«شجرة».. جمعية شبابية تسعى لنشر ثقافة الجمال بين السكان

أسطح بيوت القاهرة تتجمل بمساحات من الخضرة والورود

أسطح بيوت القاهرة تتزين بالخضرة
TT

في محاولة لإضفاء مظهر جمالي على أسطح بيوت العاصمة المصرية القاهرة، التي تكتظ بالمخلفات والكراكيب المنزلية من مهملات وأثاث قديم، أقدمت مجموعة من الشباب على مبادرة جديدة تحمل اسم «شجرة»ـ تسعى إلى إزالة هذه الكراكيب وتزيين أسطح البيوت بالعشب والأشجار والمحاصيل المثمرة، وتفادي مخاطر جمة تكمن في بيئة هذه الأسطح، خصوصا بعد أن تحولت إلى ملاذ آمن لكثير من الحشرات والزواحف، وتزداد هذه المخاطر في فصل الصيف مع اشتداد الحرارة، حيث تصبح هذه المخلفات قابلة للاشتعال.

تحت وطأة هذه المخاطر اتجه الكثير من الأسر بمساعدة من مبادرة «شجرة» إلى استغلال أسطح المنازل بطرق أكثر ابتكارا وفائدة وجمالا، معتبرين ذلك نوعا من نشر الثقافة الإيجابية.

عن هذه المبادرة يقول صاحب فكرتها المهندس محمد عبد الصمد لـ«الشرق الأوسط: «لقد فكرنا في تنفيذ هذه الفكرة بعد نجاح الثورة كمحاولة منا للمساهمة في إصلاح بعض السلبيات الموجودة في مصر، فقمنا بإنشاء جمعية (شجرة)، واضعين نصب أعيننا ثلاثة أهداف رئيسية، وهي تقليل مشكلة الاحتباس الحراري المنتشرة في بقاع العالم، وتقليل تلوث الهواء في المدن الذي يتسبب في الكثير من الأمراض، وأخيرا المساهمة في حل مشكلة الفقر، وذلك عن طريق إعطاء الثمار والمحاصيل المزروعة لبعض الفقراء ومحدودي الدخل حتى يقوموا ببيعها والربح عن طريقها».

وأضاف عبد الصمد أن رؤيتهم عالمية ولا تقتصر على أماكن بعينها، وهم يسعون أولا للوصول إلى جميع الأماكن بمصر، الشعبية منها والراقية، ثم تنفيذ المشروع في مختلف بقاع العالم، موضحا أنهم يقومون بالاستعانة ببعض المتخصصين الزراعيين والمهندسين من أجل الوصول إلى أفضل النتائج التي يتطلعون إليها. وتأكيدا على أهمية توعية جميع طبقات الشعب بتجميل الأسطح، قام الكثير من الأجهزة المعنية بالأمر كالجهاز القومي للتنسيق الحضاري بإقامة حلقات وورش عمل للتدريب على زراعة الأسطح بالطرق العلمية الصحيحة وبشكل غير تقليدي وزيادة المسطحات الخضراء والتوعية الثقافية وإبدال المناظر القبيحة بمناظر جمالية. وأعلن الجهاز القومي للتنسيق الحضاري على موقعه الرسمي على الإنترنت أن تلك الدورات بدأت في الأول من أبريل (نيسان) الماضي، وذلك ضمن أنشطة برنامجهم التثقيفي الذي تنفذه الإدارة العامة للمشاركة الأهلية بالجهاز بالتعاون مع المركز القومي لثقافة الطفل.

ولم يقتصر استغلال الأسطح على الزراعة فقط، بل اتسع ليشمل استغلالها بطرق أخرى كاستغلالها كمزارع سمكية أو تزيينها بنباتات زينة، أو استخدامها لإقامة حفلات أو مشاريع صغيرة.. وفي هذا السياق تقول ماريان بشارة، مهندسة ديكور لـ«الشرق الأوسط»: «إنه بإمكان أي شخص تزيين سطح منزله بطريقته الخاصة، سواء بالزرع أو الزهور أو نباتات الزينة، ويمكن أيضا استغلاله في استضافة أفراد العائلة والأصدقاء في المناسبات والحفلات وعمل حفلات شواء في الهواء الطلق».

ومن زاوية الفن التشكيلي يقول الفنان محمد عبلة: «أسطح مصر في عين الفنان التشكيلي تشكل لوحة غنية تجمع بين قيم التجريد والتجسيد معا، ومشاريع تنقية هذه الأسطح من المخلفات ستظهر هذه اللوحة بشك أكثر جمالا، لكن مع ذلك من وجهة نظري أرى أن بعض أساليب استغلال الأسطح قد يأتي أيضا في صورة مشاريع لحضانات أطفال أو غرف أنشطة لسكان هذه العمارات، ويمكن استغلال خريجي الدبلومات من السكان للعمل في هذه الحضانات والغرف».