اللبنانيون يلبون دعوة الإعلامية منى أبو حمزة للتظاهر ضد الغلاء

زياد بارود وراغب علامة وجورج صليبي وجيزيل خوري أبرز الحاضرين

TT

أضافت الإعلامية اللبنانية منى أبو حمزة هدفا جديدا لها في المجال الإعلامي بعدما استطاعت أن تستقطب عددا لا يستهان به من اللبنانيين الذين لبوا دعوتها للمشاركة في المظاهرة التي دعت إليها عبر برنامجها التلفزيوني «حديث البلد»، تحت عنوان «بكفّي»، التي أرادت من خلالها إطلاق صرخة من القلب باتجاه السياسيين اللبنانيين للعمل من أجل الحد من معاناة اللبنانيين على الصعيد المعيشي ودعما منها للمواطن الفقير والجوعان، الذي يعاني من إهمال وقلة اهتمام المسؤولين بأدنى مطالبه الحياتية. وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أنا سعيدة بهذا اللقاء مع الناس وأعتبر هذه المساندة التي شهدتها من زملائي الإعلاميين لفتة اعتز بها». وأضافت: «لم أرغب من خلال هذه الخطوة أن أقدم استعراضا يخدمني كمذيعة تلفزيونية كما قال بعض أصحاب النيات السيئة، فأنا لدي المنبر الذي أطل منه أسبوعيا إلا أن مشهد الذل الذي يعيشه اللبناني اليوم أمام المستشفيات ومع ربطة الخبز استفزني فقررت أن أتحرك بكل شفافية ومصداقية وأن أقول كلمتي وأمشي».

ففي سابقة تعد الأولى من نوعها في لبنان، إذ لم يسبق أن قام بهذا النوع من النشاطات، الذي يلامس لقمة الفقير أي إعلامي آخر، توافد اللبنانيون إلى ساحة الشهداء وسط بيروت السبت الماضي، ولأول مرة، دون أن يتلونوا بالأزرق أو البرتقالي (الألوان التي تمثل فريقي 14 و8 آذار) أو أن يتزودوا بأعلام أو عبارات تشير إلى انتماءاتهم السياسية، إذ اكتفوا بحمل اللافتات التي تحكي عن واقعهم المرير ليقولوا كلمتهم ويمشوا على طريقة صاحبة الدعوة وبعض ما جاء في تلك اليافطات «14 و8 كل العالم جوعانة.. معارضة أو موالاة قدام المستشفى مات.. الإيد اللي ما فيا تعيش عايلتها ما فيها تصوت لحدا.. بكفي!».

بدأ اللبنانيون بالتوافد إلى مكان التجمع منذ الخامسة بعد الظهر، أي قبل ساعة من موعده، وكان أبرز الواصلين الوزير السابق زياد بارود والفنان راغب علامة، كما لوحظ وجود حشد إعلامي كثيف؛ إذ لبى إعلاميون من مختلف الاتجاهات السياسية دعوة زميلتهم منى أبو حمزة للتعبير عن مساندتهم لها والوقوف إلى جانبها في هذه الخطوة الاجتماعية، أمثال جيزيل خوري (تلفزيون «العربية») وجورج صليبي وسمر أبو خليل (تلفزيون «إل نيو تي في») ونديم قطيش (تلفزيون «المستقبل») والصحافي فيصل سلمان ومها شمس الدين (تلفزيون «إل إن بي إن») إضافة إلى عدد كبير من زملاء أبو حمزة في تلفزيون «إم تي في» أمثال كلود أبو ناضر هندي وربيكا أبو ناضر وناديا البساط وكاتيا مندلق وغيرهم.

وزير الداخلية السابق زياد بارود كان السياسي الوحيد المشارك في هذا التجمع وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «جئت إلى هنا اليوم كمواطن لبناني عادي، إذ لا بد من الإضاءة على واقع حياتي مخيف نعاني منه، وهذا اللقاء الرمزي الذي دعت إليه الإعلامية منى أبو حمزة هي مشكورة عليه لأنه يدق ناقوس الخطر ويلفت المسؤولين إلى القيام بمهامهم قبل فوات الأوان», ولم يعتب الوزير بارود على اللبنانيين الذين لم يشاركوا بأعداد كبيرة في هذه المظاهرة فقال: «لم أكن أتوقع حضورا أكبر أو مظاهرة مليونية خصوصا أنه لم يجيّش لها كما المظاهرات الأخرى، فهو لقاء يحمل معنى رمزيا وقد نظم بجهد فردي، وعلى العكس تماما فهو برأيي أصاب الهدف الذي يصبو إليه».

أما الفنان راغب علامة فكان متحمسا في مشاركته لهذا اللقاء، وأبدى استعداده للقيام بخطوات أخرى مشابهة تدعم المواطن اللبناني، معتبرا أن الناس اليوم في لبنان تمر بظروف دقيقة، وقد يصلون إلى الهاوية فيما لو لم يتنبه المعنيون لحالتهم المزرية التي يتخبطون بها من جراء الفساد والسرقة والتجاوزات المتبعة من قبل عدد من المسؤولين، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أنا مع المواطن ومع الفقير، وأعرف تماما ما يعاني منه الناس لأنني على اطلاع دائم على معاناتهم وعلينا التصرف بسرعة لأن الشعب المحبط والجوعان لا يمكن أن يبني مستقبل بلاد».

الإعلامي جورج صليبي، الذي حمل بدوره يافطة كتب عليها «الإيد اللي ما فيها تعيّش عيلتها ما فيها تنتخب حدا» أكد من جهته أنه مع هذا النوع من التجمعات التي تحارب الفساد والقهر وتدق أبواب السياسيين بصدق»، أما الإعلامية ربيكا أبو ناضر (تقدم برنامج «الحلّ عنا» على قناة «إم تي في») فرأت أن الحل لأي مشكلة لا يمكن أن يتم إلا بإرادة صاحبه، ولذلك كانت هذه الصرخة ضرورية فيما اعتبرت كلود أبو ناضر هندي مقدمة برنامج «تحقيق» على قناة «إم تي في» أنها كإعلامية زميلة لمنى أبو حمزة كان لا بد من تلبية دعوتها، دعما لها وللمواطن الفقير، مشيرة إلى أن هذا اللقاء وعلى الرغم من تنظيمه بسرعة؛ إذ لم يتسنّ التجييش له كما يجب، فإنه استطاع أن يستقطب عددا لا يستهان به من اللبنانيين الذين شعروا بأهمية معناه الرمزي».

وكانت الإعلامية منى أبو حمزة قد حصلت على الموافقة ورخصة القيام بهذا التجمع من قبل وزارة الداخلية قبل يومين فقط من موعده، فأعلنت عنه في برنامجها «حديث البلد» (الذي يعرض مساء كل خميس)، وأخذت على عاتقها مهمة الاستعداد والتحضير له، بحيث قامت شخصيا بكتابة الشعارات التي طبعت على اللافتات، وكذلك في القيام بالاتصالات اللازمة من أجل تنظيمه بعيدا عن أي تدخلات سياسية، وأصرت على منع أي مشاركة لمتظاهر يحمل أي علم أو لافتة لها علاقة بفريق سياسي ما، وكتبت على صفحتها الإلكترونية «فيس بوك» (لانو الغلا «حديث البلد» وهم البلد خلينا لمرة واحدة نجتمع لنطالب بحقوقنا مش لنهتف الهن).

من جهته، أكد المخرج باسم كريستو أنه على المواطن عدم الاستخفاف بالدور الذي يمكن أن يلعبه في رسم حياته السياسية والاجتماعية، وأنه عليه (أي المواطن) أن لا يتلكأ عن أخذ قراراته بنفسه لأنه هو الوحيد الذي يعرف مصلحته ويهتم بها.

وحمل عدد من المتظاهرين ربطات خبز للتعبير عن استيائهم بما حلّ بلقمة العيش، إذ تم مؤخرا تخفيض وزنها 100 غرام فيما تم الإبقاء على سعرها 1500 ليرة لبنانية. وأحاط بعضهم بالإعلامية منى أبو حمزة يحملون الشعارات التي أطلقتها بالمناسبة، وراحوا يؤكدون دعمهم لها في أي تحرك إنساني أو اجتماعي قد تقوم به في المستقبل.