصور الوسطى وإن القائم بالدعوى، وهو محام سلفي يدعى عسران منصور، يسعى إلى الشهرة وأن يكتب اسمه في الصحف».
والتمس محامي عادل إمام البراءة لموكله لأن الأعمال الفنية التي قدمها لا تسيء إلى الدين الإسلامي لأنها مرخصة وتم عرضها على هيئة المصنفات الفنية التي أجازت عرضها.
ومن جهة أخرى أعلن حزب المصريين الأحرار تضامنه مع الفنان عادل إمام وتخوفه من الهجمة المتصاعدة ضد الإبداع في مصر، كما أدان حمدين صباحي مرشح الرئاسة الهجمة الشرسة ضد حرية الفكر والإبداع. وصرح صباحي بأنه «رغم الاختلاف مع مواقف الفنان عادل إمام سياسيا، فإن حملات الملاحقة القضائية التي تعرض لها وأفضت إلى الحكم بحبسه تفرض على كل وطني وصاحب ضمير في مصر أن يتضامن معه ضد تلك الحملات».