نجوم الفكاهة والضحك يعودون إلى مراكش

الدورة الثانية لـ«المهرجان الدولي للفكاهة» تنفتح على «الدارجة» المغربية

من ملصقات الدورة الثانية لـ«المهرجان الدولي للفكاهة» بمراكش
TT

للسنة الثانية على التوالي، يعود عدد من نجوم الفكاهة والضحك، إلى مراكش، للمشاركة في فعاليات «المهرجان الدولي للفكاهة»، الذي انطلق، في دورته الثانية ويستمر أربعة أيام، ويختتم يوم الأحد المقبل. وتعرف التظاهرة، والتي يقف وراء إطلاقها وتنظيمها جمال دبوز، النجم الكوميدي الفرنسي، المغربي الأصل، مشاركة فكاهيين معروفين، بينهم المغربي حسن الفذ، والفرنسي، الجزائري الأصل، عبد القادر سيكتور، والفنان الفرنسي، السنغالي الأصل، عمر سي، والفكاهي المغربي محمد الخياري، وغيرهم.

وتتميز دورة هذه السنة، التي ترفع شعار «مراكش للضحك»، ببرمجة عروض لا تنحصر في اللغة الفرنسية، بل تستجيب لطلبات عدد كبير من عشاق الفكاهة، وخاصة من المغاربة الذين يرون أن «الضحك بالعامية» يكون أكثر متعة، لذلك ينتظر أن تعطي الدورة الثانية مساحة أكبر للدارجة المغربية، في ظل حضور عدد من الفكاهيين المعروفين بمضمون «دارج» لعروضهم الفكاهية، أمثال حسن الفذ ومحمد الخياري وعبد القادر سيكتور وإيكو.

وكانت الدورة الأولى للتظاهرة قد شهدت نجاحا، خاصة عروض عبد القادر سيكتور وحسن الفذ وجمال الدبوز، بينما تشكل جمهورها من السياح والمقيمين الأجانب والمغاربة. وتتوزع فعاليات التظاهرة على عدد من أمكنة المدينة الحمراء، مثل ساحة جامع الفنا والمعهد الفرنسي وقصر البديع ودار الثقافة والمسرح الملكي، وذلك بشكل يبرز التنوع الذي سيشهده برنامج الدورة الثانية، وقيمة المشاركين فيها.

وليس «المهرجان الدولي للفكاهة» التظاهرة الوحيدة من نوعها التي تنظم بمراكش، إذ سبقتها موجة من المهرجانات، التي جعلت من الضحك والفكاهة موضوعا لها، في محاولة لاستثمار عالمية المدينة الحمراء، التي حولتها إلى أرض لتنظيم شتى أصناف المهرجانات الثقافية والفنية، سواء تعلق الأمر بالفنون الشعبية أو السينما أو المسرح أو السحر أو فن الحدائق أو الرقص المعاصر، إلى غيرها من الفنون.

وتقترح الدورة الثانية من «المهرجان الدولي للفكاهة»، على جمهورها، عروضا متنوعة، ينتظر أن تجلب جمهورا كبيرا ومتنوعا من بين المغاربة والمقيمين الأجانب، خاصة الفرنسيين منهم، فضلا عن السياح، حيث ستعرف التظاهرة برمجة عروض فكاهية للعديد من المواهب الشابة، بينما سيقدم النجوم لوحات فكاهية متنوعة، تبرز مؤهلات كل فنان، وسيعود جمال دبوز إلى قصر البديع للمرة الثانية على التوالي، حيث سيقدم عرضا فكاهيا، بعنوان «كل شيء حول جمال»، يستعيد فيه محطات بارزة من حياته، بأسلوب ساخر. وكان العرض الذي قدمه الدبوز، في «قصر البديع» التاريخي، خلال الدورة الأولى، قد نشطه عدد من النجوم المعروفين، أمثال لاعب كرة القدم الفرنسي الشهير، الجزائري الأصل، زين الدين زيدان، والفكاهي الفرنسي، المغربي الأصل، جاد المالح. وتعرف مراكش، التي تحتضن «المهرجان الدولي للفكاهة»، بـ«المدينة الضاحكة»، ومن أشهر ألقابها «البهجة». ولعل من التفسيرات الطريفة، لروح البهجة والنكتة، التي تتميز بها مراكش، ما أورده ابن المؤقت، في كتابه «الرحلة المراكشية أو مرآة المساوئ الوقتية»، على لسان محاوره، في فقرة حملت عنوان «الحكمة في أن مدينة مراكش وأهلها في سرور»، حيث قال إن مؤسسها يوسف بن تاشفين «تحرى بواسطة منجميه وضع أول حجر من تأسيس بنائها في برج العقرب الذي هو برج الغبطة والسرور، لتبقى دائما دار سرور وحبور. وذاك السر في كون السلو والنشاط يغلب على سكانها ويفيض من بين أركانها». ولذلك يرى بعض المراكشيين أن تنظيم مهرجانات للفكاهة والضحك، في مدينتهم، يبقى مغامرة غير محمودة العواقب، وأشبه بمحاولة تعليم الكوريين أصول فنون الحرب، واليابانيين أسهل الطرق للتلاعب بفأرة الحاسوب، والألمان أفضل التقنيات لتطوير سيارات «المرسيدس»، والبرازيليين أحسن المهارات لتفريخ المواهب الكروية.