مقاطعة النورماندي تجمع رسوم فرزات وبهجوري وديلم والقط «ويليس»

بشار الأسد صار أفعى ملتفة في معرض فرنسي للكاريكاتير

بشار الأسد بريشة رسام إسباني
TT

من هذا الذي حول الرئيس السوري من أسد إلى أفعى ملتفة يضغط ذيلها على جثث القتلى؟ إنه الرسام الإسباني كاب، أحد أبرز المشاركين في معرض عالمي لرسامي الكاريكاتير عقد في مدينة «كاين» الفرنسية، في مقاطعة النورماندي شمال غربي البلاد.

المعرض الذي كان الربيع العربي بثوراته وشجونه حاضرا فيه بشكل كثيف، قدم فنانين عربا من فرسان هذا الميدان، جاءوا بأنفسهم أو نابت عنهم رسومهم التي نفذوها بريشة جارحة كحد السكين، أمثال السوري علي فرزات والمصري بهجوري والجزائري ديلم والتونسيين زد وميكايا. كما لفتت رسوم التونسية نادية خياري الأنظار رغم أنها انتقلت من الرسم إلى التعبير بالكاريكاتير بعد زوال النظام القمعي وتفتح أُفق الحرية أمام ما تود قوله.

خياري، التي توقع رسومها باسم «ويليس من تونس»، وهو اسم لقط يتكرر ظهوره في لوحاتها، هي أستاذة في معهد الفنون الجميلة في عاصمة بلادها. وقد جاء مولد القط «ويليس» في 13 يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، بينما كان الرئيس المخلوع بن علي يلقي بخطابه الأخير من التلفزيون. لقد تناولت نادية أقلامها وراحت تنفث عما احتبس في صدرها من ثورة على مدى سنوات طوال. ومن يومها والقط «ويليس» ضيف دائم على صفحة صاحبته في «فيس بوك»، يقوم بدوره المرسوم له كشاهد على تتابع الأحداث التونسية، حيث يتحول البشر، أحيانا، إلى قطط تتنازع على المكاسب والغنائم. ولا تكتفي نادية بذلك، بل هي تنزل إلى الشوارع لترسم قطها الذي صار شهيرا، على الجدران. وقد استخدم المعتصمون أمام مبنى البرلمان في تونس صورة «ويليس» للتعبير عن مطالبهم.

علي فرزات، الذي يقف في طليعة رسامي الكاريكاتير السياسي في العالم العربي، سبقته شهرته كفنان معارض، خصوصا بعد اختطافه في دمشق، في 25 أغسطس (آب) الماضي والاعتداء عليه وتكسير أصابعه التي يرسم بها. وكان رد الفعل حملة تضامن عالمية حمته من الشبيحة لينجو بجلده من بلد تحول إلى ساحة تصفيات.

من الجزائر جاء الرسام المعروف علي ديلم، صاحب الرسوم الكاريكاتيرية التي أدمنها قراء الصحف في بلده، مثل «لوماتان» و«لا ليبيرتيه». ومن الجزائر وصلت شهرة ديلم إلى فرنسا وصار يشارك برسوم ساخرة لبرنامج «كيوسك» الذي يبث من القناة التلفزيونية «تي في سانك». إنه الفنان الشجاع الذي لم يهادن النظام وظلت رسومه الانتقادية تجلد ظهور المرتشين والفاسدين، غير آبه بالقضايا المرفوعة ضده لإخراسه والتي وصل عددها إلى 60 دعوى. ومقابل ذلك نال ديلم عشرات الجوائز العالمية للفن والحرية وقلدته فرنسا وسام الشرف للفنون والآداب.

أما جورج البهجوري، الرسام المصري الصعيدي الذي أقام في المنفى ردحا من الزمن، فإنه أشهر من أن يعرف. كما أنه بمثابة أب لأجيال من الرسامين الذين خرجوا من معطفه ومعطف مدرسة مجلة «صباح الخير» وملأوا صحف القاهرة. وإلى جانب الكاريكاتير، يرسم بهجوري لوحات معاصرة تستقي ملامحها من الوجوه المصرية والأيقونات القبطية القديمة. وهو مواظب على رسم «كراسات السفر» التي تجمع لديه منها 500 كراسة حتى الآن.

من الرسوم التي تستوقف المشاهد واحد للرسام كرول، كبار فناني الكاريكاتير في بلجيكا. وهو عن النزاع العربي الإسرائيلي وعنوانه «تقاسم الأرض». ويصور الرسم فلسطيني جاء بجنازة ويحفر قبرا لها، ويقابله يهودي يحمل جنازة ويحفر قبرا ثانيا. إن هذا النزاع يشغل أيضا الفنان الفرنسي الشهير جان بالنتو، رسام الكاريكاتير في صحيفة «لوموند» ومؤسس جمعية «الرسم من أجل السلام» بدعم من الأمم المتحدة. وتستعد الجمعية لتنظيم ملتقى لرسامي الكاريكاتير العرب في تونس، العام المقبل.