أعمال درامية جديدة تصور في بغداد بعد أن كانت تستعين بالدول المجاورة

«بنت المعيدي» مسلسل يتناول حقبة الاحتلال البريطاني للعراق

عادل كاظم
TT

تشهد عجلة الدراما والبرامج العراقية، حركة دؤوبة هذه الأيام استعدادا لدورة شهر رمضان المقبل، عبر أعمال متنوعة، يجري تصويرها داخل البلاد، في خطوة جديدة على عكس المواسم السابقة والتي شهدت تصوير معظمها في دول الجوار بسبب اضطراب الأوضاع الأمنية.

معظم الأعمال الفنية جديدة وبعضها متواصل مع برامج ومسلسلات عرضت كجزء أول، ويجري تنفيذ جزء ثان لها، أو عبر دراما اختلطت فيها سمة الإنتاج الفني المشترك، كسمة جديدة للفن العراقي، مع بعض الممثلين والمخرجين العرب.

أبرز الأعمال هو مسلسل «بنت المعيدي» وهو يتألف من 30 حلقة، إنتاج قناة «الرشيد الفضائية» العراقية وتنفذ إنتاجه، شركة «فنون الشرق الأوسط للإنتاج والتوزيع الفني»، وهو يحكي دراما تأخذ من منطلق القرن العشرين مفردات لأحداثها ووقائعه، مصورة تركيبة المجتمع العراقي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

عن مسلسله يقول كاتب العمل، المؤلف عادل كاظم لـ«الشرق الأوسط»: «إن قصته تتناول حكاية امرأة من منطقة الأهوار (جنوب العراق)، ومن المجتمع الذي يسمى (المعدان)، تخوض تجربة قاسية في حياتها، وهي تبيع الحليب والقشدة والأجبان بالقرب من إحدى بوابات قصور الباشوات في العهد العثماني الأخير، وفي مرة من المرات يأتي صاحب القصر (الباشا) وهو يعمل (مدير شرطة بغداد) وكان سكيرا ماجنا، وعندما يصل إلى باب قصره ويشاهد هذه الفتاة ذات الـ16 عاما الجميلة فتأخذ لبه ويطلب من خدمه أن يدخلوها إلى القصر عنوة، وهناك يغتصبها، عندها تحاول الصبية الثأر لنفسها بطعن الباشا طعنات عدة لكنها لم تتمكن من قتله، فيأمر بسجنها وعندما يتشافى يزورها في زنزانتها ليعرف سر تلك الطعنات.

وعن سبب اختياره لهذه الحقبة بالذات يقول: «هي حقبة حافلة بالدراما والحكايات الكبيرة، وهي تتوقف عند تكوين الدولة العراقية المعاصرة بمخاضاتها وتحولاتها العنيفة التي ما زالت آثارها إلى يومنا هذا، وقد تعرض الشعب العراقي إلى أذى كبير فيها، بدخول الاستعمار إلى العراق وسلب خيراته وقهر ناسه منذ تلك الفترة إلى الآن، والقصة خيالية، لكني استفدت من بعض الكتب عن البيئة مثل (الجبايش) وقرأت دراسة أنثربيولوجية للدكتور شاكر مصطفى سليم، حتى أعرف العادات والتقاليد آنذاك وأضع المناطق والأماكن على حقيقتها».

وعن لهجات العمل، يقول الكاتب كاظم: «لهجات المسلسل متنوعة، من بغدادية إلى (معيدية) إلى شمالية كردية لأن هناك مواقع للعمل في الشمال، حيث الشخصية الكردية المعروفة (الحفيد) وهو أول ثائر كردي في السليمانية حارب الإنجليز».

وفي المسلسل كما يؤكد الكاتب عادل كاظم: «خطوط متنوعة تفصح عن التطور السياسي للبلد وظهور النخب العراقية التي تدعو إلى الديمقراطية والصحافة الوطنية ومحاربة الفقر والإقطاع وبأسمائها المعروفة تاريخيا بما في ذلك تشكيلات الأحزاب الوطنية».

وقد سبق للكاتب عادل كاظم أن قدم «بنت المعيدي» في نص مسرحي، وعرف عنه النصوص المسرحية المهمة التي أخرجها لحساب الفرقة القومية للتمثيل وفرقة المسرح الفني الحديث بصحبة كبار مخرجي المسرح العراقي، إضافة إلى أعماله الدرامية وفي مقدمتها المسلسل العراقي الأشهر «الذئب وعيون المدينة» وجزؤه الثاني «النسر وعيون المدينة» اللذان أخرجهما المصري إبراهيم عبد الجليل، وكذلك مسلسل «حكايات المدن الثلاث» للمخرج الكبير محمد شكري جميل.

وتقول بطلة العمل هند طالب والتي تجسد شخصية بنت المعيدي: «أنا فخورة بدوري، وهي شخصية ليست غريبة على العراقيين وجذورها الاجتماعية ما زالت راسخة إلى اليوم، وكانت صاحبة شخصية قوية مكنتها من تحقيق مرادها وجعل المعتدي عليها يرضخ لإرادتها والنزول عند رغبتها».

مخرج العمل بسام سعد، وهو مخرج أردني معروف، تحدث عن عمله، قائلا «أكثر ما شدني في النص المكتوب عنصر الدراما، وشخصية بنت المعيدي، والدراسة التأريخية لبداية الحركة السياسية والإعلام والصحافة، فضلا عن قيمته الفكرية العالية»، مضيفا: «أنا عشت في العراق أثناء دراستي للسينما في أكاديمية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، وكنت أنام في بيوت أصدقائي في الناصرية ومدينة الشعب وكانت لدي علاقات اجتماعية واسعة وأعرف البيئة العراقية من البصرة إلى زاخو».

وبين أن «المسلسل يتضمن أكثر من 1200 مشهد ومشاركة 150 ممثلا وممثلة ومئات الكومبارس، تتقاسم أدوار البطولة فيه كل من الفنانة العراقية هند طالب وغالب جواد، تصوير العمل يشمل أكثر من 120 موقعا تمتد من شمال العراق إلى الأهوار وتتضمن بناء معسكرات وقرى وأكواخ من القصب وصناعة عربات للخيول والمشاحيف وملابس الإنجليز والباشوات».