وسيم ناصر.. أول لبناني يجتاز مسافة 45 كلم سباحة من صيدا إلى بيروت

حلمه في المستقبل القريب اجتياز بحر المانش

وسيم خلال المحاولة
TT

في مدة استغرقت 15 ساعة، استطاع اللبناني وسيم ناصر اجتياز مسافة 45 كيلومترا سباحة من مدينة صيدا الجنوبية وصولا إلى منطقة الرملة البيضاء في بيروت. هذا الإنجاز الذي يعتبر الأول من نوعه في لبنان أراده السباح اللبناني تحديا يخوضه مع ذاته ليطلع على مدى قدرته في التحكم بعضلاته ونفسه وليسجل رقما قياسيا في رياضة السباحة التي يمارسها منذ كان في السادسة من عمره.

ويرى وسيم ناصر أن هذا الامتحان الذي خضع له بقرار صادر عنه شخصيا لا شك ساهم في رفع نسبة أمله في اجتياز بحر المانش في المستقبل القريب، مشيرا في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن هذا النوع من الإنجازات يتطلّب تركيزا كبيرا وتقنية خاصة في السباحة وأنه بتطبيقه لهذه القواعد الرياضية استطاع أن يحقق هذا الحلم الذي يراوده منذ الصغر.

فوسيم هو ابن الجنوب ومن بلدة حومين الفوقا في قضاء النبطية. والده هو الذي علّمه أصول السباحة وكان في كل مرة ينتقل فيها من بلدته إلى بيروت في السيارة وعلى طول الطريق الساحلية التي تربط بين المنطقتين والممتدة من شاطئ صيدا مرورا بساحل الدامور والرميلة وصولا إلى منطقة الروشة تراوده فكرة واحدة، ألا وهي اجتياز هذه المسافة سباحة يوما ما.

«شو جيت سباحة؟» هي عبارة طبّقها وسيم ناصر بالفعل التي عادة ما يتبادلها اللبنانيون بين بعضهم البعض للدلالة على مدى سرعة وصول شخص ما إلى موقع معين. يضحك صاحب الإنجاز الرياضي الذي يحصل لأول مرة في لبنان ويعلّق قائلا: «صحيح، جئت سباحة إلى بيروت من قلعة صيدا الأثرية، وتطلب الأمر مني سباحة متواصلة على طريقة «الكراول»، ولم يكن باستطاعتي أن آخذ أي فترة استراحة وإلا فقدت ليونتي وسرعة تجاوب عضلات جسمي مع لياقتي البدنية» ويضيف: «مارست التمارين الخاصة بهذا المشروع لمدة تسعة أشهر، وقمت قبل ثلاثة أسابيع من تحقيقي هذا الإنجاز بقطع المسافة نفسها بين بيروت وصيدا، واستغرقت مني يومها 11ساعة، إلا أن تحركات البحر والأمواج والتيارات التي صادفتها يوم 10 يونيو (حزيران)، الموعد المحدد للقيام بهذا الحدث الرياضي، أثرت على سباحتي فاجتزت المسافة نفسها بزيادة 4 ساعات إضافية عليها».

تمت السباحة على بعد 4 كيلومترات عن الشاطئ، أما السرعة التي اتبعها خلالها فتراوحت ما بين الـ2000 وال4000م في الساعة، وتطلبت منه سباحة نصفية تحت الماء في طريقة تنفس محترفة عادة ما يتبعها أبطال السباحة في المسافات التي يجتازونها.

ومن التمرينات التي قام بها السباح اللبناني قبيل قيامه بهذه الخطوة هي السباحة 95 مترا تحت المياه كان يلتقط خلالها أنفاسه لمدة ثلاثة دقائق متتالية في كل مرة غمرته فيها المياه. واستلزمه لهذا الأمر اتباع حمية خاصة سبقت موعد الإنجاز بأربعة أسابيع فيما تناول يوم قيامه بهذا الحدث قطعة كيك وكوب عصير فقط تخللها أثناء السباحة تناول المشروبات المضيفة للطاقة والفواكه المجففة لتزوده بالنشاط والحيوية.

ما الذي أثر على تأخيره في إنجاز مهمته؟ يقول وسيم ناصر: «لعل الزلزال الذي ضرب اليونان في نفس اليوم الذي قمت فيه بهذا الإنجاز كان له التأثير المباشر على إعاقة حركتي، لتكون أبطأ من الحالة الطبيعية إذ زادت التيارات والأمواج في البحر المتوسط، مما جعل سباحتي عملا مضنيا لا سيما في منطقة الدامور وصولا إلى مطار بيروت، إلا أنني في قرارة نفسي كنت متشبثا بقراري، وقلت لحالي لن أتوقف أو أتراجع عن هدفي مهما كانت الظروف مع أن الأمواج بشكل عام تبطئ من حركة اليدين أثناء السباحة، وتثقل حركة الأكتاف وهنا يلعب التركيز دورا أساسيا في الموضوع».

وكانت مواكبة رسمية قد رافقت وسيم في مشواره البحري تألفت من عناصر من مغاوير الجيش اللبناني والدفاع المدني، إضافة إلى فريق الجهة المنظمة للحدث وبمقدمهم (نادي متروبوليتان) في الأشرفية.

واختار وسيم ناصر الفجر (الخامسة صباحا) لينطلق من قلعة صيدا، ووصل إلى الرملة البيضاء في الثامنة والنصف مساء، وكان في انتظاره حشد من الأصدقاء وأهل الإعلام لتغطية الحدث.

لماذا الانطلاقة الباكرة؟ فهو يوضح بأن البحر يكون في أقصى درجات السكون في هذا الوقت وأكثر هدوءا وحركاته بين المد والجزر تكون شبه غائبة.

يملك وسيم ناصر مدرسة لتعليم السباحة وهو رئيس جمعية السباحين المحترفين في لبنان ومدير الألعاب المائية في نادي متروبوليتان في الأشرفية.

وقريبا جدا يصدر كتابا من تأليفه خاصا بأصول السباحة وأسرار عالم البحار وفوائد السباحة التي (حسب رأيه) في إمكان من يمارسها أن يتخلص من أمراض عضوية كثيرة مصاب بها كما سيتضمن أدق التفاصيل التي رافقته خلال قيامه بهذا الإنجاز.