الرئيس التركي يفتتح «مساجد تشد لها الرحال» في إسطنبول

المحطة الخامسة في هذا المعرض الذي بدأت فكرته عام 2006

لوحة «الخطاط» لنصار منصور
TT

يفتتح يوم الجمعة في إسطنبول معرض «مساجد تشد لها الرحال» في محطته الخامسة، إذ يقام في قاعة الفنون بقصر «دولمة باغجة» إحدى أهم قاعات الفنون من الناحية التاريخية في تركيا ويمتد طوال شهر رمضان المبارك.

بدأت فكرته عندما تم اختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2006م. ولأن الفن أداة تعبير عن مفاهيم الرسالات الخالدة، فقد تركزت بلاغته على تكريس ذخيرة من الأعمال الإبداعية ونخبة من الفنانين الذين يمثلون دولا عربية وإسلامية وغير إسلامية في مكان واحد رغم اختلاف ثقافاتهم وبيئاتهم الاجتماعية. جميعهم جسدوا رسالة روحانية في مضمونها تتسم بالعظمة الإسلامية والروابط النبيلة والسامية التي حملتها الرسالات أينما حلت في البقاع المقدسة، وهو ما يظهر في رهافة التعبير عن هذه البقاع الطاهرة من خلال الأعمال الإبداعية المشاركة.

بدأت رحلة المعرض لأول مرة عام 2006 بمدينة جدة بمركز الملك عبد العزيز الثقافي بأبرق الرغامة وشارك فيه فنانون من مختلف دول العالم، ثم أقيم للمرة الثانية في المغرب بدار الفنون بمدينة الرباط في فبراير (شباط) 2009. كما أعيد عرضه في محطته الثالثة بمدينة الدار البيضاء في أغسطس (آب) 2009م، ثم انتقل للمحطة الرابعة له في الأردن بالمتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة بمدينة عمان في ديسمبر (كانون الأول) 2009، متواكبا مع مناسبة اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية.

ووصف عبد الله الشلتي، فنان تشكيلي من السعودية، مشاركته بأنها بمثابة رسالة بين الروح والجسد، معتبرا أن التجربة ستبقى حية في ذاكرته وأن البقاع المقدسة كما هي محببة للمسلمين، فهي قريبة إلى قلبه ووجدانه.

ترعى المعرض من الناحية التنظيمية مؤسسة «أرسيكا»، مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية بإسطنبول، ومؤسسة «ليان» للثقافة التي تترأسها الأميرة ليان بنت فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود. ويفتتح المعرض الرئيس التركي عبد الله غل، بحضور الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزير التعليم السعودي.

وقالت التشكيلية نوال مصلي، إن التجربة «علمتني أن أكتشف مشاعري الخفية والدفينة التي أحملها في مخيلتي عن البقاع المقدسة ثم أترجمها إلى واقع»، وأضافت «لم أكن لأصل إلى هدفي إلا بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بما تيسر لي من مخزون روحي وفكري تربيت عليه».

الجدير بالذكر، أن المعرض يحتوي على لوحات من الخط العربي تمثلت في تجربة الخطاط الأردني الدكتور نصار منصور التي اتسمت أعماله برهافة انسيابيتها المتصلة بقواعد الخط العربي.

وقال منصور عن تجربته «في المعرض بدأت باختيار النصوص القرآنية التي تمثل المساجد الثلاثة، وتم بعد ذلك اختيار الخط الثلث الجلي لكونه من أكثر الخطوط العربية قدرة على التشكيل، ومن ثم فإن الناظر إلى كل لوحة سيدرك علاقتها بثوب الكعبة في الحرم المكي، وجدران المسجد النبوي، وحول قبة المسجد الأقصى»، وأضاف أن الربط الذي عزز من جمال تلك اللوحات تمثل في إطارها الخارجي، فمكة باللون الأسود والمدينة بالأخضر والأقصى بالأصفر.

سيكون للجمهور ومتذوقي الفن في تركيا موعد مع إبداعات خصبة تحمل رؤية جديدة للعالم كما تحمل رسالة سامية. معرض «مساجد تشد لها الرحال» يبرز الجانب الأسمى للأماكن المقدسة للمسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، وهذا ما جسدته كلمات الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود عندما قال «إن قبلة المسلمين ومسجد الرسول الأمين - صلى الله عليه وسلم - وثالث الحرمين هي ما يوحد الأمة الإسلامية ويقرب تطلعاتها ويعزز توجهاتها وأهدافها النبيلة».