تونس: مهرجان قرطاج.. دورة تجمع كل الأصوات

عرض «استفتاح» في الافتتاح عرف مشاركة أكثر من 100 فنان تونسي

تتواصل الدورة الجديدة لمهرجان «قرطاج» معتمدة على برمجة متنوعة ومتناغمة من الفنون والإبداعات
TT

أكثر من 100 فنان تونسي أثثوا عرض افتتاح مهرجان قرطاج الذي انطلق يوم 5 يوليو (تموز) الحالي ويتواصل إلى غاية يوم 15 أغسطس (آب) المقبل، وكان أبرزهم الفنان التونسي لطفي بوشناق بمعية فنانين تونسيين من الجيلين كما تطلق عليهم التسمية في تونس (كبار الفنانين من الجيل الأول والفنانين الجدد ومعظمهم من الشبان). وانتظر التونسيون عروضا مميزة خلال هذه الدورة بعد احتجاب المهرجان خلال السنة الماضية، إلا أن سهرة الافتتاح لم تمر دون أن توجه للمهرجان مجموعة كبيرة من الانتقادات.

فبعد بداية غير طبيعية لمهرجان قرطاج في دورته 48 بإعلان الفنانين التونسيين عن مقاطعته وتراجعهم عن المقاطعة بعد موافقة وزارة الثقافة على برمجة حفل الافتتاح لصالح الأغنية التونسية، انطلقت فوق مدارج مسرح قرطاج الاحتفالات الصيفية بعرض «استفتاح» الذي انطلق فعليا في حدود التاسعة ليلا في ضوء القمر بحضور أكثر من سبعة آلاف متفرج متعطش للابتعاد عن أجواء السياسة والتوتر الاجتماعي والأمني الذي طبع حياة التونسيين لأشهر متواصلة.

وقد انتقدت الإعلامية التونسية نجوى الحيدري الديكور الذي دارت خلاله عروض الافتتاح وقالت إنه كان «باهتا لا يليق بحفل افتتاح (قرطاج)»، وأضافت «لولا جمال المكان وتاريخيته وخضرة أشجاره وعراقة أحجاره لغابت الجمالية والجاذبية».

وواصلت الحيدري انتقاداتها بالقول إن الدورة الأولى للمهرجان التي تلت الثورة، كان من الضروري أن تتجه بالأساس إلى تكريم الثورة لا تكريم الفنانين التونسيين الأحياء منهم والأموات.

وطغى الجانب التكريمي على حفل الافتتاح، باعتبار أن الكثير من الفنانين قد اختفوا عن الأنظار بعد الثورة لأسباب عدة، ورافقت عمليات الاحتفال شاشة كبيرة، إلا أن صور بعض الفنانين ظهرت معها صورة «قناة 7» وهو الشعار القديم للقناة قبل الثورة، ورافق هذا الأمر الفنان التونسي المميز زياد غرسة وهو خطأ أصاب بعض المتفرجين بالدهشة والإحباط.

ولعل ما ميز انطلاقة الدورة الجديدة لمهرجان قرطاج هو غياب «الطرابلسية» (نسبة إلى عائلة ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي) الذين كانوا يحتلون المقاعد الأمامية، وحضور طبقة سياسية جديدة مكونة بالأساس من بعض أعضاء المجلس التأسيسي (البرلمان)، وسجل المهرجان حضور وزير الثقافة المهدي المبروك، ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر، ووزيرة المرأة سهام بادي، والكثير من الوجوه السياسية الجديدة.

سهرة الافتتاح عرفت مشاركة لمياء الرياحي ونور الدين الباجي والشاذلي الحاجي وحسين العفريت وفيصل الرياحي ولطفي بوشناق، هذا إلى جانب الفنانين الشبان، ومن بينهم وفاء بوكيل وسفيان الزايدي ومروان علي. ولعل ما جمع بين هذين الجيلين من الفنانين هو ما قدموه من أغان تونسية جمعت بين أغاني المألوف والموشحات وكذلك بعض الأغاني الخالدة على غرار «زينة يا بنت الهنشير»، و«يالي ظالمني» و«على ضوء القميرة»، وهي أغان للفنان التونسي علي الرياحي الذي تم تكريمه بمناسبة مئوية ولادته (1912 - 2012).

وعلى الرغم من مشاركة قرابة المائة فنان تونسي، فإن البعض منهم واصل مقاطعته لمهرجان قرطاج، وضمت القائمة عدنان الشواشي وصوفية صادق وأمينة فاخت ومقداد السهيلي وصلاح مصباح وعلياء بلعيد، وهو ما أثار تساؤلات كثيرة حول ذاك الغياب.

وتتواصل الدورة الجديدة لمهرجان «قرطاج» متجاهلة الانتقادات، وهي معتمدة في ذلك على برمجة متنوعة ومتناغمة تجمع بين أنواع كثيرة من الفنون والإبداعات. وسيقدم الأركسترا السيمفوني بروما عروضه الموسيقية اليوم 8 يوليو، والتونسي صابر الرباعي (12 يوليو)، ومارسيل خليفة (14 يوليو). كما يشارك الباليه الروسي في المهرجان يوم 17 يوليو، ويحضر كاظم الساهر يوم 19 من نفس الشهر، أما الفنان «ألفا بلوندي» فسيقدم عروضه الموسيقية يوم (24 يوليو)، ويشارك الجزائري جمال دبوز في الدورة الجديدة للمهرجان يوم 2 أغسطس تتلوه مجموعة من العروض العربية تؤثثها نجوى كرم وراغب علامة يوم 3 أغسطس، والمصريان آمال ماهر وهاني شاكر في اليوم الموالي، أما عازف العود العراقي نصير شمة فقد تمت برمجته يوم 6 أغسطس، أما السورية أصالة نصري فتقدم سهرتها الغنائية يوم 10 أغسطس، ويكون اختتام المهرجان يوم 15 أغسطس (آب) المقبل بحفل ظافر يوسف.