أول مقال لشريكة حياة هولاند بعد دخولها «الإليزيه»

نشرت مراجعة لكتاب عن زوجة الرئيس الأميركي روزفلت

فاليري ترير فيلر (أ.ف.ب)
TT

«ليس جديدا وجود سيدة أولى صحافية، لكن يجب بالطبع التطلع إلى الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي للعثور على هذه الحالة الفريدة والتوقف عن الصراخ بأنها فضيحة».. بهذه العبارات بدأت فاليري ترير فيلر، شريكة حياة الرئيس الفرنسي الجديد، مقالها المنشور في العدد الصادر، أمس، من مجلة «باري ماتش». واختارت الفرنسية الأولى أن تعود إلى المهنة التي توقفت عنها لفترة وجيزة، بسبب ترشح شريكها للرئاسة، من خلال عرض لكتاب جديد عن إليانور روزفلت، زوجة الرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت.

وعنونت ترير فيلر مقالها بعبارة «إليانور روزفلت غير الخاضعة». وجاء العرض وكأنه ضربة موجهة لكل الذين اعترضوا على استمرار قرينة هولاند في عملها الصحافي كمحررة سياسية. ففي السيرة التي وضعتها كلود كاترين كيغمان للأميركية الأولى السابقة فصول مطولة تشير إلى عملها في الصحافة من خلال كتابة الافتتاحيات لصحيفة «أخبار المرأة الديمقراطية»، رغم أن زوجها الرئيس روزفلت كان يفضل أن تبقى في الظل.

ولا يمكن لقارئ مقال ترير فيلر إلا أن يتوقف عند العبارات التي تتماهى فيها الكاتبة مع موضوعها. فهي تركز على أن إليانور روزفلت كانت أُما ربت 6 أطفال (فاليري ربت 3 أطفال)، وأنها تمردت على القيم التي كانت سائدة في زمانها، عشية الحرب العالمية الثانية، واتخذت مواقف سياسية ورفضت أن تختصر وجودها في دور الزوجة الصامتة. كما أنها لم تتوان عن الكتابة لصحف عديدة وقبلت منصب رئاسة التحرير قبل أن يكون لها عمود يومي بعنوان «يومي» تروي فيه نهاراتها في البيت الأبيض الأميركي ولا تتحرج في الخوض في أي ميدان كان، اجتماعيا أو سياسيا أو دوليا.

وعملت فاليري ترير فيلر مسؤولة عن الصفحات السياسية في مجلة «باري ماتش» لمدة 20 عاما. ومن خلال عملها تعرفت على فرانسوا هولاند، ثم قامت بينهما علاقة تسببت في انفصال كل منهما عن شريكه السابق والعيش تحت سقف واحد. لكن خوض الزعيم الاشتراكي لمعركة الرئاسة فرض على شريكته التنحي عن الكتابة السياسية للحفاظ على موضوعية المجلة التي تعمل فيها، فانتقلت لتقديم حوارات سياسية في التلفزيون، لأسابيع قلائل، حيث اتهمها خصوم زوجها بأنها لا تستضيف سوى المبدعين المقربين من اليسار.

وكان أوليفييه رويان، رئيس تحرير «باري ماتش» قد ذكر لإذاعة «أوروبا 1» أن المحررة السابقة فاليري ترير فيلر أعربت عن رغبتها في الاستمرار كصحافية، وهو ما كانت قد أكدته في عدة مناسبات مبررة رغبتها بأنها مضطرة للعمل لإعالة نفسها وأطفالها، وليس من المناسب أن يكونوا عالة على الرئاسة ما دامت ليست زوجة رسمية للرئيس. وأضاف رويان «لقد قررنا دعمها». وقد تعاملت المجلة مع مقال الفرنسية الأولى بشكل عادي ولم تبرزه أو تشر إليه في غلافها.

وعلى الصعيد نفسه، صرحت فاليري ترير فيلر لإذاعة «فرانس أنتير» أمس بأن مهنة الصحافة «حيوية» بالنسبة لها. وأضافت «إنها تتيح لي أن أكون مستقلة ماديا، وهي جزء لا أود التخلي عنه من وجودي».

وحول انتقاد بعض زملائها لموقفها هذا قالت إن الفرنسيين، لا سيما الفرنسيات، يتفهمون وضعها ويريدون لها الاستمرار في العمل، مضيفة أن دور الفرنسية الأولى غير محدد وهو تطوعي لخدمة الناس.