تخريج الدفعة الأولى من طلبة الجامعة الأميركية في السليمانية

برهم صالح: الاستثمار العلمي هو الضمانة لبناء مستقبل أفضل لأجيالنا

برهم صالح يلقي كلمة في حفل تخريج الدفعة الأولى من طلبة الجامعة الأميركية في السليمانية («الشرق الأوسط»)
TT

رغم انشغاله بمراسم العزاء في والدته، من استقبال وتوديع جماهير غفيرة من سكان مختلف مناطق كردستان الذين توافدوا على السليمانية لمواساته، إلى جانب المئات من المسؤولين العراقيين والمحليين، وتلقي الاتصالات الهاتفية من قادة وحكومات العالم بهذه المناسبة، لكن برهم صالح أوجد لنفسه فسحة ولو قليلة لحضور مراسم تحقيق حلمه الأثير، وهو تخريج الدفعة الأولى من طلبة الجامعة الأميركية في السليمانية. وكشف خلال كلمة ألقاها بالمراسم عن الحلم المشترك له ولوالدته عندما أشار إلى أن ما دفعه إلى ترك المعزيين لبرهة وحضور هذه المراسم هو رغبة والدته روناك رؤوف التي رحلت عن العالم قبل يومين في رؤية بنات شعبها وهن يسعين إلى الحصول على أرفع المؤهلات والشهادات العلمية، ليتبوأن المراكز الرفيعة في قيادة العمل السياسي.

وقال صالح: «لقد كانت أمي تتحسر على عدم سنوح الفرصة أمامها لإكمال تعليمها بسبب انشغالها بتربية الأولاد وتحمل مسؤوليات الأسرة في ظل ظروف سياسية بالغة التعقيد، ولهذا كانت تتمنى وتحلم بأن تتوفر أمام بنات شعبها فرص أفضل من أجل إكمال تعليمهن والتقدم في المراكز السياسية عبر الحصول على المؤهلات والشهادات الأكاديمية، وهذا كان حلمي بالنسبة لأبناء شعبي، اجتمع مع رغبة الراحلة فاضطررت إلى استئذان المعزين لحضور هذه المراسم وفاءً مني لوالدتي ولتحقيق رغبتها». واستطرد برهم صالح الذي يرأس هيئة أمناء الجامعة الأميركية في العراق متحدثا عن خطوات فتح هذه الجامعة الأميركية بكردستان قائلا: «هذا المشروع العلمي كان في البداية مجرد حلم، أو فكرة تراودني بين حين وآخر، أبحث إمكانية تحقيقها مع عدد من الأصدقاء، بأن تكون لنا جامعة أميركية بمستوى عالٍ في العراق على غرار الجامعتين الموجودتين في بيروت والقاهرة. واليوم وأنا أرى هذه الدفعة تتخرج من الجامعة، أقرأ على وجوه الشباب والشابات من الطلبة المتخرجين أملا بالمستقبل، وفرحة مرسومة على وجوههم بتحقيق هذا الحلم الذي أفتخر بأنني كنت جزءا من تحقيقه».

وتابع: «هذه الجامعة مؤسسة علمية أكاديمية غير ربحية، تهدف إلى الارتقاء بالمستوى العلمي وإعداد الكوادر القيادية للمستقبل، وهي مؤسسة غير تابعة لأي طرف، ولذلك فهي جامعة لكل شرائح المجتمع ولجميع مناطق كردستان والعراق وحتى الطلبة الوافدين من الخارج، فالفرص متاحة أمام جميع من يمتلك المؤهلات العلمية لدخولها، والفرص متساوية وعادلة أمام الجميع».

وقدم صالح شكره وتقديره لكل من ساهم بإنشاء هذه الجامعة أو قدم دعما لها، في مقدمتهم الرئيس العراقي جلال طالباني، والسفير الأميركي السابق زالماي خليل زاد الذي وضع حجر الأساس لها عام 2005، وكذلك نيجيرفان بارزاني، وعماد أحمد رئيس ونائب رئيس الحكومة، اللذان قدما دعمهما لإنشاء هذه الجامعة في التشكيلة الخامسة للحكومة، وكذلك المستثمرون ورجال الأعمال الذين ساهموا بدورهم بتنفيذ مشروع هذا الصرح العلمي، مشيرا إلى أن «الاستثمار في المجال العلمي والأكاديمي هو الاستثمار الأمثل لبناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة وتخريج الكوادر القيادية الواعية لقيادة العملية الديمقراطية في البلاد».

وكانت مراسم تخريج الدفعة الأولى من طلبة الجامعة الأميركية من حملة شهادات البكالوريوس والماجستير وعددهم 75 طالبا قد جرت مساء يوم أول من أمس بالمبنى الجديد للجامعة الأميركية بمدينة السليمانية بحضور نائب رئيس الجمهورية السابق عادل عبد المهدي والسفير الأميركي السابق زالماي خليل زاد وقباد طالباني والقنصل الأميركي في كردستان وعدد كبير من وزراء ومسؤولي الحكومة والبرلمان.

وتعد الجامعة الأميركية في السليمانية في صدارة الجامعات الأهلية بإقليم كردستان وتحتل المرتبة الأولى من بين عشر جامعات في الإقليم من حيث المستوى العلمي، وهدفها تخريج الكوادر من أصحاب المؤهلات العلمية في مجالات القيادة الإدارية والعلوم السياسية والتخصصات الأكاديمية الأخرى التي تحتاج إليها قطاعات إدارة الحكومة في مختلف المجالات.