صديقات من ماضي أوباما يدخلن الحملة الانتخابية.. والجمهوريون ينتهزون الفرصة لمهاجمته

جدل حول كتاب جديد يتحدث عن حياة الرئيس الأميركي قبل دخوله البيت الأبيض

باراك أوباما في نيويورك خلال أيام دراسته الجامعية (نيويورك تايمز))
TT

صباح أمس (الخميس)، قال بريان ويلسون، مقدم برنامج «بريان وبريان» في إذاعة «دبليو إم إيه إل» في واشنطن، وهي إذاعة يمينية، وتركز على آراء الحزب، و«حزب الشاي» (تي بارتي): «أخطأنا في انتخابات سنة 2008. لم نركز على الحياة الشخصية لأوباما. فاجأنا، وبهرنا. جاء من حيث لا نعرف. كان سياسيا شعبيا في شيكاغو، وقضى سنتين أو ثلاث في الكونغرس، وفجأة أصبح زعيم العالم الحر. من هو هذا الرجل حقيقة؟ ولماذا لم نعرف عنه ما كان يجب؟».

كان برنامج «بريان وبريان» يعلق على كتاب جديد صدر عن الرئيس أوباما، وفيه إشارات إلى غرامياته قبل أن يتزوج ميشيل. ومن دون أن يتعرض البرنامج إلى لون أوباما، لمح إلى أن هذا سيكون «موضوعا مفتوحا للنقاش هذه المرة». لكن، كرر مقدما البرنامج أن علاقة أوباما بفتيات بيضاوات قبل أن يتزوج ميشيل السوداء «موضوع مهم، ولا يجب أن يكون مثيرا فقط».

الكتاب الجديد هو «باراك أوباما.. القصة»، وفيه معلومات مفصلة عن أوباما قبل البيت الأبيض، ومنذ وقت طويل قبل أن يقابل ميشيل. وقالت مقدمة الكتاب: «كان باراك أوباما طالبا جامعيا ذكيا، ويفكر ويحلل كثيرا، وكانت له علاقات غرامية. هذا شيء يجب ألا يكون جديدا على كل واحد منا عندما كانت أعمارنا في بداية العشرينات».

مؤلف الكتاب هو ديفيد مارانيس، صحافي عريق في صحيفة «واشنطن بوست». ورغم أن كتبا كتبت عن أوباما، ركز مارانيس على حياة أوباما العاطفية، وخاصة الجانب غير المعروف. وتمكن من تعقب صديقاته السابقات وتطوعت بعضهن وأعطينه رسائل ومدونات من ذلك الوقت الذي هو، كما قال الكتاب، «بالنسبة لكثير من الرجال والنساء فترة غامضة، ومحرجة، ونفضل ألا نحللها ونشرحها ونقيمها».

لم ينزل الكتاب إلى المكتبات، لكن مجلة «فانيتي فير» الشهرية اللامعة نشرت مقتطفات منه. وجاء في الكتاب أن أوباما في العشرينات كان مثل كثيرين غيره من طلاب الجامعات، «كان منكفئا على دراسته، ويتحرك حسب ميوله الخاصة، وظروفه الخاصة، وربما ما كان يفكر كثيرا قبل أن يخطو كل خطوة». وأضاف: «الرئيس أوباما الآن، كما نعرفه، متحفظ جدا، ويحسب كل كلمة، وكل خطوة. لكن هل كان كذلك وهو في بداية العشرينات؟».

وأمس، في صحيفة «واشنطن بوست»، كتبت الصحافية روزان روبرتز، محررة الأخبار الشخصية للمشاهير والسياسيين، أنها سألت زميلها مارانيس عن حدود الكتابة عن الأشياء الشخصية للسياسيين والمشاهير، وخاصة صديقات سنوات الجامعة، وأجاب بأنه لا يحس بأي حرج في نشر ذلك عن أوباما، وقال: «هذا الكتاب قصة حياة. هذه الرسائل والمدونات تدعو للتأمل والتفكير أكثر من أنها مثيرة».

حسب الكتاب، كانت أول صديقة لأوباما وهو في كلية «أوكسيندتال»، قبل سنة من دخول جامعة كولومبيا (في نيويورك)، هي ألكس مكنير. كانت ذكية، وتميل، مثل أوباما، نحو المواضيع الأدبية والثقافية. وقال الكتاب: «تقابلا في نيويورك عام 1982، في واحدة من تلك الليالي الرومانسية الصيفية». لكنهما سرعان ما افترقا وبعدت بينهما الشقة غير أن خطابات تبادلاها أوضحت حبا بينهما له زاوية أدبية وفكرية. كتب لها أوباما (واحد من خطابات لا تزال تحتفظ بها): «إليوت كانت له نفس الرؤية العاطفية التي كانت عند أدباء كثيرين، مثل مونزير وييتس. يبدو أنك تستغربين بسبب التناقض عند إليوت». وسألها أوباما: «أليس عندك مثل هذا التناقض يا ألكس؟».

حسب الكتاب، بعد ألكس، وفي عام 1983، عندما كان عمر أوباما 22 عاما، جاءت فتاة أكبر منه سنا قليلا. هذه كانت جنفياف كوك، وكان عمرها 25 سنة. وكانت أسترالية، ومعلمة في مدرسة ابتدائية بأستراليا. تقابلا في حفل الكريسماس في تلك السنة، وكتب الكتاب: «بعد أيام، طبخ لها عشاء، وأمضت معه الليل. وقالت في وقت لاحق: كل شيء حدث وكان لا مفر منه».

وكتب الكتاب: «احتفظت جنفياف بمفكرة يومية. وهو أيضا. وكان لكل واحد منهما أفكار شبابية، وأم تراقب، وأصدقاء فضوليون، وأحلام عن مستقبل العالم». وخلال 18 شهرا، سجلت جنفياف أفكارها: «هذا العشيق البعيد المنال». و«إنه يتصرف تصرف الكبار وعمره 22 سنة فقط». و«يتكلم كلمات حلوة، ويمكن أن يكون منفتحا، وجديرا بالثقة. لكن، هناك أيضا البرود». و«بدأت أفكر في بعض الأشياء التي يمكن ألا أفهمها»، و«باراك لا يزال يثيرني. لكن، أشياء كثيرة عنه لا أعرفها. إنها تحت السطح. إنه حذر ويسيطر على نفسه سيطرة قوية».

وقال الكتاب إنهما أمضيا وقتا كثيرا في الطبخ. كان يحب لحم البقر بالزنجبيل، وساندويتش سمك التونا. وقال إن جده (والد أمه البيضاء) علمه طبخهما. وكانا يقرآن كتب أدبيات سوداوات، مثل: مايا أنجيلو، وتوني موريسون. لكن هذا الانسجام اهتز عندما قالت له: «آي لاف يو» (أنا أحبك)، رد: «ثانكيو» (شكرا)، وليس «آي لوف يو تو» (أنا أحبك أيضا)، كما توقعت.

في سنة 1985، انتهت العلاقة. وكتبت جنفياف في مدونتها: «على مدى العام الماضي، راجعت مدونتي. أعتقد أني كنت آمل أن تتغير الأمور. وأن يقع في حبي. الآن، عند هذه النقطة، أنا أتساءل إذا كان باراك يمر بمرحلة معينة تجعله يتصرف هكذا، أو أن هناك بقايا جراح عاطفية عبر السنين جعلت التقرب منه شيئا صعبا، وأن هذه الجروح العاطفية ستبقى حتى بعد أن يكبر ويزيد في العمر وفي الخبرة».

وقال الكتاب: «في بداية العلاقة بينهما، قال أوباما لها، وهو الأسود وهي البيضاء، إن أوصاف المرأة المثالية له هي: قوية جدا، ومستقيمة جدا، ومقاتلة، ومضحكة، وذات خبرة وتجارب». وكتبت جنفياف في مدونتها: «أحسب أنه يقصد امرأة سوداء».

ويبدو أن ذلك كان من أسباب تراجع أملها في حب طويل المدى. وأحست، وهي الأسترالية البيضاء ابنة دبلوماسي أسترالي لدى الأمم المتحدة، أن هناك بعدا عاطفيا، وجغرافيا، ولونيا.

بعد الأسترالية، قال الكتاب، إن أوباما قابل فتيات غيرها، لكنه لم يقدم تفاصيل. ثم قابل ميشيل سنة 1989.

في كتاب أوباما الذي صدر قبل خمس عشرة سنة تقريبا، وهو «أحلام والدي»، الذي قص فيه قصة حياته، أشار إلى أنه قابل فتاة بيضاء في نيويورك عندما كان طالبا في الجامعة، وإن كان لم يذكر اسمها، وقال إنه دعاها إلى مسرحية في حي هارلم (حي الزنوج في نيويورك)، وإنه كان يريد تعريفها بفنون وثقافات الزنوج، وإنهما اختلفا بسبب اختلاف اللون وبسبب اختلاف ميول الأسترالية البيضاء، وإنهما تعاركا في الشارع بعد أن خرجا من المسرحية، وإن التعارك كانت فيه غمزات لونية وعرقية، وإن أوباما قرر ألا يصادق أي امرأة بيضاء بعدها.

وفي كتاب صحافي بـ«واشنطن بوست» سؤال إلى الفتاة. قالت نعم إنها تتذكر دعوة المسرحية في هارلم. لكنها نفت أي معركة بينهما خارج المسرح. ونفت أي إشارات عنصرية أو لونية. وقالت إن لون أوباما لم يكن مشكلة بالنسبة لها، لكن «ربما كان لوني مشكلة بالنسبة له». وصباح أمس، بدأ جمهوريون حملة ضد أوباما حول هذا الموضوع، ويتوقع أن يكون هدف الجمهوريين هو البحث أكثر وأكثر في حياة أوباما الشخصية:

أولا: البحث عن «هياكل بشرية في رفوف الملابس».

ثانيا: اتهام أوباما بأنه كذب في كتاب مذكراته.

ثالثا: الحديث، بحذر، عن علاقة أوباما بالبيض والسود.