مسرح بيرم التونسي يتألق في ثوب جديد بالإسكندرية

وزارة الثقافة المصرية ترد الاعتبار لصاحب «شمس الأصيل»

مسرح بيرم التونسي من الخارج حيث يجمل الطراز اليوناني واجهته
TT

بعد سنوات طويلة ارتاح صاحب أغنية «شمس الأصيل» في قبره، واطمأن إلى أن ذكراه لن تضيع بين أحضان عروس المتوسط (الإسكندرية)، المدينة التي طالما عشقها، وكتب على مقاهيها وشواطئها أشهر أغنياته وأشعاره، التي لا تزال تتردد على ألسنة أجيال من المصريين كأنشودة عذبة.

ففي قلب مدينة الإسكندرية، ارتدى مسرح الشاعر بيرم التونسي حلة جديدة، بعدما فرغت وزارة الثقافة المصرية من صيانته وإعادة افتتاحه للجمهور، ليأخذ مكانته اللائقة به كنافذة حية للكثير من أنشطة الفن والإبداع.

المسرح افتتحه (مساء الخميس) د. شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة بصحبة د. أسامة الفولي، محافظ الإسكندرية، ويتكون من طابقين، ويحتوي على قاعة استقبال لكبار الزوار مساحتها 296 مترا، ومبنى إداري، ويضم 25 غرفة للممثلين وورشة نجارة ومخازن واستراحة وقاعات متعددة الأغراض، واستوديو للصوت ومركزا إعلاميا مجهزا بأحدث التقنيات. كما تم تجهيز المسرح بأحدث وسائل الدفاع المدني وأنظمة مراقبة حديثة، بينما صممت واجهة المسرح الخارجية على الطراز المعماري الروماني الذي يميز الإسكندرية.

عقب افتتاحه للمسرح، تمنى وزير الثقافة المصري لثورة 25 يناير أن تخرج من أزمتها، مؤكدا أن الثورة بدأت من الإسكندرية، واصفا بيرم التونسي بأنه لم يكن مجرد كاتب أو مؤلف، وإنما كان حالة إبداع متدفقة؛ كان يعانى من الغربة في وطنه، وكان قريبا من الشعب ومن ثم أصبح فنانه المحبب.

كما وصفه بأنه كان «شديد الرهافة والحساسية، ويعمل من خلال الإدراك لكل تفاصيل الواقع»، لافتا إلى أن بيرم كان يرصد واقعه من على مسافة بعيدة.. «وكان يتلقى هذه المثيرات والأفكار والصور والانطباعات ويعايشها ويصبح جزءا منها؛ لأنه جزء منه؛ كان يلتحم بكل إحباطات الشعب ورغبته في أن يكون أفضل».

وأشار وزير الثقافة إلى أن «بيرم كان شديد البراعة في السخرية والتهكم والمفارقة، واستخدم السخرية من أجل النقد الاجتماعي البناء، خاصة من المؤسسات الاجتماعية والسياسية، فالسخرية لديه هي آلية أساسية من آليات النقد الاجتماعي، كما كان يرغب في هدم السلوكيات السلبية كي تحل محلها سلوكيات إيجابية».

وبدوره، أعرب حفيد بيرم التونسي، المستشار محمود، عن سعادته بإعادة افتتاح المسرح، لافتا إلى أن «افتتاحه جاء بعد ثورة 25 يناير المجيدة، والثقافة رافد من روافدها المهمة»، مؤكدا أن افتتاح المسرح رفع الظلم عما لحق ببيرم في حياته ومماته.

وتضمن حفل الافتتاح كرنفالا فنيا كبيرا، شاركت فيه فرقة موسيقى القوات البحرية وفرقة الحرية والتذوق وأبو قير للفنون الشعبية، إلى جانب عرض احتفالية شبابية لأعضاء فرقة الإسكندرية المسرحية بعنوان «بيرم.. بيرم» تأليف محمود الطوخي، إعداد وإخراج محمد مرسي، تحكي حياة المعاناة الإنسانية والإبداعية لشاعر العامية الراحل بيرم التونسي.

وعلى هامش حفل الافتتاح، كرم وزير الثقافة عددا من الفنانين السكندريين، إلى جانب عرض فيلم تسجيلي عن المسرح ومراحل التجديد والتطوير، كما جرى الإعلان عن إطلاق فرقة الإسكندرية الجديدة، وإطلاق منافسات مهرجان ربيع المسرح السكندري بمشاركة 16 عرضا مسرحيا من الفرق المستقلة والحرة والجامعات وقصور الثقافة بالإسكندرية، الذي سيستمر حتى منتصف يونيو (حزيران) المقبل.