فنانو تونس يقاطعون مهرجان قرطاج احتجاجا على «تهميشهم»

6 عروض تونسية فقط من بين 30 عرضا عربيا وأجنبيا

TT

قرر فنانو تونس مقاطعة مهرجاني قرطاج والحمامات هذا العام احتجاجا على ما وصفوه بتهميش المبدع التونسي، مطالبين وزارة الثقافة بمراجعة اختياراتها، بينما قالت الوزارة إن «تونسة» البرامج لن تكون على حساب الذوق الفني.

وجاء قرار المقاطعة الذي أعلنته نقابة المهن الموسيقية بعد كشف وزير الثقافة مهدي المبروك عن برنامج الدورة الثامنة والأربعين من مهرجان قرطاج إحدى أعرق التظاهرات الفنية في العالم العربي التي تضمنت ست حفلات تونسية من مجموع نحو 30 عرضا في الدورة المقبلة المقرر أن تفتتح في 5 يوليو (تموز) المقبل.

وقال بيان لنقابة المهن الموسيقية: «بعد أن تأكد عدم استيعاب وزارة الثقافة ضرورة احترام المبدع التونسي بإيلائه المكانة التي يستحقها وباعتبار أن البرمجة المعلن عنها لا ترتقي إلى تطلعات شعب وجبت مصالحته مع ثقافته.. فإن النقابة قررت مقاطعة هذه المهرجانات».

وساند بعض المغنين قرار المقاطعة إلى حين تراجع الوزارة عن البرنامج الحالي الذي قالوا إنه يعطي الأولوية للأجانب ولإهدار المال العمومي مقابل حضور باهت للفنان التونسي.

وتتضمن الدورة الحالية لمهرجان قرطاج مشاركة عدد من نجوم دول عربية أخرى من بينهم وائل جسار وراغب علامة ومارسيل خليفة ونجوى كرم ورامي عياش ونصير شمة وهاني شاكر وأصالة نصري وكاظم الساهر وألفا بلوندي ولويز ماكونب.

وقال وزير الثقافة إنه ليس من الضروري شحن المهرجان بالتونسيين حتى وإن لم تكن لديهم إنتاجات مميزة، مضيفا أن الأولوية ستكون للإبداع الفني بغض النظر عن الجنسيات.

وتطالب نقابة المهن الموسيقية بحضور تونسي لا يقل عن 50 في المائة من إجمالي حفلات قرطاج ردا لاعتبار الفنان التونسي الذي قالوا إنه يتعين أن يحظى بمكانة أرفع في بلده.

وردا على قرار المقاطعة، قال مسؤول بالمهرجان لـ«رويترز» إن المهرجان ليس هيكلا تشغيليا للفنانين، وإن هذه المهرجانات مدعومة من الوزارة، وإن لها وحدها حق اختيار البرامج حسب المعايير الفنية مثلما هي الحال في مهرجانات عالمية أخرى كمهرجان بعلبك الذي قال إنه لن يستضيف أي فنان لبناني هذا العام.

وتدير وزارة الثقافة مهرجاني قرطاج والحمامات فقط في تونس، بينما توفر تمويلات مهمة لأغلب المهرجانات الأخرى التي تنتشر في البلاد دون أن يكون لها أي تدخل في برامجها.

وفي الدورة الماضية لمهرجان قرطاج اقتصرت المشاركة على بعض العروض المحلية من تونس، لكن وزير الثقافة قال الأسبوع الماضي إن مهرجان قرطاج نقطة مضيئة ولا يتعين أن يحتجب، وأضاف: «أؤكد حرص الوزارة على احترام تعهداتها في إقامة مهرجا ناتنا دون قيد أو شرط، ولن ندخر أي جهد لدعم مهرجاناتنا، وهي نقطة مضيئة في ثقافة تونس ولا محيد عنها بأي شكل من الأشكال».

وذكر الوزير أنه رغم ضيق وقت إعداد برنامج الدورة الحالية، فإنه سعى للملاءمة بين جودة العروض وترشيد الإنفاق.

وتبلغ ميزانية هذه الدورة نحو ثلاثة ملايين دولار.