«غرين هاندز».. مبادرة لتحويل أحياء القاهرة الشعبية لمناطق صديقة للبيئة

يشرف عليها مجموعة من الشباب.. وبدأت بحي شبرا المكتظ بالسكان

ندوة على النجيل لشباب من المبادرة مع مجموعة من أطفال المدارس لتوعيتهم بأهمية الحفاظ على البيئة («الشرق الأوسط»)
TT

في خضم المبادرات المختلفة التي تسعى للمحافظة على البيئة وتقليل نسبة التلوث في الجو ونشر الوعي البيئي بقيم الخضرة والجمال، تسعى مبادرة «غرين هاندز»، التي يشرف عليها مجموعة من الشباب المصري، إلى دخول الوعي البيئي حيز العمل الميداني، بتبني مشروعات على مستوى الشارع المصري في المناطق الشعبية التي غالبا ما تكون قضايا البيئة ليست على أولويات ساكنيها. واختار الشباب حي شبرا الشعبي، الذي يعد من أكبر أحياء القاهرة اكتظاظا بالسكان، ليكون مشروعهم الأول والأكبر، وذلك بتحويله إلى منطقة صديقة للبيئة تكون نموذجا يحتذى في جميع أنحاء البلاد.

حول تفاصيل المبادرة والمشروع تشير ندين فراج، المسؤولة عن المبادرة، إلى أن «غرين هاندز» هي «مبادرة بدأت بمجموعة صغيرة من طلاب الجامعة الأميركية مؤمنين بأهمية قضايا البيئة ونشر الوعي بين الناس، ثم بدأ الازدياد تدريجيا لاهتمام الناس حاليا بقضايا البيئة بصورة أكبر من السابق، فهناك ترحيب بأي متطوع يؤمن بأفكارنا، وهدفنا الأساسي هو تنظيف وزراعة جميع أنحاء مصر خاصة المناطق النائية والعمل على زيادة الوعي البيئي، وتعليم الناس بأساليب بسيطة كيفية الحفاظ على البيئة، مع التركيز بشكل خاص على الأطفال حيث قمنا بحملات توعية في عدة مدارس لتوعية الأطفال وتعليمهم مبادئ بسيطة تساعد في الحفاظ على البيئة، كما قمنا بعدة أنشطة في المناطق الشعبية مثل حملة للتنظيف والزراعة في حي ميت عقبة».

وحول مشروع حي شبرا تقول ندين إن «هدفنا أن نجعله أول حي مصري صديق للبيئة، وكذلك إمكانية تعميم هذه التجربة على باقي الأحياء وباقي المحافظات». وتوضح ندين أن «هذا المشروع سيستمر لفترة لا تقل عن سنتين لامتداد مساحة المكان وبالتالي الحاجة إلى كثير من الوقت والمجهود، لأننا نهدف إلى تعميمه على كل أنحاء حي شبرا وليس مجرد منطقة صغيرة».

وحول نقطة البداية تقول إنها «كانت من إحدى مدارس المنطقة، حيث قمنا بعمل توعية للأطفال فيها وطلاء المكان وزراعة ملعب المدرسة بالنجيلة، وقام الأطفال أنفسهم بزراعته، مما عزز شعورهم بالمسؤولية، وتنمية الوعي بالبيئة والعناية بها».

وعن تقبل أهالي المنطقة لوجودهم ولمشروعاتهم البيئية تشير ندين إلى أن «الناس يتقبلون المبادرات، ولكن تغيير عاداتهم ليس بالأمر السهل، وهو الهدف الأساسي الذي نسعى إليه، ومع الوقت يمكن أن يحدث هذا التغيير، خاصة عندما يشعر الناس بأنه يمكن أن يعود بالفائدة عليهم، وأنه يحميهم من خطر يمكن أن يتجنبوه، أو يحقق لهم منافع مثل زراعة الأسطح. فالناس في البداية ينظرون إلينا بشكل غريب، لكنهم يبدأون في التجاوب معنا عندما يدركون أن ما نحدثهم عنه سيعود عليهم بالنفع، وعندها لا يتجاوبون فقط مع ما نقوله لهم، ولكن أيضا يعملون معنا من أجل تحقيق الهدف، وبالطبع تختلف الاستجابة من شخص لآخر، وكذلك يختلف أسلوبنا لإقناع الناس من شخص لآخر، فقضايا البيئة لا تكون على أولويات هؤلاء الناس تقريبا، ونسعى لأن نجعلها من ضمن اهتمامهم، فالأمر ليس بالسهل، وسيحتاج إلى وقت وجهد كبيرين. وما نحاول أن نوصله للناس هو فكرة أن كل شخص يمكن أن يعمل شيئا من أجل هذه المبادرة، وليس بالضرورة أن يقوم بجهد كبير أو بشيء صعب للمشاركة في الحفاظ على البيئة، فمجرد عدم إلقاء القمامة في الشوارع وإغلاق صنابير المياه جيدا وإطفاء الكهرباء عند الخروج من المنزل سيشكل فرقا كبيرا عندما يصبح أسلوب حياة يعتمده الناس في حياتهم، وهي أشياء بسيطة جدا ولن تأخذ أي مجهود».

وأخيرا تشير ندين إلى أن «غرين هاندز» شاركت في عدد من الأنشطة العالمية المرتبطة بالبيئة «كما نظمنا مهرجانا سابقا على نطاق كبير، شاركت فيه جمعيات بيئية متعددة قامت بالتوعية وبنشر أفكارها، كما أقمنا حفلا غنائيا شارك فيه كوكبة من الفنانين لنحقق فكرة الجمع بين الترفيه وتقديم رسالة بيئية، وننوي إقامة مثل هذا المهرجان كل عام لنصل لجمهور أكبر على كل المستويات بأساليب وطرق مختلفة».

وعن أهم أمنياتهم في المرحلة القادمة أشارت ندين إلى أن «أهم شيء بالنسبة لنا الآن هو أن يكتمل مشروع شبرا ويتسع لكل شوارعها التي نسعى لزراعتها وتنظيفها».