أكلة «مسخن» كادت تلغي حفل محمد فؤاد في رام الله

مهرجان فلسطين الدولي يرفع شعار «التعلم»

TT

أربكت أكلة «مسخن» فلسطيني مهرجان فلسطين الدولي في نسخته الـ«14»، بعدما تناولها المطرب المصري محمد فؤاد، ليلا، غير آبه بنصائح العارفين بمصائب الأكلة الشعبية الدسمة، فانتابته وعكة صحية أجبرته على إلغاء مؤتمر صحافي، أمس، وكادت تلغي حفله الفني، قبل أن تطمئن إدارة المهرجان محبي فؤاد بوجوده. واضطرت إيمان حموري، مديرة المهرجان الذي يستضيف فؤاد، بشرح الموقف للصحافيين ومعجبيه، فقالت: «إن فؤاد رغب في تناول المسخن الفلسطيني، أثناء دعوته لأحد المطاعم في مدينة رام الله في وقت متأخر (الجمعة)، على الرغم من أنه قد تلقى تحذيرات من الأعراض الجانبية التي قد تسببها هذه الأكلة في الليل، وقد أصيب بوعكة صحية نتيجة ذلك».

وعند سؤالها عن إمكانية إقامة الحفل، قالت إن وعكته خفيفة ولن تمنعه من تقديم أمسيته الغنائية. وأغلب الظن أن فؤاد أصيب بنزلة برد شديدة، بسبب زيت الزيتون الكثيف الذي يميز أكلة المسخن.

ويتكون المسخن من خبر طابون مغمس بكمية كبيرة من زيت الزيتون، يضاف إليه كميات كثيرة من البصل والسماق والدجاج المحمر.

وأثار الأمر موجة من السخرية في الأراضي الفلسطينية، وتحول إلى مدعاة للتندر عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وكتب مرتادو هذه المواقع للشعب المصري معتذرين عن «نفخ» فؤاد، ونصحه آخرون «بالجعدة»، وهي عشبة مضادة «للبرد».

ووصل فؤاد إلى رام الله بدعوة من الرئيس الفلسطيني، كما قال مكتبه، مع 22 من أفراد فرقته، وألهب حماسة الجمهور في رام الله، أمس، بأغانيه العاطفية، وأخرى وطنية من بينها «الأقصى نادى» و«افرحي يا أم الشهيد».

وشهد مسرح قصر رام الله الثقافي، أكبر وجود وغصت القاعة بالوقوف، وتجمع آخرون في الخارج للاستماع لفؤاد. وكانت فعاليات مهرجان فلسطين الدولي انطلقت الأربعاء بعرض لفرقة «رذم أوف ذا دانس» الآيرلندية، التي أحيت موسيقى يعود عمرها لألف عام، ثم أحيت الفنانة الفلسطينية سناء موسى حفلة نارية، الخميس، إضافة إلى فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية، وأول من أمس (الجمعة)، أحيت الفنانة المصرية مريم صالح حفلتها الخاصة، معبرة عن عواطف جياشة، قبل أن يحيي فؤاد حفلة السبت.

ومن المقرر أن يستمر المهرجان الذي يقام في رام الله ونابلس وقلقيلية والناصرة حتى الاثنين المقبل، وفشلت محاولات لإقامته في غزة، وتتمنى إدارة المهرجان أن تتمكن العام المقبل من تقديم عروضها في قطاع غزة. وحمل المهرجان هذا العام شعار «التعلم».

وقالت إيمان حموري: «إن مهرجان هذا العام اتخذ من التعلم شعارا له، بالتزامن مع إكمال مركز الفن الشعبي منظم المهرجان 25 عاما على تأسيسه، ليعكس التفاعل مع المؤسسات المجتمعية والقطاع الخاص والمجتمع، وما تم تعلمه على مدار تلك السنوات».

وأضافت: «المهرجان يتحدث عن التعلم بمعناه التبادلي التفاعلي، ولن يقتصر مفهوم التعلم على الإطار التقليدي، وسيركز على تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن هنا جاءت مشاركة الفرقة الصينية (ماي دريم)، التي تضم فنانين من ذوي الاحتياجات الخاصة، للمرة الأولى في مهرجان فلسطين الدولي».

وبالإضافة إلى الفنانين المصريين محمد فؤاد ومريم صالح، والفلسطينية سناء موسى، أحيت فرق يلالان، وفرقة وشاح، أمسيات فنية مبهرة، بانتظار فرقة «ماي دريم.. مائة يد ويد» الصينية، على أن يختتم الشاعر مروان مخول المهرجان بقصائد شعرية.

وقالت وزيرة الثقافة سهام البرغوثي، إن المهرجان يعكس حب شعبنا للحياة. وأضافت: «رغم كل الظروف الصعبة والانتهاكات اليومية التي يتعرض لها من قوات الاحتلال، فإنه مصمم على المضي في نضاله وكفاحه وحريته».

وتابعت: «إن المهرجان يمنح بقاءنا معنى ووجودنا ماهية، ويقدم رسالة حضارية وإنسانية، ولأن الشعوب الحية تتمسك على الدوام برؤية ثقافية وتاريخية».