فيينا تنظم مهرجانها الصيفي للآلات الموسيقية

نرويجي ونمساوي وأرميني في التصفيات النهائية

النرويجي هولتسمارك رينقشتاد الفائز في مسابقة الموسيقيين الأوروبيين الشباب
TT

استذوقت العاصمة النمساوية فيينا وطربت ومن ثم هتفت وشجعت مختتمة فعاليات مهرجانها الصيفي لعام 2012 بتتويج النرويجي هولتسمارك رينقشتاد (17 سنة) فائزا أول في مسابقة الموسيقيين الأوروبيين الشباب، والنمساوي إيمانويل شوكنوبريان (17 سنة) فائزا ثانيا، والأرميني نارك كازيمان (15 سنة) فائزا ثالثا.

شارك المتنافسون بآلات موسيقية بعضها معروف ومنتشر مثل البيانو والكمان والفلوت وبعضها أقل انتشارا مثل القانون وآلة الكيمبالوم التي تحتاج لعصي لتحريك ومداعبة ومناغمة أوتارها. وشاركت متسابقة من بولندا بآلة الباسون وهي آلة نفخ طويلة، في حين فاز المتسابقان الأول والثاني بعزف على آلة الكمان والمتسابق الثالث على القانون.

الجولة قبل النهائية ضمت 14 عازفا وكانت مغلقة، أما الجولة النهائية فكانت مجانية مفتوحة مصحوبة بألعاب نارية وتقنية عالية في استخدام فن الإضاءة مما حول ساحة البلدية «الرات هاوس» ومن ورائها مكتب العمدة إلى مجسم من اللونين الأخضر والبنفسجي لتطل تماثيله التي يعود تاريخ اكتمال بنائها لعام 1872، والتي تقف شواهد حية على أهمية الموسيقى والفنون في فيينا.

نعمت الساحة الرحبة بطقس ربيعي ساحر وجمهور قدر بأكثر من 10 آلاف وقفوا في صمت كامل ما إن يبدأ أحد المتسابقين في تقديم وصلته منفردا عازفا مقطوعة واحدة ضمن الفرقة الموسيقية لمحطة إذاعة وراديو «أو آر إف» النمساوية الحكومية. التصفيات النهائية تضمنت سبعة أشخاص من التشيك وألمانيا وروسيا البيضاء وبولندا بالإضافة للنرويج وأرمينيا والنمسا.

منذ عام 2006 أمست ساحة الرات هاوس هي الموقع لاستضافة التصفيات شبه النهائية والنهائية لهذه المسابقة الموسيقية الشابة التي تقام كل عامين، وكانت بدايتها في عام 1982 بتعاون بين 6 دول أوروبية فقط لتصبح اليوم أكثر شعبية يقوم على تنظيمها اتحاد الإذاعات الأوروبية وتسهم في تمويل استضافتها بفيينا أكثر من مؤسسة مصرفية.

في سياق مواز، تتواصل برامج الفعاليات الفنية الربيعية والصيفية في فيينا وكأنها بانوراما ثقافية ليس نمساوية فحسب، بل عالمية متنوعة ما بين فن حديث وآخر تقليدي كلاسيكي قديم مشتملة على أنواع الفنون كافة من معارض وعروض أوبرالية ومسرح وحفلات موسيقية (كونسرت) وقراءات شعرية وأدبية، معظمها في الهواء الطلق مجانية وبعضها في قاعات مغلقة ومتاحف، بل وحتى مقاه بشتى أنحاء العاصمة بأسعار رمزية تحت شعار «عولمة الثقافة» بمشاركة فرق فنية من مختلف دول العالم. هذا ويعود تاريخ مهرجان فيينا الصيفي لعام 1951 في أعقاب نهايات الحرب العالمية الثانية كمحاولة من حفنة فنانين من أبناء فيينا سعوا لإثبات أن مدينتهم الراقية قادرة على جمع شتاتها والعودة لأنشطتها وروحها الفنية والثقافية فاتحة يديها للجميع تماما بما يتماشى مع خطها السياسي الملتزم بحياد إيجابي لا يميل يمينا ولا ينثني شمالا، بل يمضي للأمام حتى تظل الأولى من حيث راحة العيش، وهكذا جاء رقمها طيلة الأعوام الثلاثة الأخيرة متفوقة على أكثر من 40 من أشهر العواصم العالمية.