دراسة مصرية تحذر من انتشار عادة التدخين في مسلسلات التلفزيون

قالت إن حالات التعاطي تكررت في 2071 مشهدا دراميا خلال شهر واحد

صورة لممثلين يدخنون في مسلسل «شارع عبد العزيز» («الشرق الأوسط»)
TT

حذرت دراسة مصرية رسمية أمس من انتشار عادة التدخين في مسلسلات التلفزيون، وقالت إن حالات التعاطي تكررت في 2071 مشهدا دراميا خلال شهر واحد.

صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي التابع لوزارة التأمينات والشؤون الاجتماعية المصرية هو الذي قام بإعداد الدراسة التي اعتمد فيها على تحليل مشاهد درامية تتضمن عملية التدخين وتعاطي المخدرات والمواقف الاجتماعية والأسرية التي تظهر خلالها هذه المشاهد وأسلوب المعالجة الدرامية لهذه القضية.

وشارك سياسيون وفنانون وإعلاميون ورجال دين في حلقة نقاشية تم خلالها استعراض نتائج الدراسة في مقر وزارة التأمينات والشؤون الاجتماعية بالقاهرة، بحضور وزيرة التأمينات والشؤون الاجتماعية نجوى خليل، ومدير عام صندوق مكافحة الإدمان والتعاطي الدكتور عمرو عثمان، بالإضافة إلى رئيسة لجنة مشاهدة الأعمال الدرامية بالتلفزيون المصري فاطمة الكسباني.

الدراسة أجريت على ثلاثين مسلسلا تم عرضها في القنوات التلفزيون الفضائية والمتخصصة والأرضية في شهر رمضان الماضي. وقال الدكتور عثمان إن هذه المسلسلات احتوت على 2071 مشهدا للتدخين والتعاطي، بمدة زمنية وصلت إلى 71.5 ساعة، معتبرا ذلك مؤشرا خطيرا على المفاهيم السلبية التي تتركها تلك المشاهد على عقول متابعي الأعمال الدرامية.

عثمان أضاف أن المسلسلات، وفقا للدراسة، صورت مشاهد التدخين كأنه سلوك اعتيادي ليس به ضرر، وأنه علامة على النضج والرجولة، كما تم تصوير تعاطي المخدرات على أنه مرتبط بخفة الظل ووسيلة لتناسي الهموم، إضافة إلى ربط مشاهد التدخين والتعاطي بلحظات السعادة والنشوة.

من جانبها قالت الوزيرة خليل إن الدراما لها تأثير كبير في معالجة القضايا الاجتماعية، وهناك ضرورة لاستخدامها لمعالجة الإدمان بدلا من الترويج له، وإنه كلما زاد شعور المشاهدين بواقعية الأحداث كانت الخطورة أكبر.

الدكتورة ابتسام الجندي، عميدة كلية الإعلام بجامعة العلوم الحديثة والآداب، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن خطورة مشاهد التدخين والتعاطي تكمن في طريقة عرضها، مشيرة إلى أن تقديم فنان محبوب لدى قطاع عريض من الجماهير لمشاهد التدخين وتعاطي المخدرات يزيد من تأثيرها على المشاهد، قائلة إن المسؤولية تقع على المؤلف والمخرج والممثل بالتساوي في إفساد الأخلاق العامة أو إصلاحها.

يشار إلى أن عدد المدخنين في مصر، وفقا لإحصاءات متفرقة، يبلغ في المتوسط نحو 13 مليون مدخن من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 85 مليون نسمة، تتراوح أعمار غالبيتهم بين 45 سنة إلى 64 سنة.