معرض «مشوار فنان» يستعيد جماليات الفن الإسلامي والمصري

استضافه «غاليري صلاح طاهر» ولوحاته اتسمت بالبساطة والتنوع

تميزت أعمال المدني المعروضة بالإبداع والبساطة في آن واحد واتسمت بالتنوع ما بين التصوير والخزف والزجاج
TT

«الفن معايشة»، حقيقة تدركها جيدا عند حضورك معرض «مشوار فنان»، الاسم الذي آثر الفنان التشكيلي محمد المدني أن يطلقه على معرضه الذي تم افتتاحه مؤخرا في قاعة صلاح طاهر للفنون التشكيلية بدار الأوبرا المصرية، ليعبر عن مشواره الفني الممتد على مدار خمسين عاما.

تميزت أعمال المدني المعروضة بالإبداع والبساطة في آن واحد، واتسمت بالتنوع ما بين التصوير والخزف والزجاج والسجاد وأبراج الحلي والباتيك والحرق على الجلد وطباعة المنسوجات.

التجول بين المعروضات وأعمال صاحب المعرض، سيدرك الزائر تأثر المدني الشديد بالتراث الإسلامي الأصيل وبالتراث المصري والعربي، حيث أخذ على عاتقه مهمة إعادة إحيائهم، ويتضح ذلك جليا في عرضه للقصص التراثية والسيرة الهلالية وكثرة رسمه لعروسة المولد، واستخدامه لآيات قرآنية ومخطوطات إسلامية واستخدامه المتكرر لعبارات «بسم الله الرحمن الرحيم»، «لا اله إلا الله.. محمد رسول الله»، «لك الحمد»، «لا حول ولا قوة إلا بالله»، التي تبرز بشدة في اللوحات والسجاد والخزف.

يهتم المدني أيضا بالخط العربي، حيث يلجأ إليه في مختلف أعماله بطريقة فيها تداخل بين الأحرف الكبيرة الجلية والأحرف الصغيرة، وقام باستخدام شكل المربع كإطار عام لذلك. كما صب المدني اهتمامه في أعماله المعروضة على الطبيعة والحياة بكل جوانبها وتفاصيلها التي تحيط بنا من أشجار ونخل وورود وحيوانات وسمك.

بالإضافة إلى ذلك، اتسمت الألوان المستخدمة بالبهجة والأمل وكثر استخدامه للون الأحمر والأزرق والأخضر والبرتقالي في أعماله، وهي الألوان التي يستخدمها الفنانون من أجل الإيحاء بالأمل والفكر والعاطفة والتفاؤل والحيوية، ويحسب لمحمد المدني بمزج الألوان بتناغم وانسجام جذب انتباه الحاضرين. وتوضح الفنانة التشكيلية الدكتورة إيفيلين جورج لـ«الشرق الأوسط» أن استخدام المدني لألوان مبهجة ومرحة في أعماله إنما يعكس طبيعة شخصيته التي تتسم بالبراءة والمرح. وأضافت جورج أنها تعشق النظر والتأمل في لوحاته وتشعر أنه فنان ذو طابع خاص ومتمكن جيدا من كل الخامات التي يستخدمها من خزف وزجاج وباتيك وغيرها، وهي خامات ليس من السهل توظيفها بطريقة تجذب المشاهد لها، إلا أنه كان بارعا في ذلك.

ويرى الفنان التشكيلي، علي أمين، أن فن محمد المدني يعطي شعورا بالقدم، ولكن بإضفاء روح من التقدم والتطور تتناسب مع الزمن، وأن ما يميز أعماله من وجهة نظره هو استخدامها لنماذج مصغرة من الفولكلور في لوحاته تجذب الأنظار بشدة، لأن له طابعه الخاص الذي يترك أثرا عميقا في عين المتفرج.

ويعد هذا المعرض هو المعرض الخاص السابع للفنان محمد المدني خلال مشواره الفني، وقد سبق له أن حاز على ثلاث جوائز تقديرية، الأولى في تصميمه لشعار درع مصر لسلاح المدرعات المصرية عام 1968، والثانية لتصميمه لملصق إعلامي لوزارة الصحة المصرية عام 1962، والأخيرة لتصميمه لشعار دورة برشلونة عام 1992.