«الخيل: من الجزيرة العربية إلى رويال أسكوت» في المتحف البريطاني

يضم 5 أقسام رئيسية تبدأ من فترة ما قبل الإسلام إلى أولمبياد لندن

الأمير أندرو والأمير فيصل بن عبد الله يتفحصان بعض المصاحف الأثرية من ممتلكات مكتبة الملك عبد العزيز العامة (ماثيو تومكينسون - إن بارتنرشيب2012)
TT

قام الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد وزير التربية والتعليم ورئيس مجلس أمناء صندوق الفروسية مع الأمير أندرو دوق يورك أول من أمس بافتتاح معرض «الخيل: من الجزيرة العربية إلى رويال أسكوت» المقام في المتحف البريطاني.

حضر الافتتاح الأمير خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن والأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز سفير السعودية لدى المملكة المتحدة والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار.

ومن خلال جولة على أرجاء المعرض اطلع الأمير أندرو على القطع الأثرية المشاركة في المعرض والتي تستعرض تاريخ الخيل وارتباطه بالإنسان منذ قرون بعيدة. وتوقف الأمير عند مصحف أثري من ممتلكات مكتبة الملك عبد العزيز العامة وتساءل حول الوقت الذي استغرقته كتابة وزخرفة المخطوطة الأثرية. كما قام الأمير فيصل بن عبد الله بإلقاء الضوء على قطع شاركت بها المملكة في المعرض خاصة بعض المكتشفات الأثرية والتي تمثل نماذج لحصان وطائر وبعض أدوات الصيد. وتوقف أمام عرض خاص لرسومات صخرية تصور خيولا وجمالا نقشت على صخور تم العثور عليها في مواقع مختلفة من السعودية وتعود إلى فترات زمنية متباينة، بالإضافة إلى قطع مميزة من قرية الفاو تتضمن رسومات جدارية وتماثيل صغيرة.

وصاحب الوفد خلال الجولة جون كيرتيس القيم على المعرض الذي قام باستعراض أهم المعروضات شارحا أهميتها التاريخية والعلمية.

وبعد الجولة ألقى الأمير فيصل بن عبد الله كلمة قال فيها إن الحصان، رمز السلام والحضارة والتقدم، مشيرا إلى أن هذا المخلوق الفريد قد أَجْمعَتْ الأمم على حبه وعشقه من بدء حضارة الإنسان على وجه الأرض وحتى اليوم.

وأشار إلى أنه ما مِنْ أرض وطِئَتْها أقدام الخيل إلاّ وهناك أَثرٌ أو قصةٌ أو رِوايةٌ اخْتَصّ بها الحصان دون غيره من باقي الحيوانات التي استأنسها الإنسان على مر العصور. وفي تراث الشعوب، ومصادر التاريخ والأدب، معلومات ثَرِيّةٌ عن الخيل وعلاقته بالإنسان، في السلم والحرب، وفي الرخاء والشدة.

وبين وزير التربية والتعليم ورئيس مجلس أمناء صندوق الفروسية أن المعرض الذي قام صندوق الفروسية ومزرعة غودمونت، ومؤسسة ليان للثقافة، بتنظيمه مع المتحف البريطاني يتزامن مع الاحتفال الماسي للملكة إليزابيث الثانية، وأولمبياد لندن 2012م، معتبرا أن هذا التزامن هو تعبير عن هدف سامٍ ورسالة يعتز بتقديمها للعالم في هذه المناسبة التاريخية، لتأكيد أن رياضة الفروسية عميقة الجذور تمتد إلى عصور موغلة في تاريخ البشرية.

وتابع قائلا: «إن المعرض يضم أمثلة فريدة عن تاريخ الخيل من حضارات متعددة، لا تَخْتَصُ بها أمّةٌ وحدها بل تتعدى ذلك إلى كل الأمم، على مر العصور، كما يضم مكتشفات أثرية من قلب الجزيرة العربية تعرض لأول مرة، وتوضح دلالات عن استئناس الخيل، ربما تعود في تاريخها إلى تسعة آلاف عام من الوقت الحاضر، ولا غرابة أن نجد للخيل ذِكْرا في القرآن الكريم وفي التراث الإسلامي.

بعد ذلك ألقى دوق يورك الأمير أندرو كلمة بدأها بالإشارة إلى أن حب الخيل متوارث في عائلته وإنه وإن كان بعيدا عن المجال فإنه تأثر بذلك عبر الحديث العائلي الذي يتركز على تربية الخيول.

وقال الأمير أندرو: «هذا المعرض يعبر عما هو أكبر من الحصان فهو حول العلاقة بين الإنسان والحيوان وكيف تطورت العلاقة عبر الأزمان، وتلك العلاقة من أكثر الصور التي نراها دائما حولنا سواء كان ذلك في السباقات أو في الأفلام. وأشاد الأمير أندرو بالعلاقات السعودية البريطانية وقال إنها «وثيقة جدا وأنا سعيد جدا أن أقول إنها من العلاقات القريبة إلى قلب عائلتي أيضا».

وشكر الأمير أندرو الأمير فيصل بن عبد الله على مبادرته بفكرته ورعايته لهذا المعرض الذي جرى التحضير له على مدى أعوام. وشكر المسؤولين عنه الذين «نجحوا في إخراجه للحياة بشكل رائع».

كما ألقى نايل فيتزجيرالد رئيس مجلس أمناء المتحف البريطاني كلمة قال فيها: «إلى هذا الوقت لا يوجد لدينا أي نشاطات ملحوظة في المملكة العربية السعودية ونقوم في الوقت الراهن بإعادة النظر في ذلك لإحداث بعض التوازن» وأشار إلى النجاح الذي حظي به معرض الحج المدعوم من مكتبة الملك عبد العزيز العامة كما أشار إلى أن المعرض الحالي ينعكس من رغبة لدى المتحف لإقامة معرض عن الخيول حيث يمتلك «مواد كثيرة جدا ومن ثقافات ودول عديدة يبلغ بعضها أكثر من 4000 عام.. من أجل ذلك خصصنا هذا المعرض عن الشرق الأوسط فقط ولسرد تاريخ نشأة الخيول العربية واستيرادها لبريطانيا».

حضر حفل الافتتاح الأمير عبد العزيز بن أحمد بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن فهد بن عبد الله، رئيس القسم السياسي في سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، والأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سلمان بن سلطان بن سلمان بن عبد العزيز وعدد من السفراء وأعضاء سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة ومديرو الملحقيات والمكاتب السعودية في بريطانيا.

ويسلط المعرض الضوء على تقاليد الفروسية العريقة في المملكة المتحدة بدءا من إدخال الخيول العربية الأصيلة إليها في القرن الثامن عشر ووصولا إلى المنافسات الرياضية في عصرنا الحالي مثل مهرجان «رويال أسكوت» والألعاب الأولمبية.

وينقسم المعرض إلى خمسة أقسام رئيسية، تبدأ من فترة ما قبل الإسلام، ثم القسم الإسلامي، يليه الجزيرة العربية، ثم قسم خاص عن الرحالة البريطانية ليدي آن بلانت، وأخيرا يختتم المعرض بقسم عن بريطانيا مع التركيز على الخيل في الألعاب الأولمبية.

كما يقدم المعرض مخطوطة عباس باشا المذهلة التي يعود تاريخها إلى القرن 19 بعد الميلاد (من مقتنيات مكتبة الملك عبد العزيز العامة في الرياض)، والتي تسلط الضوء على أهمية الخيول الأصيلة في الشرق الأوسط. وتعد هذه الوثيقة مصدرا مهما للمعلومات حول سلالة الخيول العربية الأصيلة التي جمعها خديوي مصر عباس باشا من مختلف أنحاء الشرق الأوسط.

وحسب تعبير القائم على المعرض جون كيرتيس، فالمعرض يبدو كدائرة تبدأ باستكشاف أصل الخيل العربي ووجوده في الآثار في منطقة الجزيرة العربية، ويتتبع بدايات وصوله إلى بريطانيا عبر ثلاثة أحصنة بالتحديد، ثم يختتم بالخيول العربية التي شاركت في الدورات الأولمبية السابقة والميداليات التي حصلت عليها، وهي خاتمة تتواءم مع إقامة الألعاب الأولمبية في لندن بعد شهرين.