استجابة لما نشرته «الشرق الأوسط» .. رئاسة الجمهورية في العراق تخصص راتبا للفنانة عفيفة إسكندر

معيلتها: هذه صحوة ضمير متأخرة.. لكنني سأتمكن من دفع تكاليف علاجها

عفيفة إسكندر في احدى حفلاتها الغنائية
TT

استجابة لما نشرته «الشرق الأوسط» في عددها الصادر يوم الخميس، 10 مايو (أيار) الجاري، عن معاناة «فاتنة بغداد» المطربة العراقية الرائدة عفيفة إسكندر، وإهمال الحكومة لها وهي تعيش آخر أيامها، بوضع صحي صعب، قررت رئاسة الجمهورية العراقية تخصيص راتب تقاعدي للفنانة مدى الحياة، إضافة إلى إعلان قناة «الشرقية» الفضائية عن تخصيصها راتبا شهريا آخر لعفيفة إسكندر.

وعبرت معيلتها أم عيسى، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس، عن شكرها وتثمينها للدور الذي لعبته الصحيفة في تسليط الضوء على حياة فنانة أعطت الكثير لفنها ولم تكسب في شيخوختها إلا العزلة والنكران، مشيرة إلى أن نشر التقرير عبر صفحات الصحيفة كان له دوره في إيقاظ المعنيين بمتابعة حالة الفنانة المتردية خلال الفترة الأخيرة.

وقالت: «سمعت عبر الأصدقاء أن قناة (الشرقية) بثت خبرا مفاده تخصيص راتب من رئاسة الجمهورية لعفيفة إسكندر، وكذلك من القناة ذاتها، لكني لم أتلق إشعارا رسميا بذلك حتى الآن».

وأكدت «أنها تلقت الكثير من الاتصالات الهاتفية والزوار الذين قرأوا معاناة إسكندر عبر صفحات «الشرق الأوسط»، والذي تناقلته أيضا عدد من الصحف والوكالات الإخبارية ومواقع عراقية على الشبكة العنكبوتية (الإنترنيت) وعلى مواقع العراقيين في صفحات التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، وصارت تترصد أخبارها بالاتصال بي أو زيارتها شخصيا في مكان إقامتها ببغداد».

ولفتت «إلى أن الكثير من الشخصيات في الداخل والخارج أعربت عن مد يد العون والمساعدة لكل ما تطلبه الفنانة عفيفة، وإحدى النساء من الأردن الشقيق أبدت استعدادها لتخصيص راتب شهري أيضا، وكذلك بعض المساعدات العينية والمالية».

ولا تزال أم عيسى تستقبل الكثير من الوكالات الإخبارية والقنوات الفضائية التي تحاول إجراء تحقيق مصور عن حالة عفيفة إسكندر، وعلقت عن ذلك بالقول «إنها صحوة ضمير متأخرة» وعن ردود فعل عفيفة بذلك قالت أم عيسى: «عفيفة لا تدرك شيئا مما حولها، وحاولت إشعارها باستجابة الآخرين معها، لكنها تغفو كثيرا وتنام، وهو جزء من توفير الراحة لها، وأنا أشعر بالارتياح طالما أني قادرة على دفع مستحقات إعالتها وعلاجها والقيام بواجباتي على أحسن وجه».

وكانت عفيفة إسكندر، وقد تجاوز عمرها 93 عاما، تعيش في شقة صغيرة، ومتواضعة، اعتزلت العالم بعد أن اعتزلها الآخرون، بعد أن فقدت كل ما حصلت عليه خلال سنوات عملها لعلاج نفسها وتأمين حياتها، وصارت تعتاش هي ومعيلتها على ما يردها من راتب شهري خصص لها من رئاسة الجمهورية قبل نحو 3 أعوام، لكنه قطع عنها بدعوى انتهاء المنافع الاجتماعية للرئاسة العراقية! وكذلك الحال مع راتب يسير خصصته لها وزارة الثقافة العراقية، وصارت تعاني مشكلة حقيقية في تأمين متطلبات معيشتها.

وأطلقت معيلتها أم عيسى (نهرين بيلس يوحنا) نداء استغاثة عبر جريدة «الشرق الأوسط»، في لقاء سابق معها، دعت فيه كل من له علاقة بفن وتأريخ ووجود الفنانة العراقية الرائدة عفيفة إسكندر إلى متابعة معاناتها ومساعدتها لتقضي ما تبقى من عمرها بسكون وكرامة.

ولدت عفيفة إسكندر في الموصل عام 1921 من أب عراقي مسيحي وأم يونانية. وعاشت في بغداد. غنت في عمر 5 سنوات وكانت أول حفلة أحيتها بعمر 8 سنوات في أربيل. لقبت بـ«مونولوجست» من المجمع العربي الموسيقي كونها تجيد ألوان الغناء والمقامات العراقية.