شبكة من الأنهار والبحيرات العريقة غطت جزيرة العرب

باحثو جامعة أكسفورد يوظفون صور «ناسا» الفضائية لدراستها

حفريات أثرية («الشرق الأوسط»)
TT

قال علماء من جامعة أكسفورد البريطانية إن جزيرة العرب شهدت ذروة ثروتها المائية في غابر السنين. وأضافوا أن الصور التي التقطتها نظم التصوير الفضائية تشير إلى وجود شبكة من الأنهار العريقة في القدم كانت تشق مسارها عبر صحراء الجزيرة العربية.

وقال مايكل بيتراغليا، المدير المشارك في مركز الفنون وعلوم الآثار والثقافة الآسيوية في الجامعة، إن «جزيرة العرب تمتلك ثروة من خزائن المواقع الأثرية، وكانت فيها شبكة من الأنهار والبحيرات العريقة في القدم. ورغم كونها جسرا بين قارتين فإننا لا نعرف الكثير عن تاريخها القديم».

ويشرف بيتراغليا على مشروع «الصحارى القديمة» الذي يموله مجلس الأبحاث الأوروبي بمبلغ 2.34 مليون يورو، والذي بدأ هذا العام ويستمر خمسة أعوام. وأضاف الباحث البريطاني أن المشروع الذي يشارك فيه باحثون من مختلف التخصصات سيدرس دور التأثيرات المناخية في الجزيرة العربية على مدى مليوني سنة، على السكان القدماء والحيوانات. واعترف بأن هذا الجزء من العالم ظل مهملا رغم أنه يقع في منطقة التقاء مهمة بين آسيا وأفريقيا.

وسيدرس الباحثون بالاعتماد على صور شبكات الأنهار القديمة طبيعة التضاريس الأرضية ويقومون بحفريات لمواقع أثرية ويوظفون تقنيات تحديد المراحل والعصور للتعرف على تاريخ المتحجرات وبقايا النباتات، كما سيحللون آثار الحمض النووي للحيوانات المنقرضة.

وتكمن أهم تحديات المشروع في التعرف على السلالات الأولى من الإنسان الحديث، الذي قطن في الجزيرة العربية بعد هجرته من أفريقيا أو المناطق الأخرى. ويوظف الباحثون صورا التقطتها وكالة «ناسا» الفضائية الأميركية لجزيرة العرب تظهر فيها شبكات الأنهار والوديان العريقة في القدم وأحواض البحيرات. كما سيدرس الباحثون باطن البحار والكهوف وآبار المياه الحالية ومناطق الاستخراج القديمة، إضافة إلى الطبقات التي تتراوح أعماقها بين 30 و60 مترا لقياس مدى تأثير التغيرات البيئية التي مرت بها جزيرة العرب.