لندن تحتفل اليوم بافتتاح «ذي شارد» أعلى بناية في أوروبا

بعض النقاد: هجوم مبطن على الجمال باسم التقدم

«ذي شارد».. البناية التي قزمت كاتدرائية سانت بولز (أ.ب)
TT

تثير معظم المشاريع البريطانية في مختلف نواحي الحياة حالة من الحوار حول جدواها وأهميتها ليس فقط من الناحية الوظيفية والعملية وإنما أيضا من الناحية الجمالية. السر وراء ذلك هو الانفتاح والديمقراطية والمحاسبة والشفافية التي تشكل بمعظمها الثقافة البريطانية القائمة على النظرة النقدية.

المشروع المعماري الجديد القريب من برج لندن، أي بناية «ذي شارد»، التي ستفتح رسميا اليوم، أخذ هو الآخر نصيبه من هذا النقد اللاذع، وانقسم الناس بين مؤيد ومعترض.

وقبل يوم من افتتاح هذه البناية الجديدة، التي تعتبر الأطول في أوروبا وتتكون من 95 طابقا، وتتساوى تقريبا في الطول مع برج إيفل الباريسي، كتب سايمون جينكينز منتقدا المشروع، معتبرا البناية (110 آلاف متر مربع) بأنها تشكل هجوما على النواحي الجمالية باسم التقدم.

البناية التي تقع على الضفة الجنوبية من نهر التيمس أثارت غضب منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونيسكو) التي اعتبرت أن البناية ستطغى على برج لندن وجسره القريب، وكذلك على ميدان البرلمان البريطاني وبرج ساعة بيغ بن الذي لا يبعد أكثر من ميل عن المكان. ويعتقد بعض النقاد بأن البناية، وليس فقط بسبب طولها، وإنما لموقعها الذي جاء في أهم منطقة من لندن التاريخية، أصبحت تطغى على الكثير من المعالم التي تشتهر بها لندن وتميزها، وهذا لم يحصل من قبل. ورغم أن لندن شهدت بعض المشاريع المعمارية خلال العقود القليلة الماضية، فإن أيا منها لم تكن بطول «ذي شارد» أو في منطقتها، ولهذا فإن أيا منها لم تثر اعتراضات بهذه الشدة.

ويقول سايمون جينكينز حتى أن كاتدرائية سانت بولس الجميلة والقريبة من المكان لم تطغ على المعالم الأخرى في لندن، ولم «تقزم جيرانها، لكنها طفت قريبا منها».

ويعتقد البعض أن عين المتفرج على لندن تحوم فوق معالمها بالتساوي دون أن تحجب أي من هذا المعالم الرؤيا عن جيرانها، لكن جاءت «ذي شارد» لتغير من هذا المشهد اللندني الديمقراطي وتستحوذ على حصة الأسد من المشهد. وهذا يبدو واضحا عند مراقبة هذه المعالم من عدد من المناطق القريبة من المكان أو التي تقع في بعض ضواحي لندن مثل متنزه هامستيد في شمال لندن. كما يمكن للمرء أن يشاهد هذه المعالم من نقاط موزعة على ضفتي نهر التيمس أو من إحدى البنايات المرتفعة قليلا والواقعة أيضا على النهر، مثل بناية متحف الفنون الجميلة «تيت موديرن». وفعلا عند مشاهدة المكان من هذه النقاط تبقى نظرتك موزعة بالتساوي على هذه المعالم دون أن يطغى أي منها على الأخرى. أما الآن فإن العين أصبحت مقيدة وعند النظر إلى المكان من حوض منطقة برج لندن تبقى مركزة على «ذي شارد».

ويدافع مصمم البناية المهندس المعماري الإيطالي الشهير رينزو بيانو بأن «ذي شارد» لا تمثل «الغطرسة والقوة» كما يعتقد بعض المنتقدين للمشروع، وإنما هي احتفال للمجتمعات المحلية لأنها طويلة جدا ولهذا «فإنها تختفي عاليا في السماء».

وتحتوي البناية، التي ستفتح اليوم بحفلة من الألعاب النارية، على 28 طابقا من المكاتب. الطوابق 31 إلى 33 خصصت لعدد من المطاعم، والطوابق 34 إلى 52 ستكون لفندق شانغريلا، ويعتلي الفندق 10 طوابق مخصصة للشقق السكنية. أما الطوابق الأخرى فقد خصصت كمراصد.