نوومي راباس: أحتاج دائما للوقوع في حب السيناريو الذي أقرأه

TT

في سبتمبر (أيلول) من عام 2007 قام المخرج الاسكندنافي نيلز أردن أوبليف، وسط مساعيه البحث عمّن يقوم ببطولة فيلم مبني على شخصية واردة في كتاب «الفتاة ذات الوشم التنين»، بمقابلة فتاة شابّة أسمها ناوومي راباس. كانت في الثامنة والعشرين من عمرها وخلفيّتها لا تتجاوز بضعة أفلام ذات سياق فني محدود النجاح جماهيريا. لكن المخرج أوبليف أدرك أنه يستطيع الآن التوقّف عن إجراء المقابلات لأنه وجد ضالته المنشودة. فجأة وجد ليزابث متمثّلة بنوومي راباس.

اليوم، وبعد أربعة أفلام أخرى، تبزغ نوومي راباس كنجمة جديدة يتكاثر العديدون لطلب اشتراكها في أفلامهم. إنها في فيلم ريدلي سكوت الجديد «برومثيوس» وفي فيلم جديد آخر لنيلز أردن أوبلف بعنوان «سقوط رجل عجوز» (لجانب كولين فارل) وفي فيلم العودة المنتظر للمخرج برايان دي بالما «عاطفة».

* صورك وشريكتك في البطولة راتشل مكأدامز على ملصق الفيلم منتشرة على أغلفة المجلات وملصقات الشوارع. هل تبتسمين حين تشاهدين نفسك؟

- (تضحك) نعم. كيف علمت. لم يخطر لي أن ذلك سيبعث في قدرا من البهجة.

* الفيلم مأخوذ عن شريط فرنسي كما تعلمين عنوانه «جريمة حب» وهو آخر ما حققه الفرنسي ألان كورنيو. هل شاهدت الأصل؟

- نعم وأحببته كثيرا. أحببت كيف يعمد الفيلم إلى التحضير المتأني للحبكة فإذا بكل شيء في مكانه الصحيح وبتوقيت مناسب. ليس هناك من استعجال للوصول إلى ذروة في التشويق، فهذه تمتد طوال الفيلم في رأيي.

* تؤدين دور الموظّفة التي تنتقم من رئيستها. أليس كذلك؟ لا دور الرئيسية في الفيلم.

- صحيح. دور إيزابيل الذي لعبته لوديفين سانييه، لكن لا الفيلم ولا الأدوار ولا معالجة دي بالما له هي استنساخ للفيلم السابق. هنا أعمل مع مخرج يحيط فيلمه باهتمام خلاّق. وهو بالتأكيد، لو سألته، سيقول لك إنه لا يكرر فيلما بل يستعير حكاية.

* كيف ترين شهرتك حاليا كونك خرجت للتو تقريبا من تمثيل واحد من الأفلام الأكثر درّا للنجاح هذه الأيام هو «شرلوك هولمز: لعبة الظلال»؟

- كان تجربة مختلفة تماما عن كل تجاربي السابقة. أعتقد أننا تحدّثنا في هوليوود قليلا حول هذا الجانب. أفلامي حتى الآن كانت في أعمال إن لم تكن مستقلّة فهي بالتأكيد ليست تجارية الشأن أو من إنتاج استوديوهات كبيرة. هذا لا يعني أنني لا أعتبرها ضرورية. بل هي ضرورية على أكثر من نحو وضرورية بالنسبة لي وللمرحلة التي أمر بها اليوم. إذا كانت المسألة مسألة شهرة فإن ما يستطيع فيلم مثل «شرلوك هولمز» تحقيقه ربما أكثر مما تستطيع بضعة أفلام صغيرة أن تنجزه لو نجحت.

* ما الفارق الأهم بين أن تكوني ممثلة في السويد وأن تكوني ممثلة في أفلام أميركية؟

- الفارق الأهم؟ كنت أعتقد أن الفارق سوف يكون أكبر في الواقع. لكنه لم يكن. حتى خلال قيامي بتصوير «شرلوك هولمز» شعرت بأن المسافة متقاربة بين العمل في فيلم محلي وآخر أميركي. بين ممثلين غير معروفين إلا في الدول الاسكندنافية وممثلين عالميين مثل روبرت داوني جونيور وغود لو. لكن ذلك الشعور المسبق توارى. هذا أيضا حدث خلال تصوير «عاطفة» وربما أكثر بسبب رعاية المخرج لممثليه ومنح كل منهم الوقت الكافي للتحاور مع شخصيّته وفهمها جيّدا.

* هذا سؤال من أحد زملاء المهنة أول ما عرف أنني سأجري هذه المقابلة: هل تتطلّعين إلى دور كوميدي؟ يقول إنك لا تبتسمين كثيرا في الأفلام؟

- صحيح.. هذا صحيح. الأدوار التي أقوم بها حاليا لا تدعوني لكي ابتسم. لكني أحب أن أجد دورا كوميديا أقوم به وفي الحقيقة قبل أشهر كنت جالسة مع مدير أعمالي في هوليوود وأخبرته عن رغبتي في أن أجد دورا خفيفا أقوم به.

* ما الذي يمنعك؟

- أولا لا بد من فترة تأسيس.. هكذا يقول لي مديري. تؤسسين لما تقومين به ثم تختارين التنوّع وسيحدث هذا التنوع في الوقت المناسب. قال لي «لا تستعجليه». وأعتقد أنه على حق في ذلك. لو انطلقت كوميديا لكنت الآن أريد فيلما دراميا لكن فترة بدايتي وما أنا عليه الآن ما زالت فترة قصيرة ولا أعتقد مطلقا أنني بلغت الشأن الذي تقول الصحف أني بلغته. النجومية طريق باتجاهين وقد يجد الممثل نفسه في الاتجاه الثاني في أي لحظة.

* هل لديك مشاريع كثيرة بالانتظار؟

- أقرأ الآن عددا كبيرا من السيناريوهات. لن تصدّق كم السيناريوهات التي أرسلت إلي في الأشهر الستة الأخيرة. أنا بحاجة دائمة لأن أقع في حب السيناريو الذي أقرأه. وهذه طبعا أقل نسبة بين السيناريوهات. اختياري لا بد أن يكون صادقا مع نفسي. علي أن أحب المشروع الذي سأقوم به ولو عنى ذلك تفويت فرص تبدو كبيرة للآخرين.