نقابة الأطباء في لبنان تمنع الإطلالات الإعلامية للمنتسبين إليها

برنامج «the doctors» أول المتضررين من قرارها

لقطة من برنامج «the doctors» الذي يظهر فيه أطباء
TT

«أي طبيب يخالف قرار النقابة سيشطب اسمه منها»، بهذه الكلمات عبر نقيب الأطباء في لبنان البروفسور شرف أبو شرف لـ«الشرق الأوسط» عن استيائه من «الفلتان» الذي يعاني منه الجسم الطبي حاليا في لبنان والمتعلق بالظهور الإعلامي المكثف لبعض الأطباء عبر برامج تلفزيونية وغيرها، مستغلين ذلك في تسويق أعمالهم والترويج لمنتجاتهم أو جراحاتهم، مشيرا إلى أنه لا عودة حاليا عن القرار الذي أصدرته النقابة البارحة والذي يقضي بمنع أي ظهور إعلامي لأي طبيب ولمدة شهرين متتاليين أي إلى حين وضع قانون جديد من قبل النقابة ينظم هذا الموضوع.

وأوضح أن هذا القرار لم يتم إصداره على خلفية معينة أو له أي علاقة بقضية الطبيب موسى أبو حمد الذي أوقفته السلطات الأمنية بسبب مقتل إحدى مرضاه (ريتا جبرايل) مما دفع النقابة إلى إعلان الإضراب العام لأطباء لبنان وتوقفهم عن العمل الاثنين المقبل 18 يونيو (حزيران) الحالي لأن النقابة ومنذ أكثر من شهرين كانت تدرس الخطوات التي يجب اتخاذها لوضع حد للانفلات الإعلامي الذي راح يمارسه بعض الأطباء في مقابلات وبرامج إذاعية وتلفزيونية وصحافية دون العودة إلى النقابة وأخذ الإذن منها، خصوصا أن بينهم من يدلي بمعلومات خاطئة تقلق المرضى أحيانا وتشوش أفكارهم أحيانا أخرى.

وأضاف: «صودف أن صدر القرار حاليا لأننا وجدنا أن هذا النوع من البرامج زاد في الفترة الأخيرة فتجنبا لمحاسبة الطبيب فيما بعد تأديبيا ارتأينا القيام بهذه الخطوة مؤقتا إلى حين إدراج قانون ينظم الظهور الإعلامي للطبيب بشكل عام». وقال: «لقد تلقينا شكاوى كثيرة من مواطنين عاديين ومن زملاء لنا يحتجون على تجاوز بعض الأطباء الجمعيات المنتسبين إليها وهذا شيء لا يجوز كما أن هناك حالات شاذة تحصل من قبل بعض أهل الإعلام، كما حصل مثلا في قضية الدكتور موسى أبو حمد، فقد تم التشهير به وبشخصه مع أن التحقيقات لم تنته بعد». واعتبر النقيب أبو شرف أن أي طبيب لا يلتزم بقرار النقابة سيعاقب وأن التعميم أرسل إلى جميعهم.

وكان لقرار نقابة الأطباء تأثيره السلبي على بعض البرامج التلفزيونية التي تستند على خبرة الأطباء لتقديم برامج توعية صحية وأهمها «the doctors» الذي تعرضه أسبوعيا شاشة تلفزيون «إم تي في» وفي اتصال مع المنتج المنفذ لهذا البرنامج ميشال سنان أكد لـ«الشرق الأوسط» أنهم كمحطة تلفزيونية ليس لديهم المعطيات الكافية بعد حول الموضوع، خصوصا أن البرنامج كان قد استأذن نقابة الأطباء قبل الشروع في إنتاجه إلا أنهم دون شك سيلتزمون بقرارها الأخير وسيتوقفون عن عرض البرنامج الذي لم يتبق منه سوى حلقتين للموسم الحالي. أما النسخة الخليجية منه التي تقوم شركة «ستوديوفيزيون» التابعة لمحطة «إم تي في» بإنتاجها أيضا فلن تتأثر بالموضوع كونها لا تستضيف سوى أطباء عرب وكون البرنامج ككل لا يعرض حاليا. وقال ميشال سنان: «لا شك أن نقابة أطباء لبنان لها حق الاعتراض عما يحصل على الساحة الإعلامية في الشق المتعلق بالبرامج الصحية التي أصبح بعض منها بمثابة إعلانات تجارية تسوق للطبيب هذا أو ذاك وإن برنامج (the doctors) كان يمارس رقابة ذاتية على المادة التي يتناولها أي طبيب يستضيفه فتزال أي عبارات أو أحاديث تسوق لطبيب ما لأن هذا النوع من البرامج يعرض لتوعية المشاهد وليس كدعاية للطبيب المختص».

ومن المتوقع أن يصار إلى إصدار قرار من قبل النقابة بعد نحو الشهرين يتم بموجبه السماح للطبيب بالإدلاء بتصريحاته الإعلامية أو بمشاركته في برامج تلفزيونية وغيرها ولكن بعد حصوله على إذن خاص من نقابة الأطباء وهذا التدبير كان متبعا في السابق من قبلها.