«مهرجانات بعلبك» تنطلق غجرية مع فريق «شيكو والجيبسيز»

«شيكو» في لبنان اليوم بعدما طارت شهرته في الآفاق

شيكو المغربي الذي تربع بمهارة على عرش الفلامنكو
TT

تفتتح «مهرجانات بعلبك الدولية» الليلة على إيقاع موسيقى الفلامنكو وبحفلة فرحة وبهيجة تحييها الفرقة العالمية «شيكو أند ذي جيبسيز». وهي الفرقة المعروفة بأنغامها الغجرية وعزف قيثاراتها السريع والحيوي، بقيادة الشهير شيكو. وهذه الفرقة التي تخلط بين الإسباني والفرنسي وكذلك بين الكلاسيكي وأغنيات الراي، تبقى أمينة على روح الغجر وهي تقولب من خلالها كل أغنياتها بما فيها أغنيات صديق شيكو ورفيق الفرقة الشهير شارل ازنافور الذي سبق له أن أدى أغنياته برفقتهم. واليوم ستغني الفرقة وتعزف ألحان أغنيات: «الجريا»، «لا ماما»، «بجوبي بجوبا»، «بامبوليو»، «مارينا غالكسيا»، وأغنيات أخرى.

وتفتتح الفرقة المهرجان الأكبر والأعرق في لبنان لهذا العام كفرقة غجرية تقدم الفلامنكو، تقيم في فرنسا وطارت شهرتها في انحاء العالم. لكن ما لا يعرفه البعض هو أن شيكو قائد الفرقة ومؤسسها وصانع شهرتها هو ابن لمهاجرين من أصول عربية، فهو من أب مغربي وأم جزائرية، وقد نشأ في منطقة يسكنها الغجر وتعلم منهم وتزوج إحدى بناتهم، وأسس فرقته الأولى «الجيبسي كينغز» بصحبتهم، ويبدو أنه كان متفوقا وطموحا، فلم تبقَ الشراكة رغم النجاح الكبير الذي حققوه.

تجاوزت مبيعات الفرقة إثر نجاحها الكبير العشرين مليون ألبوم، وبلغت الكثير من أغنياتهم العالمية، وصارت بريجيت باردو في نهاية السبعينات تذهب مع الفرقة لترقص بصحبتها على شاطئ البحر، وجاب المغنون بأغنياتهم الغجرية البلدان والمهرجانات.

شيكو (ومعناها «الصغير») بدأ العزف باكرا وأطلق عليه هذا الاسم لصغره بالنسبة لعمر باقي الموسيقيين.

شهدت الفترة الممتدة بين عامي 1991 و1992 نهاية فريق «جيبسي كينغز»، فأسس شيكو فريق «شيكو والجيبسيز» (Chico & The Gypsies) وأكمل الطريق مع أغانيه المعروفة والكثير من الأغاني الجديدة.

ربما كانت سيرة شيكو نفسها، هذا العربي المهاجر الذي دفع ثمن أصوله غاليا، هي أهم ما دفع اليونيسكو لتنصبه مبعوثا خاصا للسلام، ومعروفة عنه نفحته التسامحية حتى مع القتلة الذين أجهزوا على أخيه. فشيكو كان له أخ أكبر منه يدعى أحمد قتله الموساد، ظنا منهم بأنه قائد فلسطيني كانوا يحاولون قتله. وقد قتل أحمد غدرا وظلما في الشارع تحت أعين زوجته الحامل في النرويج، ولم تعتذر إسرائيل حينها عن خطئها هذا كما لم تدفع للعائلة تعويضا إلا مؤخرا وتحت الضغط، وتحاشيا للفضائح الصحافية. ومع هذا يقول شيكو إنه غنى أمام ياسر عرفات وبيريس بعد توقيع اتفاقية أوسلو ومن أجل هذه المناسبة، معتبرا أن هذا يكفيه ويريحه، أن يرى العالم أكثر سلاما. كما غنى في فلسطين وتحديدا في رام الله في 11 سبتمبر (أيلول) وشارك في مهرجان القدس للأغنية.

شيكو الذي لا يحمل ثأرا على ما يبدو ولا يحب العداء، وضع حوله كتابا يروي قصته وتحولات مشاعره بعد تلك الحادثة، وردود فعله، ورأيه في إسرائيل والعلاقة معها. وهو عاشق للموسيقى، وسيلتقيه اللبنانيون اليوم في قلعة بعلبك التاريخية، مفتتحا الموسم، شاديا وعازفا. ومع الفرقة مغني الراي الشاب عيسى الذي يفترض أن يشعل عروس البقاع، بصحبة 13 موسيقيا.