الصالون المغربي «يندمج» في الصالون الأوروبي.. لكنه لم يفقد أصالته

بائع أثاث: المغاربة تخلوا عن الأبواب والزليج على الجدران

صالون مغربي تقليدي (تصوير: عبد اللطيف الصيباري)
TT

حافظ الأثاث المغربي في ملامحه على التراث الأصيل مزاوجا بين الجمال والأناقة، لكنه في السنوات الأخيرة أصبح يجمع بين الأثاث التقليدي والأثاث الأوروبي. عندما تدخل إلى البيوت المغربية يتم استقبالك في غرفة الزوار أو الصالون أو «الصالة» كما يسمونها المغاربة، وفي كل بيت يكون الصالون مختلفا عن الثاني، تبعا للمستوى الاجتماعي وذوق صاحبة المنزل.

بات الصالون يأخذ حيزا كبيرا في منازل معظم المغاربة، بحيث يتم تصميمه وتأثيثه بقماش ومفروشات منتقاة، إذ هو المكان المخصص للضيوف والزائرين، وأصبح يساير التطور الذي عرفته مجالات هندسة المنازل التي أصبحت تتميز بالبساطة، وتغيرت بذلك بعض ملامح الصالون المغربي التقليدي وأصبح خاضعا بدوره لخطوط واتجاهات الموضة لكن لم يفقد أصالته، بل فقط تمت الاستفادة من الموجة العالمية السائدة في مجال الديكور والتأثيث. في السابق كانت غرف الاستقبال تشغل مكانا شاسعا من مساحة المنزل ومع مرور الوقت أصبحت هذه المساحة أصغر من السابق دون أن تفقد هويتها، وفي كل الأحوال فإن هذه الغرفة تكون إما مربعة أو مستطيلة مختلفة في أحجام، مفتوحة من دون باب، عكس الماضي كان الباب مهما في كل الغرف.

يجتمع الصالون المغربي والصالون الأوروبي أو يندمجان معا في صالون واحد ولهذا يصعب في بعض الأحيان التمييز بين ما هو مغربي وما هو أوروبي، فالمواد المستعملة في الديكور لا بد أن تعطي في النهاية الواجهة المغربية. يقول محمد التويجر بائع أثاث الصالونات «إن المهندسين المتخصصين في الديكور المنزلي، هم الذين فرضوا النمط العصري على الصالون المغربي، والبيت المغربي ساير التطور الذي حصل في مجال هندسة الديكور التي أصبحت تتميز بالبساطة والانسيابية في زوايا البيت».

وأضاف: «من بين الأشياء الأساسية التي تغيرت في الصالون التخلي عن الأبواب والزليج (الفسيفساء) على الجدران وهي ميزة البيت المغربي التقليدي القديم، وتم التركيز على تأثيث الصالون بشكل عصري لكن في إطار تقليدي، إذ لم يتغير الصالون كليا بل استفاد من الإبداعات والتصميمات المبتكرة في الصالون الأوروبي، وتم المزج بينهما». ويشير التويجر إلى أن ربات البيوت كن يعتمدن في أثاث الصالون أو المنزل عموما على ذوقهن الخاص أو على ذوق أفراد الأسرة، لكن في السنوات الأخيرة أصبحن يعتمدن على مهندسي الديكور».

تقول ميلودة عفير ربة بيت صادفناها عند بائع الأثاث «إن النساء يتنافسن فيما بينهن في الأثاث المنزلي والتغيير والإبداع فيه، وهي تعزو ذلك لزيادة الاطلاع على الموضة والديكور في الدول الأوروبية والتعرف على أنواع جديدة ومختلفة، وذلك من خلال التلفزيون ومواقع الإنترنت المتخصصة في الموضة والديكور «التي جعلت هناك مجموعة كبيرة من الاختيارات في هذا المجال، الأمر الذي زاد من نسبة الاقتباس من الخارج، بالإضافة إلى الرغبة الدائمة في التجديد».