مادونا تتحدى مارين لوبين في عقر دارها وتقرن صورتها بشعار النازية

زعيمة حزب الجبهة الوطنية هددت بمقاضاة المغنية الأميركية وطلب مليون دولار

TT

أعلن فلوريان فيليبو، نائب رئيسة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي، أن حزبه سيتقدم بدعوى أمام القضاء ضد المغنية الأميركية مادونا بتهمة سب رئيسته مارين لوبين، بما وصفه بـ«إعلان مادونا الحرب» على فئة من جمهورها في فرنسا. ويأتي تحرك الحزب بعد استخدام صورة لمارين لوبين وهي تحمل صليبا معقوفا (شعار النازية) على جبهتها، في فيلم مصاحب للعرض الذي قدمته المغنية على «استاد دو فرانس» أول من أمس.

وساهم التصعيد المسبق بين مادونا ومارين في شحن أجواء الحفل الذي يأتي في إطار جولة فنية عالمية للمغنية المعروفة بمواقفها الاستفزازية. وبتحفز أنثى أسد تكمن لطريدتها، انتظرت زعيمة حزب الجبهة الوطنية المتطرف، الحفل المقرر في باريس ضمن الجولة، والسبب هو صورة لمارين لوبين وردت في شريط مصور يعرض وراء النجمة الاستعراضية، أثناء حفلاتها السابقة.

وردت الصورة للمرة الأولى، بشكل خاطف لكنه واضح، أثناء حفل مادونا الأخير في تل أبيب، أواخر نيسان (أبريل) الماضي. وأدت النجمة المثيرة للجدل أغنية «لا أحد يعرفني» على خلفية لمجموعة من صور شخصيات عالمية، بينها بابا الفاتيكان والمرشحة الأميركية السابقة سارة بالين وعدد من رموز النازية بينهم زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي التي بدت حاملة شعار النازية على جبهتها. وحال تناقل أخبار الحفل هاجمت مارين لوبين مادونا ووصفتها بـ«المغنية القديمة»، كما هدد أنصار الحزب بمقاضاتها أمام المحاكم، وخصوصا أن الفيديو المصور للأغنية انتشر بشكل واسع على «الإنترنت» ووضعته الصحف الفرنسية على مواقعها الإلكترونية. أما جان ماري لوبين، والد مارين الرئيس المؤسس لحزب الجبهة الوطنية، فقد أعلن أنه سيطالب المغنية الأميركية بدفع مليون دولار على سبيل التعويض عن الضرر الذي ألحقته بسمعة ابنته.

ثم واصلت مادونا جولتها الغنائية في إسطنبول وروما وبرلين من دون أن تعبأ بالتهديدات. وبدا واضحا أنها قررت المضي في أسلوبها الاستفزازي حيث تم عرض الفيلم أثناء حفلها في العاصمة البلجيكية بروكسل، الخميس الماضي. وبعد ذلك الحفل أعلنت مارين لوبين أنه «إذا فعلتها مادونا في فرنسا فسنكمن لها عند المنعطف».

وإذا كانت مارين لم تخسر الكثير لأن حزبها اعتاد على إدراجه ضمن الأحزاب الأوروبية المتطرفة والعنصرية، فإن مادونا كسبت دعاية مجانية بفضل هذه القضية وراح الفرنسيون المعادون للوبين يترقبون حفلها الباريسي، وهم قد قابلوا الفيلم الذي تظهر فيه صورة لوبين بالتصفيق والهتاف.

ليست هي المرة الأولى التي تتحرش فيها المغنية الأميركية بحزب الجبهة الوطنية، ففي عام 2006 أدت مادونا أغنية «سوري» مع فيلم يعرض على شاشة كبيرة في خلفية المسرح وتبدو فيه مشاهد حربية وصور لجان ماري لوبين والرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن والرئيس العراقي الأسبق صدام حسين وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

يذكر أن مادونا التي بلغت من العمر 54 عاما، وعلى الرغم من نهجها المستفز والكشف عن أجزاء من جسدها وإلقاء قطع من ثيابها الحميمة على الجمهور، تعاني من تراجع في نجوميتها، حيث لم تحقق أسطوانتها الأخيرة مبيعات كبيرة في فرنسا، لكن حفلها الباريسي كان ناجحا وحافلا بكل ما عرف عنها من تحد، فقد حملت مسدسا وأطلقت النار لتقتل، بشكل رمزي، عددا من المقاتلين الملثمين الذين أحاطوا بها في أحد مشاهد الاستعراض. ومن المقرر أن تقدم المغنية الأميركية حفلا فرنسيا ثانيا، الشهر المقبل، في مدينة نيس، على الشاطئ الجنوبي للبلاد، المنطقة التي تتمتع فيها مارين لوبين بشعبية واضحة.