تونس: الدريدي يحبذ وجوها من فسيفساء

اهتم بتصميم وجوه قيادات حاربت الاستعمار في بلدان المغرب العربي

TT

اشتغل التونسي علي الدريدي على توسيع مجالات استعمال الفسيفساء فنقل صور الطيور والمشاهد الطبيعية التي نفذها المختصون في فنون الفسيفساء إلى مشاهير المغرب العربي فعرض بدار الثقافة ابن رشيق تطبيقاته الفنية الصارمة وقدم الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي والمصلح الاجتماعي الطاهر الحداد وغيرهما من تونس، كما عرض صورة فسيفسائية لأسد الصحراء عمر المختار كما عرض صور الأمير المغربي عبد الكريم الخطابي والأمير عبد القادر من الجزائر. وفي الجملة عرض 21 لوحة أدهشت الزائرين بدقة تفاصيلها حتى كادت الوجوه المعروضة تنطق بالكثير من المعاني والأسرار.

ويوجد بمنطقة الجم التونسية قطاع متكامل من تطبيقات الفسيفساء حيث نجد حسب الناصر بوصلاح رئيس جمعية فنون وشباب قرابة 80 يعمل بها قرابة 600 حرفي يجمعون بين الفن والهواية. وهم يعملون على توظيف الفسيفساء في مجالات الأثاث والمعمار ويروجون صورا بديعة معظمها يذهب إلى الجداريات والأرضيات إلا أن علي الدريدي أخرج تطبيقات الفسيفساء من الصمت إلى التعابير الإنسانية.

يقول على الدريدي إنه اهتم خلال الفترة الماضية بالحركة الوطنية في المغرب العربي وهو ما يفسر تصميمه لوجوه قيادات حاربت الاستعمار في بلدان المغرب العربي. وفسر في حديثه مع «الشرق الأوسط» الصعوبات الكثيرة التي واجهها في رسم الوجوه عبر الفسيفساء وقال إن اللوحة الواحدة التي عادة ما تكون قياساتها في حدود المتر المربع تتطلب أكثر من شهر ونصف الشهر من العمل المتواصل. كما أكد على صعوبة المهنة وتحدياتها وانزلاقاتها الكثيرة وقال إن قضاء فترة لا تقل عن 47 سنة في عالم ترميم الفسيفساء بالمعهد التونسي للآثار هو الذي مكنه من السيطرة الكاملة على تقنية استعمال تلك الفصوص والمربعات الصغيرة لتشكيل وجوه ناطقة لا تبتعد كثيرا عن الواقع.

كما عبر الدريدي عن صعوبة نقل بعض الوجوه من اللونين الأبيض والأسود باعتبار أن معظم الشخصيات قد عاشت في بداية القرن العشرين حيث لم تكن تتوفر الألوان الأخرى إلى صور بألوان فرضتها طبيعة العمل بمكونات الفسيفساء.