الرياح أجبرت طائرة «الطاقة الشمسية» على العودة للرباط عقب رحلة لم تكتمل جنوبا

كان يفترض أن تطير إلى ورزازات في رحلة تستغرق 16 ساعة.. والمحاولة ستتكرر

الطائرة على المدرج في انتظار محاولة ثانية للطيران إلى ورزازات («الشرق الأوسط»)
TT

اضطر قائد طائرة تستعمل الطاقة الشمسية بدلا عن الوقود، أن يحط من جديد في «مطار سلا» بعد أن أجبرته الرياح على العودة أدراجه حيث كان يقترض أن يتوجه إلى مدينة ورزازات في جنوب البلاد، في أول رحلة لطائرة من هذا النوع بين القارتين الأوروبية والأفريقية.

وكانت الطائرة التي يطلق عليها اسم «سولار أمبولس» أقلعت من مطار الرباط في السابعة من صباح أول من أمس (الأربعاء) على أساس أن تطير 16 ساعة لتصل إلى ورزازات في جنوب المغرب، في منتصف الليل بعد أن تقطع مسافة 780 كيلومترا بين المدينتين، لكن الطيار عاد من جديد في الحادية عشرة من ليلة الأربعاء بعد أزيد من ثماني ساعات من الطيران. وقال الطيار أندرو بورشبيرغ إنه لم يكن قط في حالة خطر، لكن أحوال الطقس كانت غير ملائمة، حيث واجهت الطائرة رياح قوية ومطبات هوائية، وهي تطير بين مدينتي الدار البيضاء ومراكش. وكانت الطائرة تطير بسرعة 55 كيلومترا في الساعة وعلى ارتفاع 28 ألف قدم. وقال مصدر في الوكالة المغربية للطاقة الشمسية إن الأحوال الجوية كانت تعيق مسار تقدم الطائرة صوب محطتها النهائية حيث بلغت سرعة الرياح نحو 40 عقدة أي ضعف ما كان متوقعا. وأوضح بورشبيرغ «الطبيعة كانت أقوى منا ويتعين علينا أن نواجه التحديات». مشيرا إلى أن الرحلة كانت «صعبة ومثيرة نظرا لطبيعة المناخ الجاف والحار والطيران قرب من جبال الأطلس». علو جبال الأطلس في بعض المناطق يصل إلى ثلاثة آلاف متر. ونسب إليه قوله أيضا «كانت الرحلة مفيدة وغنية بالمعلومات، تعلمنا كثيرا خلال المهمة» بيد أنه تحدث كذلك عن خيبة أمله لأن الرحلة لم تكتمل، وقال إنه وزميله برتراند بيكارد مصممان على الوصول إلى ورزازات.

يشار إلى أن المغرب يعتزم تشييد أكبر محطة تعمل على إنتاج الطاقة الشمسية في هذه المدينة، وهي المحطة الأولى من مجموعة محطات ستكتمل عام 2020. وأكدت مصادر قريبة من مشروع الرحلة، أن محاولة أخرى ستجري لتقوم الطائرة برحلتها المقررة إلى ورزازات، لكن دون أن تحدد موعدا لإقلاع الطائرة.

يشار إلى أن الطائرة التي يملكها الطياران أندرو بورشبيرغ وبرتراند بيكارد بدأت رحلتها من مطار «بايرن» في سويسرا في 25 من مايو (أيار) الماضي، وحطت في مدريد قبل أن تصل إلى «مطار سلا» المجاورة للرباط. وكان مشروع بناء هذه الطائرة انطلق عام 2003 واستغرقت عملية تصنيعها سبع سنوات. وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس وجه الدعوة إلى مالكي الطائرة لتحط في المغرب، وتختتم رحلتها في ورزازات من أجل منح زخم لمشروع تشييد أكبر محطة لتوليد الطاقة الشمسية في العالم.