تونس: «الكلالة» يخرجون إلى الجبال

ضمن فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الدولي للإكليل

TT

بعد مهرجان عيد الرعاة الذي انتظم منذ قرابة الشهر، نظم فريق المركز الثقافي الجبلي بريف الوساعية - سبيطلة (ولاية/ محافظة القصرين وسط غربي تونس) الدورة الأولى للمهرجان الدولي للإكليل. ففي تلك المناطق الريفية القصية تجمع «الكلالة» (نسبة إلى جمع الإكليل)، كما يسميهم أهالي المنطقة، وخرجوا جماعات إلى أعالي الجبال المكسوة بالإكليل لجمع تلك النبتة العطرية المهمة في الحياة الاقتصادية لسكان أرياف ولاية/ محافظة القصرين الفقيرة.

حول هذا المهرجان الفريد من نوعه، قال عدنان الهلالي، أحد منظمي هذا المهرجان، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن اختيار نبتة الإكليل محورا لهذه التظاهرة الثقافية التنموية يرجع إلى أهمية هذه النبتة التي ينطلق موسم جنيها من بداية مايو (أيار) إلى يوليو (تموز) من كل سنة، مما يجعل مناطق القصرين كلها تشتغل على الأخذ من منافع تلك النبتة التي لا تزال مجهولة بالنسبة للكثير من التونسيين.

ويضيف الهلالي أنه، وعلى الرغم من أهمية زيت الإكليل المستعمل طبيا، فإن معظم العائدات ترجع إلى مؤسسات على علاقة بالأسواق العالمية، حيث إن أهالي الريف يبيعون القنطار الواحد من نبتة الإكليل بمبلغ 9 دنانير تونسية (نحو 7 دولارات أميركية)، ولكن عمليات التصدير تتم بأثمان جد مرتفعة لا يرجع منها إلا القليل لأهالي مناطق.

كما أن الاستغلال الجائر لمساحات الإكليل قد يهدد باستئصال تلك النبتة إذا لم يحافظ على أصل النبتة المميزة للمنطقة، حيث إن موسم جني الإكليل يتراجع منتجه من سنة إلى أخرى. وتصدر تونس مع ذلك سنويا قرابة 80 طنا من الإكليل المجفف إلى جانب نحو 3.25 طن من زيت الإكليل، وبإمكانها تطوير هذه الصادرات.

وتندرج التظاهرة ككل في إطار البرمجة الثقافية التي يريدها فريق المركز الثقافي الجبلي واقعية تلامس أنشطة سكان تلك الفيافي القصية، وهي مساهمة فعلية في تثبيت تعلقهم بأرضهم وطبيعتها الخلابة التي لم يقع إلى الآن برمجتها في مسالك سياحية وطنية مما سيمثل متنفسا للسياحة الداخلية.