في يوم الضحك العالمي.. دعوة مجانية إلى السياسيين اللبنانيين للضحك

تحت عنوان «اضحك تضحك لك الدنيا» سابين جيزي تنظم يوم ضحك في أسواق بيروت اليوم

سابين جيزي أثناء إحدى جلسات يوغا الضحك
TT

دعت اللبنانية سابين جيزي السياسيين اللبنانيين للمشاركة في جلسة الضحك التي تقيمها اليوم، 13 مايو (أيار)، وسط بيروت بمناسبة اليوم العالمي للضحك تحت عنوان «اضحك تضحك لك الدنيا»، حيث سينضم إليها كل لبناني يتوق إلى الضحك والابتسام في جلسات متواصلة ستقوم بها بواسطة تقنية «رياضة اليوغا الضاحكة» التي تجيدها والتي تعلمتها في ألمانيا وبالتحديد في مدينة مينبيرغ من قبل الطبيب الهندي مادان كاتاريا. وقالت سابين في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «دعوت أهل السياسة في لبنان لمشاركتي هذا اليوم وإذا لم يلبوا دعوتي هذه فأنا مستعدة للذهاب إلى البرلمان النيابي لأقدم لهم جلسات يوغا ضحك مجانية، فبالضحك وحده يستطيعون أن يشعروا بالفرح الذي سينقلونه بدورهم إلى بعضهم مما سينعكس إيجابا علينا نحن كلبنانيين». وأضافت: «لقد برهنت دراسات أخيرة جرت في الولايات المتحدة وبريطانيا أن الضحك يتغلب على الشعور بالقلق الذي ينتاب الناس عادة بسبب مهامهم وأعباء الحياة اليومية التي تواجههم، فمادة الإندورفين التي يفرزها الضحك تزودهم بطاقة إيجابية، فتكسر الحواجز فيما بينهم وتحسن من أدائهم». وأشارت سابين إلى أن اللبنانيين يعانون من افتقادهم حس الفكاهة وهم لا يضحكون كثيرا لانشغالهم بأمورهم الحياتية، ولذلك كان لا بد من توجيه دعوة عامة لهم ليتغلبوا على أزماتهم بالضحك.

لأول مرة ستشهد بيروت نشاطا غير مألوف لا يتعلق بالسياسة أو بالرغيف أو بغلاء الأسعار بل بنشر الفرح بين اللبنانيين من خلال هذا اللقاء الذي أرادته سابين جيزي فسحة سعادة يتنفس من خلالها اللبنانيون الصعداء بعيدا عن همومهم ومسؤولياتهم المعتادة. حتى الآن لا تعرف سابين بالتحديد عدد اللبنانيين الذين سيلبون دعوتها ولكنها متأكدة كما تقول أن من سيفوته هذا اللقاء فسيخسر شعور الفرح بالحياة الذي تقدمه له كهدية على طبق من فضة لكونها تعرف سلفا النتيجة التي سيثمرها هذا التجمع.

وسابين التي بدأت في تطبيق هذه التقنية الجديدة (تندرج ضمن رياضة اليوغا العالمية المعروفة) منذ نحو سنة في لبنان ولديها اليوم ما يفوق الـ2000 لبناني الذين يشاركون في جلسات أسبوعية، تنتقل أيضا بين المدارس والجامعات والمستشفيات لإعطاء حصص خاصة، وتقول في هذا الصدد: «الضحك يساعد المريض، ولا سيما المصاب بأمراض السرطان والقلب، في التخلص من أوجاعه وتجاوزها وتأثيره يستمر لساعات طويلة وأحيانا لأيام، وما لفت نظري هو تجاوب اللبنانيين معي في هذا الموضوع بشكل كبير خصوصا بعدما لمسوا المناخ الصحي الذي يسود حياتهم بعد خضوعهم لهذا النوع من الجلسات، الأمر الذي جعلني أفكر بنشر هذه التقنية في العالم العربي الذي يعاني أهله جميعا، وخاصة في الفترة الأخيرة من تقلبات وأحداث سياسية وميدانية كثيرة، فهم بأمس الحاجة للضحك للشعور بالراحة».

ترتكز رياضة اليوغا الضاحكة على تمارين تطبق على مدى ساعة كاملة وتبدأ بتمارين ضحك صبيانية لينتقل بعدها المشاركون فيها إلى محطة تأمل فيستلقون على الأرض ويضحكون كما الأطفال، ثم يقومون بتمارين خاصة بالتنفس الصحيح ويتبادلون الأحاديث بهدوء ويتخلل هذه المراحل الثلاث الاتصال النظري والضحكات المفتعلة من دون سبب التي لا تلبث أن تتحول إلى قهقهات حقيقية بعد دقائق من تطبيقها. فحسب سابين أن تأثير الضحك يبقى نفسه على جسم الإنسان ونفسيته فيما لو كان حقيقيا أو مفتعلا.

والمعروف كما تشير سابين جيزي أن الضحك هو بمثابة عدوى تنتقل بسرعة بين شخص وآخر تماما كما التثاؤب، ولذلك لا يمكن أن يخرج أحد طلاب هذه الصفوف من الحصة إلا وقد أصيب بها، كما أن هناك أشخاصا متزوجين أو متقدمين في السن يلتحقون بهذه الصفوف لحل مشاكل عالقة فيما بينهم أو تهدد عائلتهم الصغيرة أو للتخلص من الشعور بالوحدة الذي يعاني منه الناس مع التقدم في العمر.

ويعتبر لبنان البلد الوحيد في العالم العربي الذي سيحتفل بيوم الضحك العالمي، وستكون هذه المناسبة بمثابة دعوة مفتوحة أمام الجميع وستبدأ في الرابعة من بعد ظهر اليوم (الأحد)، وسيتضمن برنامج هذا اللقاء عزفا للموسيقى الحية الذي سيرافق جلسة اليوغا الضاحكة التي ستقدمها سابين مباشرة أمام الجميع، كما سيقوم تلفزيون الـ«إم تي في» بالتغطية الشاملة لهذا الحدث.

وتدرس سابين جيزي إمكانية تكثيف دروس اليوغا الضاحكة بحيث تتمكن في المستقبل من أن تنشئ ورشة عمل سنوية تسمح لكل من يهتم باكتساب هذه التقنية وتعلمها بأن يتعرف على أصولها وكيفية ممارستها فيحصل على شهادة رسمية من مبتكرها الطبيب الهندي (معالج نفسي) مادان كاتاريا، وخصوصا أنها ما زالت تعتبر الوحيدة في لبنان التي تجيد إعطاء هذا النوع من الحصص. وتروي سابين أن قصتها مع يوغا الضحك بدأت مصادفة عندما كانت تقوم ببحث على الإنترنت فأعجبت بتقنية اليوغا الضاحكة وقررت التحري عنها. بعدها تلقت دعوة من الطبيب الهندي لتتعلمها في ألمانيا وهكذا كان. يمنع في جلسات الضحك الكلام أو إلقاء الطرائف وتبدأ بالرقص وتمرينات للاسترخاء والتصفيق لتنتهي فيما بعد بالضحك.