300 فنان وفنانة من مدارس متنوعة يشاركون في المعرض التشكيلي السنوي

تظاهرة فنية لوزارة الثقافة العراقية تكسر جمود المشهد الثقافي في بغداد

فنانة تشكيلية عراقية قرب أحد أعمالها في المعرض («الشرق الأوسط»)
TT

كسرت وزارة الثقافة العراقية مؤخرا الجمود السائد في الحركة التشكيلية وألقت أكثر من حجر في بركته وذلك من خلال تظاهرة فنية لا تتكرر كثيرا، شهدتها أروقة وقاعات الوزارة، وذلك عبر افتتاح معرضها التشكيلي السنوي وبمشاركة أكثر من 300 فنان وفنانة من الرواد وما بعد الرواد وجيل الشباب، عبر أعمال جسدت جميع المدارس الفنية في مجالات الرسم والنحت والسيراميك.

تضمن المعرض الذي حمل عنوان «فن العراق المعاصر» ويستمر شهرا كاملا افتتاح مسابقة «نصب العراق»، وهي في حدود 52 عملا نحتيا كنصب نحتية فنية لخيرة الفنانين والنحاتين العراقيين، اختيرت منها ثلاثة أعمال لكل مسابقة، أي بمعدل 6 أعمال، إضافة إلى افتتاح معرض الفنان التشكيلي وضاح الورد والذي حمل اسم «بقايا الحصاد في بغداد عاصمة الثقافة العربية»، وتضمن أكثر من مائة عمل فني تمثل مراحل مسيرته الفنية.

المعرض حاز إعجاب الزوار والمختصين وعموم الفنانين كونه يكسر جمود المسيرة الفنية في العراق والتي أصابها شيء من الخمول بسبب الظروف الصعبة التي ألمت بالفنان العراقي، وغياب الإقبال على القاعات الأهلية، كما يقول المستشار الثقافي للوزارة حامد الراوي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، مضيفا أن «المعرض متميز كونه جاء منوعا ومستوعبا لكل المدارس الفنية المعروفة، وهو خطوة مهمة على طريق إعادة تشكيل الفن العراقي، ويضم أعمالا مهمة لفنانين معروفين ورواد، وحمل تنوعا في الأعمال النحتية العراقية التي وصلت مداها للعالمية لتميزها وإبداعها، وهو ما نتمناه للفن التشكيلي».

في حين قال مدير عام دائرة الفنون التشكيلية الدكتور جمال العتابي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المعرض جاء بناء على عمل مشترك مع جمعيات تشكيلية وقاعات، مثل قاعة (أكد) وقاعة (حوار) وجمعية التشكيليين، فضلا عن أن هذا المعرض ضم تنوعا في المدارس الفنية بين جيل الرواد والتلامذة لذا يعد المعرض الأبرز حتى الآن». وأضاف أن «أعمال الرسم لها طابع التنوع، حيث نجد مشاركة لفنانين مثل سالم الدباغ وباقر محمد وسعد الطائي ووضاح الورد وحيدر خالد من جيل الرواد وممن حفروا أسماءهم عميقا في ذاكرة الفنون التشكيلية العراقية من خلال مشاركاتهم في المعارض الدولية إلى جانب ذلك الرسامين الشباب».

الناقد صلاح عباس، رئيس تحرير مجلة «تشكيل» الفنية، قال «يعد المعرض من المعارض النخبوية والمميزة التي أقيمت على مدى السنوات العشر الماضية، لأنه لاقى الأجيال في حاضنة الإبداع والتواصل لما له من مميزات تمس فنية الفن، وبصراحة إنه يعبر عن ربح الفن لا فن الربح».

وعن معرضه الاستعادي وما يحمله من لمسات جديدة قال الفنان وضاح الورد، وهو من مواليد 1938، إنه «اشتمل على ما تبقى من الأعمال الفنية التي تمثل مسيرته الفنية وحتى على ما قبل مرحلة دراسة الفن في معهد الفنون الجميلة، وهي تعني بيان مراحل التطور في عمل الفنان ومواطن ضعفه وتميزه». وأضاف أن «معظم الفنانين يعانون من غياب الكثير من أعمالهم كونها اقتنيت وبيعت أو توزعت على أكثر من رقعة في العالم، وحتى إن الكثير منها لم يوثق ويدخل الأرشيف، لكن المشاهد يستطيع التعرف على مراحل المنجز الفني من خلال مشاهدته لهذه الأعمال ويحدد بكل بساطة الاتجاه الفني لها». وقال الفنان شاكر خالد، مدير المعارض في دائرة الفنون التشكيلية «فوجئت بهذا المعرض الذي أعده تظاهرة فنية كبيرة، وهو الثاني الذي تقيمه دائرة الفنون التشكيلية، وفوجئت كذلك بالحماس والاهتمام الكبيرين من الفنانين وحرصهم على المشاركة، لذا اعتبرناه الأول لكونه أصبح معرضا نوعيا بغزارة المشاركة، وبعض الفنانين جاءوا بأكثر من عمل حتى تم تشكيل لجنة لاختيار عمل واحد أو عملين لكل فنان، وتم ترتيبها بأروقة المعرض حسب الأجيال».