رافعا شعار «القافلة».. «مهرجان الفنون الشعبية» بمراكش يصل إلى محطته الـ47

يسلط الضوء على التراث الشعبي المغربي ويقدم شهادة لـ«الوحدة في التنوع»

يعتبر «المهرجان الوطني للفنون الشعبية» أقدم حدث فني بالمغرب يسلط الضوء على التراث الشعبي النابع من مختلف مناطق وجهات المغرب («الشرق الأوسط»)
TT

تشكل الفنون الشعبية في المغرب جزءا من الحياة اليومية للمغاربة ومرجعية للهوية المحلية، وفي هذا السياق، يعتبر «المهرجان الوطني للفنون الشعبية»، الذي انطلقت دورته الأولى، عام 1960، تحت اسم «مهرجان فولكلور مراكش» تأكيدا لفكرة «الوحدة في التنوع» من خلال تقديم فنون تتشكل من ثلاثة مكونات أساسية؛ عربية وأمازيغية، وأفريقية.

وتتميز الفنون الشعبية المغربية بالتعددية التي تتجلى في اللهجات المختلفة والإيقاعات والتعابير الجسدية والموسيقية المتنوعة، التي لها بعدها الثقافي والميثولوجي العميق، سواء تعلق الأمر بالأهازيج الموسيقية أو بالتعابير الأخرى. وينتظر أن تشكل الدورة الـ47، التي ستبدأ غدا (الأربعاء)، فرصة أمام المنظمين لمواصلة إعطاء نفس جديد للمهرجان بتقديمه رؤية جديدة للحدث مستمدة من التقاليد، مع التحول نحو التجديد والإبداع.

واختار المنظمون أن يشكل المهرجان نقطة تواصل بين الأصالة والمعاصرة، لذلك أدخلوا تعديلات مهمة على تصوره وبرنامجه منذ دورته الماضية. ولا يخفي المنظمون أن من مهام المهرجان «تنمية تكثيف وتنويع التنشيط الفني والثقافي لمدينة مراكش». وهم يقدرون جمهور المهرجان بما بين 5 إلى 10 في المائة من العدد الإجمالي لزوار مراكش، وهي النسبة التي يمكن أن تصل إلى 15 في المائة في السنتين المقبلتين. وما بين حديث الأصالة والمعاصرة، يصر المنظمون على أن تكون التظاهرة واجهة حقيقية لعرض تاريخ المغرب والمغاربة وأن تظل عنوانا للدفاع عن الثقافة المغربية وهويتها العريقة.

ويعطي برنامج دورة هذه السنة، التي اختارت شعار «القافلة»، لفضاء «قصر البديع» التاريخي قيمته وشموخه التاريخيين. واستغل «قصر البديع» التاريخي في احتضان جانب من فعاليات التظاهرة مند 1967، حيث تولد عن هذا الخيار تجانس مدهش جمع فنونا عريقة ضمن بناية لها صيتها الحضاري المتميز.

وتستقبل دورة هذه السنة 600 فنان، يمثلون مختلف مناطق المغرب، كما ستشكل أمسيات «قصر البديع» أقوى مواعيد المهرجان، حيث يستقبل أبرز الفرق الشعبية المغربية المشاركة، مثل «اعبيدات الرمى» و«الهيت» و«أحيدوس» و«عين عرمة» و«هوارة» و«أحواش امنتانوت» و«منغوشي» و«أحواش ورزازات» و«أولاد سيدي أحماد أو موسى» و«أحواش تيسينت» و«الركبة» و«عيساوة» و«تاسكيوين» و«الدقة المراكشية» و«تازويت» و«كناوة» و«أقلال سيف» و«الكدرة» و«أكلاكال تالوين» و«أحواش تفراوت» و«تقيتقات مراكش». وينتظر أن تشهد هذه الدورة تكريم الفنان الشعبي الكبير حميد الزاهير الذي ينتمي إلى مدينة مراكش.

وسيسبق حفل الافتتاح، استعراض فني، بمشاركة مختلف الفرق الشعبية، ينطلق من «حي جيليز» ويصل إلى ساحة جامع الفنا، مرورا بشارع محمد الخامس. وبالإضافة إلى الاستعراض الفني وعروض الفنون الشعبية، برمج المنظمون عروضا لفنانين وفرق شعبية، مثل أوركسترا «طهور» وفرق «آش كاين» و«أولاد بن عكيدة» و«حادة» و«عكي» و«الشريفة».

ورغم أن «المهرجان الوطني للفنون الشعبية» يعتبر أقدم حدث فني بالمغرب، والتظاهرة الفنية الوحيدة التي تسلط الضوء على التراث الشعبي، فإنه لم يستطع المحافظة على الإشعاع المرجو منه؛ إذ تحول المهرجان على مر السنين إلى موعد يدافع عن الثقافة المغربية التقليدية، قبل أن يتعرض للتهميش لصالح الاتجاهات الفنية الجديدة.