3 عروض تونسية في الدورة الأولى للمهرجان المتوسطي للكوميديا

تحت شعار «لنبتسم معا»

ملصق مسرحية «مدام كنزة»
TT

«لنبتسم معا»، ذلك هو شعار الدورة الأولى للمهرجان المتوسطي للكوميديا، وهو دعوة مفتوحة إلى الابتسامة والضحك من الأعماق، حسب منظمي هذا المهرجان. المهرجان الذي اختتم أعماله مؤخرا جمع مبدعين من ضفتي المتوسط، إلا أن الدورة الأولى توجهت بالكامل إلى الأعمال الفنية المحلية، وأعطت الأولوية للممثلين التونسيين من خلال مجموعة من العروض الفرجوية ذات القيمة الفنية، والتي أثبتت أن لها قبولا لدى المتفرجين.

حول هذه الدورة، قال المنتج التونسي أيمن الجواد، إن «الغاية الأساسية من وراء هذه المظاهرة تكمن في نشر الابتسامة في ظل توترات حياتية كثيرة». وأضاف أن «الفرصة ستتاح للفرق الشبابية ولمجموعة من الممثلين التونسيين من ذوي التجربة الطويلة، وكذلك من الوجوه الفنية الواعدة من خلال عرض(لا باس شو)».

الدورة الأولى للمهرجان المتوسطي للكوميديا انطلقت بعرض مسرحية «مدام كنزة في الاعتصام» للممثلة التونسية وجيهة الجندوبي، وتدور أجواء تلك المسرحية حول امرأة في العقد الخمسين من العمر غير محددة الهوية تسعى من خلال المسرحية لاستعادة معاناتها اليومية، ولقطع دابر البطالة كان لمدام كنزة ابن اسمه ياسين، وقد حصل على شهادة جامعية، إلا أنه ظل عاطلا عن العمل يسافر بطريقة غير شرعية في قوارب الموت، ويسجن في الضفة الشمالية للمتوسط، وبالتحديد في إيطاليا. تقرر كنزة السفر إلى هناك والالتحاق بابنها في محاولة لإنقاذه والعودة به سالما إلى الوطن الأم، وتنجح في ذلك. وبعد الوصول وللقطع مع الماضي بأحزانه الطويلة، تدخل كنزة في اعتصام من أجل إيجاد عمل لابنها المعطل منذ سنوات.

مسرحية «مدام كنزة في اعتصام» وإن كانت تبدو كوميدية من خلال الأحداث التي تمثلها وجيهة الجندوبي، فإنها تكشف عن معاناة نموذجية لعائلة تونسية متوسطة الإمكانيات وهي تمثل صرخة في وجه السلطة القائمة من أجل نظرة مختلفة لخريجي الجامعات التونسية.

وكان العرض الثاني عبارة عن «وان مان شو» بعنوان «التونسي. كوم»، ويقدمه التونسي جعفر القاسمي، وهو يتعرض لحياة التونسيين بما فيها من انتصارات وانكسارات. هذا العمل الفني قد يكون حسب الملاحظين رحلة هروب من الواقع والخوف من مواجهة الواقع بتناقضاته المتشعبة. عرض «التونسي. كوم» يعرض من خلاله القاسمي أغاني الصغر وألعاب الطفولة مثل لعبة «سارق.. مفتش.. حاكم.. وجلاد»، وفيها ما فيها من المعاني المبطنة.

وللممثلين الشبان مساهمة فعالة في إنجاح الدورة الأولى للمهرجان المتوسطي للكوميديا، وذلك من خلال أدوار تجمع بين الفكاهة والنقد الاجتماعي الساخر، وهي تفتح الأبواب على مصراعيها أمام الفئات الشبابية.