أفلام «كان» Behind the Hills (2*) وراء التلال (رومانيا) إخراج: كريس مانجيو (المسابقة)

نوومي راياس كما بدت في «شرلوك هولمز»
TT

الكثير من التوقّعات دارت حول الفيلم الثاني للمخرج مانجيو بعد ذلك النجاح النقدي (والتجاري) الكبير الذي أنجزه فيلمه السابق «أربعة أشهر، ثلاثة أسابيع ويومان». مثل الفيلم السابق، نال المخرج مانجو سعفة «كان» عن ذلك الفيلم الذي تمحور حول فتاتين إحداهما حامل وتسعى إلى إجهاض نفسها في ظل الحكم الشيوعي - آنذاك - الذي كان يمنع من مثل هذه العمليات.

هذا الفيلم الثاني لمانجو يتقاطع أكثر من مرّة مع الفيلم السابق. هو أيضا عن فتاتين - صديقتين وهو أيضا عن عملية ستقع لإحداهما ولو أنها ليست عملية إجهاض.

اللقطة الأولى للفيلم مدهمة: فويشيتا (كوزمينا ستراتان) تمشي فوق رصيف ضيق ومزدحم بالمسافرين يفصل بين قطارين في المحطة تبحث عن صديقتها ألينا (كرستينا فلوتور) حين تجدها على الرصيف الآخر يتعانقان، فهما تصادقتا حينما كانتا متزاملتين في دار الحضانة قبل سنوات عديدة. بينما انضمت فويشيتا إلى الكنيسة كراهبة تمارس التعاليم السماوية كما تقتضي المدرسة الأرثوذكسية، اتجهت ألينا لألمانيا حيث بقيت فيها طوال هذه الفترة إلى أن عادت - مبدئيا - لتقنع صديقتها بأن تترك رومانيا وتعود معها إلى ألمانيا.

كبداية على ألينا أن تشارك صديقتها الحجرة التي تعيش فيها فيوشيتا في الدير (الواقع فوق هضاب بعيدة عن المدينة ما يفسّر العنوان). والمشاهد الأولى موزعة بين تقديم فيوشيتا صديقتها ألينا لراعي الكنيسة (فاليريو أندرويتا) وبين حديثهما (ألينا وفيوشيتا) عن الماضي قليلا وعن الحاضر أكثر. إلينا ما زالت تحب فيوشيتا ولو أن «جنس» هذا الحب أو حدوده ليس محددا. الغالب أنهما كانا على علاقة أقوى من مجرّد الشعور مع الآخر. لكن فيوشيتا تؤكد مرارا وتكرارا أنها أصبحت مؤمنة وهي تدعو ألينا لكي تؤمن معها. ليس أن ألينا ملحدة إلا أنها لا تذهب في إيمانها مذهب صديقتها.

بالنتيجة، وأول ما تصدّ فيوشيتا صديقتها عن التفكير في الماضي وتؤكد لها أنها باتت امرأة جديدة، تدخل ألينا حالات هستيرية متعاقبة واضعة الدير نفسه في ورطة. العملية المشار إليها تقع في ذلك النطاق عندما يقوم الراعي وباقي الراهبات بربط ألينا إلى عمود على شكل صليب ويبدأون بمحاولة إخراج الشيطان الذي يعتقدون أنه في داخلها. في صبيحة اليوم التالي، تفيق ألينا مبتسم، لكنها سريعا ما تموت ويُساق الراعي ونصف الراهبات إلى التحقيق. الفيلم مثير في بعض جوانبه، مصوّر بتؤدة مثيرة للضجر أحيانا من دون أن يخسر اهتمام مشاهديه مطلقا. مانجو يبدو أحيانا غير قادر على فعل ما هو أكثر من فعل متابعة ما يدور لغاية سردية متواصلة ومحدودة، فعلى عكس فيلمه السابق حيث رسم إدانته للفترة الشيوعية، لا يبدو «وراء التلال» واضحا في هذه الناحية. هل هو فيلم معاد لممارسات الكنيسة أو مجرد حكاية حول التناقض بينها وبين الحرية الفردية. لكن شيئا واحدا لا معنى له ويستمر طوال الفيلم: لماذا المخرج يبدو مهووسا بتسجيل وإطلاق نباح الكلاب من مطلع الفيلم حتى نهايته. ليس نباحا واحدا في المشهد بل نباح عدد كبير من الكلاب التي لا نراها. حتى ولو أريد لهذا أن يكون رمزا إلا أنه كان إزعاجا أكثر لا تبرير له.

3 Rust bones.jpg صدأ وعظام 4. Beyond hills.jpg وراء التلال.