المغاربة أوفياء للإذاعة ومعدل الاستماع اليومي 3 ساعات

مفاجأة أول استطلاع من نوعه.. تقدم الإذاعات الحكومية وتراجع الإذاعات الخاصة

TT

ما زالت المحطات الإذاعية تستقطب 61.3 في المائة من المغاربة يوميا، حسب أول دراسة ميدانية لقياس حجم ونوعية الاستماع للإذاعات في المغرب. ويقضي المستمع المغربي ثلاث ساعات في اليوم في المتوسط في الاستماع للإذاعة. وكشفت الدراسة، التي أنجزها مكتب الدراسات العالمي «أيبسوس» لصالح التجمع المهني لقياس حجم الاستماع للبرامج الإذاعية «سيراد»، والذي شكله اتحاد الإذاعات المغربية وجمعية وكالات الإعلانات والتواصل واتحاد المعلنين المغاربة، أن 90 في المائة من هواة البرامج الإذاعية في المغرب يستمعون للإذاعة بشكل فردي، وأن الأغلبية الساحقة لهؤلاء أوفياء لإذاعة واحدة أو اثنتين. وكانت هيئة «سيراد»، التي تضم الإذاعات ووكالات الإعلانات والمعلنين، قد تأسست في نهاية 2010، بهدف تمويل بحوث ودراسات ميدانية دورية لحجم الاستماع الإذاعي وميول المستمعين وأذواقهم واهتماماتهم، بهدف ترشيد سوق الإعلانات الإذاعية وتوجيهها.

وتقول إلهام بومهدي، من إذاعة «هيت راديو» ورئيسة «سيراد»: «هذه الدراسات ستساعد الإذاعات على تشكيل معرفة دقيقة حول حجم انتشارها، وحول الشرائح الاجتماعية التي تتابعها، وبالتالي سيمكن كل إذاعة من ضبط استراتجيتها وتحسين موقعها في السوق. كما سيمكن المعلنين ووكالات الإعلانات من توجيه إعلاناتهم الإذاعية حسب الشرائح الاجتماعية المستهدفة. ويرتقب كذلك أن ينعكس أثر هذه الدراسات على الأسعار التي تعتمدها الإذاعات».

ومن بين 18 محطة إذاعية مغربية، تخلفت واحدة فقط عن المشاركة في المشروع، وهي إذاعة «راديو لوكس»، التي اعتبرت نفسها غير معنية بالمشروع كونها تقدم منتوجا فاخرا موجها للشرائح العليا من المجتمع وتستهدف نطاقا محدودا من المدن الكبرى.

وفازت بصفقة إنجاز الدراسات شركة «أيبسوس» الدولية التي تتوفر على مكاتب للدراسات في 85 دولة بينها المغرب. وتعهدت الشركة بنشر نتائج القياس الدوري للاستماع الإذاعي في المغرب مرة كل ثلاثة أشهر. ويتم القياس عبر إجراء استطلاع شريحة تشمل 12 ألف شخص كل ثلاثة أشهر، مع دراسة خاصة تشمل أربعة آلاف شخص خلال شهر رمضان، أي ما مجموعة 52 ألف مشارك في السنة. وتتم هذه الاستطلاعات، التي تبلغ مدتها في المتوسط 20 دقيقة، عبر الهاتف. وتعهدت الشركة بإنجاز 75 في المائة من الاستطلاعات عبر الهاتف الجوال و25 في المائة عبر الهاتف الثابت.

وتصدرت نتائج الدراسة الأولى، التي نشرت الليلة قبل الماضية في الدار البيضاء، «إذاعة محمد السادس» للقرآن الكريم، وهي الإذاعة الدينية الوحيدة في المغرب وتم إطلاقها في نهاية 2005 من طرف الحكومة، وذلك بمعدل استماع بلغ 15.25 في المائة. وتلتها في الترتيب محطة إذاعة البحر الأبيض المتوسط «ميدي 1» بنسبة 15.07 في المائة. وتعتبر «ميدي 1» أول إذاعة خاصة يتم إطلاقها في المغرب، في إطار شراكة مغربية فرنسية، عام 1980، وبمبادرة من الملك الراحل الحسن الثاني، وقبل تحرير المجال الإذاعي في المغرب بنحو 25 سنة. واحتلت الإذاعة الوطنية (حكومية) المرتبة الثالثة بنسبة استماع 10.25 في المائة، بعد أن كانت تحتكر المجال البث الإذاعي في المغرب قبل تحريره في 2005. وجاءت إذاعة «راديو دوزيم» التي تبثها القناة التلفزيونية المغربية الثانية في المرتبة الرابعة بنسبة استماع 7.52 في المائة. وتؤكد هذه النتائج استمرار الإذاعات التاريخية في الاحتفاظ بمواقع متقدمة على مجال البث الإذاعي في المغرب، رغم احتداد المنافسة مع بروز المحطات الخاصة التي تكونت عقب تحرير القطاع، والتي استطاعت أن تنتزع 51 في المائة من نسبة الاستماع.