يعود مشروع «الإمضاء الضوئي» الفني إلى سنوات خلت حينما ترك الفنان العالمي ألكسندر لوتزيوس زيرمان توقيعه بالضوء على مختلف المعالم البشرية التاريخية والطبيعية. فهو يرسم توقيعه بالمرايا على مساحات كبيرة، ويصبح التوقيع مرئيا كاللآلئ المتألقة، من الأعلى ومن كاميرات الأقمار الصناعية.
وبعد أن وضع توقيعه قرب قصر أشفور في آيرلندا، وعلى ساحل لانزاروت في جزر الكناري، وفي الصحراء الناميبية، وقع اختيار زيرمان الآن على ساحة «رونكالي»، عند قدم كاتدرائية كولون الشهيرة (الدوم)، ليضع توقيعه الضوئي. وتقدم الفنان بطلب تحقيق المشروع إلى مدينة كولون، وإلى منظمة اليونيسكو، بانتظار الموافقة.
ويستخدم الفنان الألماني، الذي يعيش متنقلا بين نيويورك وفرانكفورت، 2500 مرآة من مرايا الرؤية الخلفية في السيارات، ليكتب بها توقيعه على مساحة 50X 50 مترا. ومن المتوقع أن يستخدم هذه المرة مرايا من شركتي «فورد» و«تويوتا»، بعد أن كان قد استخدم في ناميبيا مرايا من سياراتي «مرسيدس» و«مازدا»، ذلك لأن «فورد» و«تويوتا» تتخذان من مدينة كولون مركزا لصناعتهما الأوروبية.
ويتألف توقيع الفنان من حرف مدور يشبه الحرف «ج» مع خط وتحته نقطتان باللاتينية. ويرمز الحرف المدور إلى الكرة الأرضية، بينما ترمز النقطتان إلى القمر وكوكب الزهرة. وذكر زيرمان أن كل العوامل الفنية والتاريخية الملائمة للمشروع تجتمع في ساحة الدوم، فكاتدرائية كولون أكبر مركز جذب للسياحة في ألمانيا، كما أنها تحت رعاية الأمم المتحدة. وكان اختياره للصحراء الناميبية قد حول الأخيرة إلى منطقة بيئية محمية.
في حالة الحصول على موافقة مدينة كولون والأمم المتحدة، سيجري تنفيذ المشروع ليبدأ العرض يوم 15 أغسطس (آب) المقبل، ويستمر لمدة أسبوع. ويبدو أن بلدية كولون استحسنت اختيار الدوم للمشروع، لأنها اعتبرته «إضافة» إلى مدينة كولون التي تعتبر من مدن ألمانيا الثقافية الأولى.