فنانة إيرانية تعتمد على «مناشف البحر» لإطلاق معرضها الفردي في دبي

صورت مئات المناشف المستخدمة لترصد صفات شخصية من استخدمها

من الأعمال المعروضة للفنانة الإيرانية نيلوفار في معرض «بصمة» في دبي
TT

لم يخطر ببال أحدهم أن المنشفة التي يتركها على شاطئ البحر يمكن أن تكون مصدر إلهام لشخص آخر، لا بل يمكن أن تكون جزءا من معرض فني يثير اهتمام المتخصصين أن لجهة حداثة الفكرة أو لطريقة التعبير عنها، حيث تجسد أعمال فنانة إيرانية في معرضها الذي أقيم في دبي ما تقول إنه «مفهوم التداخل الرقيق بين الموجود والغائب»، حيث تقوم بتصوير مجموعة من المناشف التي تحمل طبعات وآثار الأشخاص الذين جلسوا عليها وتركوها عند مغادرتهم شاطئ البحر وتوحي هذه الآثار بمنحوتة فنية تثير فضول الناظر وتلهب مخيلته لتستنبط السمات المكونة لشخصية الشخص الذي كان جالسا على هذه المنشفة بحسب الفنانة.

وتصف الفنانة الإيرانية نيلوفار هذه الصور التي ضمها معرض «بصمة» في دبي بقولها: «بعيدا عن تنوع الأشكال والألوان والأقمشة، تروي هذه المناشف قصتها الخاصة بها، فبتثاقل، أو بخفة وحيوية، ويمكن بانشغال، يقف هؤلاء الأشخاص ويبتعدون تاركين هذه الطيات والآثار وراءهم لتترك بتعرجاتها وبين طياتها المختلفة وضعية الجسد ومشاعره وعواطفه بين الموجود والغائب».

وترى الفنانة الإيرانية أن استخدام الأشكال الفنية المختلفة لمفهوم السباحة والاستحمام يعد من الاستخدامات القديمة جدا التي طالما ارتبطت بالعطلات والرحلات، بقدر ارتباطها بطقوس الطهارة والنظافة، بشكل مواز، وفي كلتا الحالتين، غالبا ما يتسم هذا الاستخدام بالحرية ومشاعر الانتماء والتجديد.

ومع ذلك، فإن المناشف التي تصورها نيلوفار تأخذ ارتبطا جديدا كليا في سياقها المعاصر، إذ تثير الألوان الحيوية المختلفة للمناشف مشاعر الاستجمام على الشاطئ حتى إن بعض هذه المناشف تتضمن القليل من رمال الشاطئ بين طياتها، إذ إن فكرة الاسترخاء على المنشفة قبالة الشاطئ تشير إلى مستوى من الرفاهية والفخامة.

يقول بشار الشروقي، مدير «صالة كوادرو للفنون الجميلة» التي استضافت المعرض: «استخدمت الأقمشة في مواضيع الفن على مدار التاريخ وبرز هذا الاستخدام بشكل مثالي خلال عصر النهضة مع الأعمال الفنية الزيتية والجدارية، ومن المثير للاهتمام أن نرى فنانا من المنطقة يعيد النظر في استخدام هذه الأداة الفنية بأسلوب معاصر وأضاف «لطالما استوقفتني أعمال الفنانة نيلوفار، فعلى الرغم من كونها تعابير تجريدية غير رمزية، إلا أنها تخفي وراءها أسلوب سردي بديع، وقصص فريدة لكل منها».