معركة مطابع ترافق المعركة الرئاسية في فرنسا

عشرات الكتب الجديدة عن خفايا الحملة تنتظر ليلة إعلان النتائج

مرشح الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند يلقي خطابا في مدينة ليموج (أ.ب)
TT

تعيش المطابع الفرنسية حالة من الاستنفار في انتظار تبين الخيط الأبيض من الأسود، وظهور نتيجة الانتخابات الرئاسية التي تجري دورتها الثانية والأخيرة في السادس من الشهر المقبل. وجرت العادة أن تنزل إلى المكتبات طائفة من الكتب الحديثة عن الرئيس الجديد حال إعلان الفوز.

في أكثر من مطبعة، هناك مخطوطات لكتب قام بتأليفها صحافيون أو مؤرخون أو كتاب سياسيون، وجرت طباعتها وإخراجها وتحضير أغلفتها، على أن يتسلم العمال إشارة التنفيذ في الثامنة من مساء الأحد السادس من مايو (أيار) 2012. وفي حال كان الكتاب عن المرشح الخاسر فإنه يذهب إلى ملفات الحفظ ولا يرى النور. ومن الكتب المنتظرة صبيحة الفوز كتاب «خفايا فوز» الذي جهزنه منشورات «لارشيبيل».

أبرز الكتب المنتظر صدورها واحد من تأليف الصحافي إريك دوبان الذي كان قد جاب المحافظات كلها ليضع كتابا ناجحا بعنوان «رحلة في فرنسا». ويحمل كتابه الجديد الذي استعدت منشورات «سوي» لطرحه في الأسواق نهار العاشر من الشهر المقبل، عنوان «النصر المسموم»، وهي تسمية ملتبسة لا تحدد من هو المنتصر ومن هو المهزوم في الانتخابات الحالية، لكن المؤلف أوضح أنه لم يكتب صفحات الختام بعد، بل ينتظر إعلان النتائج ليكمل كتابه ليلة اختيار الرئيس.

من الكتب التي تنتظر نقطة النهاية، أيضا، من تأليف الصحافيين نيكولا باروت وناتالي شوك. ويروي الكتاب الذي تنشره دار «لو مومان» وتوزعه اعتبارا من صباح الحادي عشر من الشهر المقبل، خفايا المعركة الانتخابية والمشاحنات والتحديات والتحالفات والمفاوضات و«التضبيطات» التي دارت وراء الستار بين زعماء الأحزاب الكبيرة والصغيرة والمتحدثين بأسمائهم أو مديري حملاتهم. كما أعلن المؤلفان نيتهما نشر اليوميات التي سجلاها على هوامش الحملة، في كتاب مستقل، وبأسلوب تهكمي ساخر.

وحتى في حال الفوز المتوقع لهولاند فإن منشورات «غراسيه» تنوي، بعد 3 أيام من إعلان النتيجة، إصدار الكتاب الذي وضعه الصحافي فيليب كوربيه وعنوانه «الحملة الأخيرة». ويسجل المؤلف وقائع 500 يوم خاضها نيكولا ساركوزي لتقديم نفسه كمرشح وزعيم لمعسكر اليمين وكرئيس جدير بالفوز بولاية ثانية. وفي اليوم نفسه ينشر الصحافيان بنجامان سبورتوش وجيروم شابوي كتابهما المشترك «في الحملة»، عن دار «فلاماريون»، وفيه يتتبعان أيضا أسرار معركة ساركوزي. وفي السياق ذاته يأتي كتاب لوران نومان، مدير مجلة «ماريان» المعارضة، الذي تخطط لإصداره دار «فايار». أما دار «ألبان ميشيل» فقد أعدت كتابا مثيرا بعنوان «الرجل الذي ما كان له أن يصبح رئيسا». للكاتب أنطوان أندريه، وكذلك لكريم رسولي الذي كتب عن تجاوزات حملة ساركوزي.

عن هولاند، وصباح اليوم التالي للانتخابات، تطرح منشورات «شيرش ميدي» كتابا للمؤلف الاشتراكي كلود ايستييه. ووعدت الدار قراءها بـ«مفاجأة كبيرة»، حسبما قال مديرها لمجلة متخصصة في الإصدارات الجديدة.

وهناك كتابان من المنتظر صدورهما عن «فلاماريون» أواخر الشهر المقبل تحت اسمين مستعارين، الأول من تأليف كاتب مقرب من ساركوزي والآخر من تأليف «سياسي رفيع المستوى» كما وصف. لكن القراء والمهتمين ينتظرون بشكل خاص كتاب الروائي الحائز قبل سنتين على جائزة «غونكور» لأفضل رواية أولى لوران بينيه. ولاحق بينيه المرشح هولاند على مدى أشهر، بتكليف من دار «غراسيه»، ليضع كتابا «أدبيا» وروائيا في أسلوبه، يشابه الرواية التي كانت الكاتبة الإيرانية الأصل ياسمينة رضا قد ألفتها عن الحملة السابقة لنيكولا ساركوزي قبل فوزه بولايته الرئاسية، وصدرت عام 2007 وحققت مبيعات كبيرة بلغت 260 ألف نسخة عدا الترجمات وطبعة الجيب.