«أروى» تعود إلى منزل مبدعها بعد عرضها في «ويستون بارك» بإنجلترا

المتحف عرض لوحة الملكة التي حكمت اليمن ضمن مشروع «الانتماء»

الفنان مع كلارا مورغان مسؤولة التاريخ الاجتماعي بالمتحف وليسا باركر منسقة المشروع خلال مراسم إعادة اللوحة («الشرق الأوسط»)
TT

في أغسطس (آب) 2010 وقع الفنان اليمني محمد عبد الرب لحسون، المقيم في مدينة شفيلد في وسط إنجلترا، ومتحف ويستون بارك في المدينة، عقدا لرسم لوحة للملكة اليمنية الشهيرة أروى بنت أحمد الصليحي التي حكمت اليمن في فترة الدولة الصليحية في العصور الوسطى الإسلامية. وبدأ الفنان لحسون رحلته في رسم لوحة الملكة عام 2008 واستمر المشوار مدة عامين، وفي أغسطس تم نقل اللوحة إلى المتحف.

يقول لحسون في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «استمر عملي في رسم اللوحة سنتين، كنت خلالها على تواصل مع المتحف الذي زودني بالمواد الأولية والمعلومات، حتى تكون لوحة (الملكة أروى) صورة معبرة عن الحقيقة التاريخية لهذه الملكة العظيمة في بعدها الفني».

ويضيف لحسون: «طلبت مني إدارة المتحف في شفيلد رسم لوحة للملكة أروى لما لها من دور عظيم في اليمن أثناء فترة حكمها وحكم زوجها المكرم الصليحي، وأرادت إدارة المتحف أن تقدم خدمة للجالية العربية في بريطانيا وللجمهور البريطاني باختيار شخصية عربية تاريخية لتعرض على الجمهور مدة عامين».

وبعد توقيع العقد بين الطرفين تم عرض اللوحة في متحف ويستون بارك تنفيذا لمشروع تبناه المتحف المذكور يسمى «الانتماء» belonging. وبعد الانتهاء من الفترة المحددة للوحة للبقاء في المتحف تم يوم الاثنين الماضي إعادتها إلى منزل الفنان بجو مراسمي بهيج، حيث تم تسليمها رسميا من قبل كل من كلارا مورغان مسؤولة التاريخ الاجتماعي بالمتحف، وليسا باركر منسقة المشروع.

اكتسبت اللوحة شهرة واسعة في وسائل الإعلام العربية والبريطانية، وقد وصفها الأديب والكاتب الناقد الفني الدكتور عمر عبد العزيز بأنها «أيقونة فنية»، وخصها بكتابة خمس حلقات بصحيفة «الجمهورية» الصادرة باليمن.

الملكة أروى بنت أحمد الصليحي كانت قد تولت حكم اليمن بعد الإسلام، وقد تجاوز نفوذها حدود اليمن حتى وصل إلى أجزاء من السند الآسيوية وعمان ومكة المكرمة والبحرين والأحساء، كما جاء في سجل المستنصر الموجه إلى الملك المكرم زوج الملكة أروى سنة 469 هجرية، وذلك عندما جعله واليا على تلك الولايات، وقد توفيت عام 532 هجرية.

وللفنان لحسون أعمال فنية كثيرة تقارب الخمسين، تجد طريقها إلى المتاحف الوطنية والعربية. وهناك لوحة جدارية بعنوان «الأم» تمثل النكبة الفلسطينية، وتحكي جزءا من معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي، ولوحة «دار الحجر» المعبرة عن أصالة وعراقة الفن المعماري اليمني، ولوحة «الأمهات». ولديه حاليا مشروع فني يمثل التنوع الثقافي في اليمن من خلال رسمه للوحات تمثل الأزياء المختلفة في عموم اليمن، وقد قطع شوطا في هذا المجال. ويتمنى الفنان لحسون، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، «اليوم الذي يرى فيه لوحته تعود إلى بلدها اليمن لترتاح في يمن جديد خال من الظلم يسوده الحب والسلام والتنمية، لترتاح بعد عناء البعد والاغتراب».