مكبرات للصوت من جهاز الطباعة المنزلي مباشرة

طبع الخلايا الضوئية على الورق لإنتاج الطاقة البديلة

TT

في هذا العالم السريع التطور إلكترونيا، يستطيع الإنسان منذ اليوم حمل مكبرات الصوت الكبيرة في حقيبة يده، أو أن يطويها ويضعها في جيبه، لأن مكبرات الصوت أصبحت عبارة عن ورقة. ويقول علماء جامعة كيمنيتس التقنية (شرق ألمانيا) إن من الممكن للمستخدم طباعة مكبرات الصوت الورقية بواسطة جهاز الطباعة في منزله.

وسيستعرض علماء جامعة كيمنيتس الكثير من مخترعاتهم الجديدة، من ضمنها مكبرات الصوت الورقية، بين 3 و16 مايو (أيار) الحالي في المعرض الدولي للطباعة (دروبا)، الذي يقام مرة كل خمس سنوات في مدينة دسلدورف عاصمة ولاية الراين الشمالي فيستفاليا. ويمكن للمهتمين أن يشاهدوا مكبرات الصوت الورقية والخلايا المنتجة للكهرباء من ضوء الشمس، والمطبوعة على الورق، في القاعة 10 من المعرض، الجناح A41/1.

وذكر البروفسور أرفيد هوبلر، رئيس فريق العمل من معهد الطباعة وتقنية الميديا في جامعة كيمنيتس، أن من الممكن طباعة مكبرات الصوت على الورق الطباعي الاعتيادي. وهي مكبرات صوت ينبغي أن تربط، مثل أي مكبرات صوت أخرى، على منظم ومرشح للصوت، كي يحصل الإنسان على درجة عالية النوعية من الصوت. ويخرج الصوت من المكبرات الورقية بترددات نغمية عالية الجودة، وبقوة تزيد على قوة صناديق مكبرات الصوت التقليدي. ويبقى أن يعمل فريق العمل على تحسين الصوت الرخيم (الباس) لأنه يبدو ضعيفا مقارنة بجوانب الصوت الأخرى المنطلقة عن الورق.

واستعرضت ماكس بيللمان، من جامعة كيمنيتس التقنية، ورقا صوتيا جديدا أمام جمهرة من الصحافيين قبل يوم من افتتاح المعرض. وقالت إن هذا الورق مصنوع من عدة طبقات رقيقة من بوليمرات عضوية ناقلة للكهرباء والصوت. ويمكن طباعة مثل هذه الورق على ورق مماثل بواسطة أجهزة الطباعة التقليدية. والمهم أن تكلفة إنتاج مثل هذه الورق واستخدامها منخفضة، ثم إنه غير ضار بالبيئة ويمكن استخدامه بلا تردد.

وقال هوبلر إنه سيستعرض في معرض «دروبا»، لأول مرة، خلايا ضوئية لإنتاج الكهرباء من ضوء الشمس (سولار) تمت طباعتها على الورق، ويمكن تكثيرها مستقبلا بنفس الطريقة. وأضاف أن مثل هذا الورق سيكون بين أيدي الصناعة خلال نصف سنة، وأطلق على الورق الكهربائي الضوئي اسم 3PV، أي الخلايا الضوئية المطبوعة. وسيقيم جناح جامعة كيمنيتس التقنية شجرة خضراء تحمل على أغصانها 50 ورقة من هذا النوع، وهي أوراق من عدة أشكال وترتبط بأسلاك دقيقة لا ترى، وتتجمع في جسد الشجرة، لتنقل الكهرباء المنتج من الخلايا الضوئية الورقية. وأشار الباحث إلى أن من ينظر الجهة السفلى من الورق سيلاحظ الإعلانات عليها، لأن الجامعة تعول كثيرا على ترويج الطاقة البديلة المستمدة من الخلايا الضوئية الورقية من خلال الدعاية. وهناك عشرات الشركات التي تود ربط هذا الاختراع بالدعاية إليها ومستعدة لدفع مبالغ ستفيد لاحقا في تطوير مشاريع جامعة كيمنيتس.

واعتبر هوبلر إنتاج مكبرات الصوت الورقية، وخلايا الضوء الورقية، دفعة كبيرة إلى مشاريع التحول إلى الطاقة البديلة في أوروبا، وفي ألمانيا على وجه الخصوص. وقال إنه سيعلن في المعرض نشر كتابه المعنون «الطباعة تتحول إلكترونيا»، الذي يؤرخ الانتقال من الطباعة اليدوية إلى الميكانيكية ثم إلى الإلكترونية، ويسرد فيها تفاصيل مشاريع إنجاز مكبرات الصوت الورقية والورق المطبوع المنتج للكهرباء من الخلايا الضوئية. ويرى الباحث مجالا واسعا لاستخدام مكبرات الصوت الورقية لأنه من الممكن لصقها على أي مكان، أو دمجها بمختلف المنتجات. إذ يمكن كمثل تصنيع ورق جدران منها، أو لصقها على الجدران مثابة لوحات ومكبرات صوت في آن واحد. وسيشهد الإنسان، بفضل مكبرات الصوت الورقية، بطاقات بريدية يمكن أن تصدر صوتا، وإعلانات تجارية تبث الموسيقى الراقصة في الشوارع.

تلقى مشروع الطباعة الإلكترونية دعم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الألمانية، وشاركت في تطوير الإنتاج عدة مؤسسات مثل معهد روبرت بوش في شتوتغارت (جنوب)، شركة «هيريوس كلافيوس»، (ليفركوزن) وشركة «S/Spex» ببريلن.