ياميش رمضان في مصر.. «إخوان» و«معارضة» و«تحرير»

«تمر مرسي» في المقدمة و«شفيق» في المرتبة الثانية

ياميش رمضان في أحد المحلات بالقاهرة بأسمائه الجديدة («الشرق الأوسط»)
TT

في نسخة كربونية من نتيجة جولة الحسم في الانتخابات الرئاسية احتل تمر يحمل اسم الرئيس المصري الجديد الدكتور محمد مرسي المرتبة الأولى في سوق ياميش رمضان بمصر، بينما حل تمر يحمل اسم وصيفه في الانتخابات الفريق أحمد شفيق في المرتبة الثانية.

يقول هيثم المواجيري صاحب متجر ياميش بمنطقة الإسعاف بوسط العاصمة القاهرة: «ناوي أبيع تمر الريس مرسي بـ20 جنيها وأحمد شفيق بـ15 جنيها».. ومنذ سنوات ارتبط سوق الياميش في رمضان بالوضع السياسي في البلدان العربية، فأطلق التجار أسماء صدام وبوش وبن لادن على أنواع من التمور بالإضافة لأسماء عدد من الفنانين والفنانات مثل هيفاء وهبي وإليسا ونانسي عجرم، أما هذا العام فقد اقتصرت الأسماء على الوضع السياسي في البلاد منذ ثورة 25 يناير المصرية، كوسيلة لجذب المواطن والترويج التجاري للسلع.

الطريف أن أسماء التمور لم تتوقف عند مرشحي الرئاسة «مرسي وشفيق»، وإنما امتدت للعديد من القوى والتيارات السياسية، ففي إحدى أسواق الياميش علق بعض التجار لافتات على التمور كتب عليها «بلح الإخوان»، لجذب أنصار جماعة الإخوان المسلمين للشراء خاصة بعد وصول إخواني لرئاسة الجمهورية، وهو ما قابله بعض التجار الرافضين للجماعة بوضع لافتات كتبوا عليها أسماء أشهر فنانات مصر، لتقف أمام زحف تمور التيار الإسلامي في سوق الياميش، وكرد على موقف التيارات الإسلامية المتشددة من حرية الفن والإبداع.

يعلق المواجيري (28 عاما) على هذا المشهد قائلا: «يحاول التجار أن يسيروا أمورهم ليبيعوا تجارتهم ولكني أرى في هذا ضررا كبيرا للتاجر»، مشيرا إلى أن التاجر إذا حصر تجارته على تيار معين فلن يشتري منه أنصار التيارات الأخرى، حيث إن الناس الآن ارتبط كل شيء في حياتهم بالسياسة لهذا «لا بد أن يلعب التاجر الشاطر على الجانبين حتى لا يخسر زبائنه، لهذا سأضع اسمي شفيق ومرسي على التمر».

ولفت المواجيري لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الياميش الذي يأتي من سوريا أرخص من الياميش المصري، مؤكدا أن عملية استيراده لم تتأثر بالمجازر هناك، إلا أن أخته التي وقفت تساعده في إدارة المتجر قالت: «إن عصائر البودرة لن تصل إلينا من سوريا هذا العام بسبب الثورة هناك».

لكن ميدان التحرير، أيقونة الثورة بالعاصمة القاهرة أبى أن يتخلى عن نصيبه في سوق الياميش الرمضاني هذا العام، ففطن كثير من التجار الجائلين إلى ذلك، وحولوا عرباتهم بالميدان إلى متاجر متنقلة لبيع التمر، واللافت أن بعض الباعة أطلق اسم «التحرير» على بضاعته، بينما أحجم باعة آخرون عن ذلك تحت دعاوى طريفة، فأمام مسجد عمر مكرم المتاخم للميدان وقف الشيخ محمود بائع تمور متجول، يبيع التمور للمتظاهرين من التيار الإسلامي في جمعه الصمود أمس، ولكنه لم يقم بتسميه التمور لجذب الزبائن، معتبرا أنه لا يجوز تسميه التمور للبيع فالتمور نعمه من الله.. وعلى مقربة منه كان صوت بائع شاب يدوي: «اشتر تمر التحرير..اشتر تمر الثورة».