تماثيل شمع في النجف تحكي قصة أشهر59 شخصية دينية وعلمية

مدير المتحف لـ «الشرق الأوسط» : إنه علامة مميزة في تاريخ المزارات بالعالم

تماثيل لشخصيات شيعية في متحف الشمع الجديد بالنجف (أ.ب)
TT

يبدو مدير متحف الشمع العراقي في مدينة النجف متفائلا، متوقعا أن يتحول المتحف الجديد إلى مزار كبير على صعيد المنطقة. ويحكي المتحف قصة 59 شخصية دينية وعلمية مشهورة، لم تلق حظها من الاحتفاء طيلة سنوات الماضية بسبب تجاهل الحكومات التي تعاقبت على الحكم لها.

وفي حديثه عبر الهاتف لـ«الشرق الأوسط» قال مدير المتحف فرقان علي ميرزا «تعد مدينة النجف الأشرف من أغنى المدن العراقية بتراثها ومعالمها الشاخصة، وتخليدا لبعض رجالاتها العظماء، يتواصل العمل بمشروع متحف الشمع الذي تقرر أن يضم 59 تمثالا لشخصيات دينية وعلمية واجتماعية مهمة، في عمل فني مميز، أسندت مهمة إنجازه إلى فنان إيراني، في بداية الأمر قبل أن تحال إلى فنان تركي، ومن أبرز التماثيل المنجزة حتى الآن، تمثال للشيخ الطوسي مؤسس الحوزة الدينية في النجف الأشرف، والمرجع السيد أبو القاسم الخوئي، والمفكر والفيلسوف المرجع السيد محمد باقر الصدر، وهناك أيضا تماثيل لشاعر العراق الكبير أحمد الصافي المولود في النجف ود. عبد الرزاق محيي الدين الذي نزح مع عائلته من جنوب لبنان إلى النجف».

وعن بداية فكرة المشروع، والمواد التي استخدمت فيها، يقول ميرزا «الفكرة بدأت كأحد مشاريع النجف عاصمة الثقافة العراقية، الذي كان من المقرر أن يكون هذا العام، قبل أن يتأجل موعده، لأسباب كثيرة، وقد ضم عددا كبيرا من المشاريع من ضمنها إقامة متحف للشمع على غرار متاحف كثيرة في العالم العربي والعالم، ومنها متحف مدام توسو في بريطانيا، وأجمعت الآراء على اختيار شخصيات فكرية ودينية وأدبية مشهورة من رجالات مدينة النجف، أما المواد التي استخدمت في صناعة التماثيل فهي مواد جديدة سهلة التشكيل تضفي لمسة واقعية على المعروضات التي ستكون في متناول الزوار حال الانتهاء من إنجاز كامل العمل». وتابع «المتحف سيكون على شكل غرف، إذ تخصص كل غرفة لشخصية، وتضم الغرفة جميع المؤلفات والنتاجات والوثائق والصور والسيرة الذاتية للشخصية، إضافة إلى أهم الأحداث التي عاصرتها وتمت مراعاة أن تحتمل المواد المصنعة منها درجة حرارة 50 مئوية لتلائم الظروف الجوية العراقية، وقد خصصت له ميزانية تبلغ 550 مليون دينار عراقي، ما يعادل (447 ألف دولار)».

وبشأن آلية اختيار الشخصيات قال: «في البداية تم اختيار 300 شخصية، واختزلت إلى 150 شخصية. وكان العمل دقيقا جدا ومعقدا لأن النجف فيها عدد كبير من الشخصيات العالمية المؤثرة الثقافية. وبسبب قلة التخصيصات المالية فقد تم اختيار 59 شخصية فقط، وهو مشروع للشخصيات الراحلة فقط عدا شخصية واحدة هي باقر شريف القرشي لأنه رجل كبير في السن وله مؤلفات كثيرة».

وفي العراق، لا يوجد سوى متحف واحد للشمع يقع في بغداد، وينظر إليه على أنه يشكل نافذة على تاريخ البلاد، حيث يضم تماثيل تعكس يوميات العراقيين منذ نحو 100 سنة.