تونس: هواجس تغذيها الإشاعات حول امتحانات الثانوية العامة

البعض يتكلم عن تسييسها من أجل توريط بعض الأطراف

130 ألف طالب دخلوا أول من أمس إلى قاعات امتحان الثانوية العامة في تونس
TT

دخل أول من أمس إلى قاعات امتحان الثانوية العامة في تونس، نحو 130 ألف طالب بينهم ما يزيد على 57 في المائة من الإناث والبقية من الذكور، وذلك وسط توقعات تغذيها الكثير من الإشاعات حول صعوبة الامتحانات. ومحاولات إلصاق ذلك بأطراف في إطار الصراع القائم في تونس بين مكونات الساحة السياسية.

وقال مدير عام الامتحانات بوزارة التربية التونسية، عبد الحفيظ العبيدي في وقت سابق إن «امتحانات الثانوية العامة ستتواصل على مدى 6 أيام بين 6 و13 يونيو (حزيران) الجاري». أما الدورة الثانية فستجرى «على مدى 4 أيام من تاريخ 26 وحتى 29 يونيو، على أن تظهر نتائجها يوم 7 يوليو (تموز) القادم».

وأكد على «ضرورة احتساب نسبة 25 في المائة من المعدل السنوي ضمن المعدل العام، والتي سيتواصل العمل بها خلال هذه السنة خاصة أنها تساهم في إنجاح 50 في المائة من المترشحين المنتمين إلى المعاهد الخاصة و30 في المائة من المعاهد العمومية التابعة للدولة».

وتستقطب شعبة العلوم التجريبية أكبر عدد من المترشحين في المعاهد العمومية بأكثر من 27 ألف طالب تليها شعبة الآداب بأكثر من 21 ألف طالب. وتجرى الامتحانات في 528 مركز اختبار كتابي فيما يبلغ عدد مراكز الإيداع 28 مركزا ومراكز التجميع والتوزيع 7 مراكز ومراكز تصحيح الاختبارات الكتابية 30 مركزا.

بعض الطلبة الذين تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»» انقسموا بين متفائل ومتشائم. وقال رضا عبعاب «قمت بالتحضيرات اللازمة ويبقى الأمر معلقا على نوعية الاختبارات» ودعا عبد الله الحفناوي إلى إبعاد «التعليم عن التسييس، فقد سمعنا أن هناك من أعد اختبارات صعبة لتوريط طرف سياسي من خلال تحميله المسؤولية عن ذلك»، فيما نفت مروى بن عامر محاولة تسييس للامتحانات «هذه لعبة خطرة بقدر ما هي قذرة وإذا ثبت ذلك بعد الامتحانات فإن السحر سينقلب على الساحر وسيعرف الطلبة وأولياؤهم الحقيقة ولكني أستبعد أن يكون هناك من يلعب بمستقبله بوضع مستقبل الطلبة على شفير التسييس».

وتتميز اختبارات هذه السنة بأنها تجرى على فترتين تفصل بينهما استراحة على مدى يومين.

إلى ذلك قال مدير المعهد الثانوي، ابن الجزار، مختار السهيلي لـ«الشرق الأوسط» إن «أجواء امتحانات الثانوية العامة، لم تبدأ الآن ولكنها انطلقت منذ بداية العام ونحن نعمل من أجل هذا اليوم، ولا سيما في الأيام الأخيرة التي كثر فيها العمل في إطار التحضيرات الجارية، نحن طاقم كامل يمثل الإدارة سعينا لإنجاح امتحانات الثانوية العامة حتى لا يكون هناك أي خطأ». وعن الامتحان الثاني للثانوية العامة بعد الثورة أوضح السهيلي أنه يحس بالاطمئنان «أحس بالراحة، ولا أتوقع حدوث أي خروقات، هذا أمر عادي ولا مبرر للخوف»، في المعهد الذي يديره هناك «168 أستاذا سيشرفون على 450 طالبا من مختلف ثانويات القيروان، موزعين على 25 قاعة.. 99 في المائة من الإجراءات كانت جاهزة قبل يوم من الامتحان.. كل قاعة يجب أن يكون فيها 20 طاولة و20 كرسيا».

وعن التغييرات بعد الثورة أفاد بأن «هناك تغيرا كبيرا بعد الثورة، أعمل بكل راحة، لا يوجد كما كان في السابق توجيهات من فوق تأمر المدير بفعل كذا أوترك كذا حيث إن الجميع يعي مسؤولياته في إطار الشفافية والحزم» كما أن «الاجتماعات التي عقدت قبل الامتحانات تكلم فيها الجميع بكل حرية للتعبير عن آرائهم بخصوص الامتحانات».

وتوقع السهيلي «نتائج سلبية على مستوى النجاح في الامتحانات بسبب أن العام الدراسي (2011) الذي سبق الثانوية العامة هذه السنة لم يكن كما ينبغي مما قد يؤثر على النتائج التي ستظهر يوم 23 يونيو الجاري». وكشف عن أن الكثير من الطلبة لم يبدأوا الحرص على النجاح سوى في الشهرين الأخيرين بعد إدراكهم لاحتمال صعوبة الامتحانات».

وحول الأمور الأمنية أعرب عن بعض التخوف من طلبة المدارس الخاصة وهم معروفون بأنهم عينة متمردة في عمومهم تختلف عن معظم طلبة الثانوية العامة في المدارس الحكومية. وعن تسريبات الامتحانات، وإمكانية تكرار ما حدث في السابق، نفى ذلك جازما «لا يمكن ذلك، لقد أصبح الجميع يخشى على نفسه من المحاسبة حيث يوجد من يراقب ويحرص على نظافة اليد».

ناظر المعهد قاسم الفطناسي اعتبر الامتحانات عرسا؛ «نحن في هذه الأيام في حالة استعداد للعرس التربوي ونتعاون مع كل الأطراف كل من موقعه، الإطار التربوي والأساتذة والإدارة نتعاون جميعا على إنجاح هذا العرس لأن نجاح امتحانات الثانوية العامة هو نجاح لتونس». وأكد بدوره على أن «الاستعدادات بدأت منذ بداية العام ونحن في اللمسات الأخيرة» ويواصل مبتسما «قضينا أياما نعمل فيها ساعات طويلة تطوعا من أجل إنجاح الامتحانات وندعو الله أن يوفقنا في هذه المهمة».

وعن مهمة الناظر في العملية أفاد «مساعدة مدير مركز الاختبارات ماديا ومعنويا بمعنى توزيع ساعات المراقبة على مراقبي الامتحانات من الأساتذة وتوزيع الاستدعاءات والإشراف على توزيع القاعات». وأوضح أن هذه «التجربة الثانية بعد الثورة.. البرامج طبقت أكثر هذا العام منها في السنة الماضية»، وتوقع النتائج أفضل وكذلك التنظيم، على عكس ما قاله آخرون.

وقال العبيدي إن «الوزارة حريصة على نجاح الاختبارات وتوفير الحماية لمراكز الامتحانات، وتأمين نقل الاختبارات مع وزارتي الدفاع الوطني، والداخلية، واتخاذ التدابير اللازمة وإيجاد حماية مدنية لمراكز الاختبارات الكتابية».