«ياهو» تعين ماريسا ماير الموظفة السابقة بمنافستها «غوغل» رئيسة تنفيذية

تأمل في زيادة حصتها في السوق بعد أن تعاقب على الوظيفة 5 رؤساء في 5 سنوات

التحقت ماير (37 عاما) بالعمل في «غوغل» وكانت الموظف رقم 20 في الشركة قبل 13 عاما (رويترز) وتعتبر «ياهو» أحد المقاصد الرئيسية لأكثر من 700 مليون مستخدم إنترنت في العالم إلا أنها خسرت المنافسة الإعلانية في السنوات الأخيرة لصالح «غوغل» و«فيس بوك» (رويترز)
TT

أعلنت «ياهو» الأميركية لخدمات الإنترنت عن اختيار ماريسا ماير، التي عملت في منافستها «غوغل» لتولي منصب الرئيس التنفيذي في الشركة في خطوة تحاول فيها التعافي بعد سنوات من انكماش حصتها السوقية.

وبداية من يوم أمس الثلاثاء انضمت ماير إلى شركة «ياهو» باعتبارها المدير التنفيذي الخامس، بدوام كامل، الذي يترأس الشركة في السنوات الخمس الماضية.

التحقت ماير، 37 عاما، للعمل في «غوغل» وكانت الموظف رقم 20 في الشركة حيث كانت مسؤولة عن تطوير شكل وطريقة عمل صفحة البحث على الموقع إلى جانب صفحة الأخبار الشهيرة على نفس الموقع لتصبح واحدا من أهم مسؤولي «غوغل». كما كانت ماير مسؤولة عن خدمات الخرائط والخدمات المحلية وتحديد المواقع في الشركة.

من ناحيتها قالت ماير المتخصصة أيضا في علوم الكومبيوتر في بيان إعلان تعيينها في منصبها الجديد «أنا فخورة وسعيدة بقيادة ياهو وهي أحد المقاصد الرئيسية لأكثر من 700 مليون مستخدم إنترنت في العالم». وأضافت «أتطلع للعمل مع موظفي الشركة المخلصين لتطوير منتجات ومحتوى مبتكر وإضفاء الطابع الشخصي على تجارب مستخدمي ومعلني ياهو من مختلف أنحاء العالم».

وينظر إلى اختيار ماير للمنصب الرفيع كانقلاب في الشركة التي غيرت خمسة رؤساء تنفيذيين في خمس سنوات.

ويتولى روس ليفنسون منذ مايو (أيار) الماضي منصب الرئيس التنفيذي المؤقت خلفا للرئيس التنفيذي سكوت تومبسون الذي تولى منصبه قادما من شركة خدمات الدفع الإلكتروني «باي بال» قبل أن يستقيل بعد أربعة أشهر فقط من توليه المنصب بسبب فضيحة فساد. وقبل تومبسون كان مجلس إدارة «ياهو» قد أقال كارل بارتز بعد عامين في المنصب بسبب فشلها في تقديم استراتيجية ناجحة تعيد الشركة إلى أيام مجدها في أواخر تسعينيات القرن العشرين.

وفي مقابلة مع «نيويورك تايمز» وصفت ماير «ياهو» بأنها «واحدة من أفضل العلامات التجارية في الإنترنت» وأضافت أنها «أمضت وقتا ممتعا في غوغل» حيث عملت فيها لمدة 13 عاما ولكن كان اتخاذ قرار تولي رئاسة «ياهو» سهلا للغاية.

وعلى الرغم من أن «ياهو» تعد من بين كبريات الشركات الجاذبة للجمهور على الإنترنت، لا تزال هذه الشركة الرائدة في مجال الإنترنت غير قادرة على اجتذاب المعلنين وزيادة إيراداتها، وجزء كبير من حصتها في سوق الإعلانات يذهب لصالح بعض منافسيها، وأبرزهم «غوغل» و«فيس بوك». عدم استمرار المديرين التنفيذيين في الشركة أصاب المساهمين بالإحباط نظرا لاعتمادهم على سياسة خفض التكاليف لتحسين تقارير الأرباح الفصلية بدلا من البحث على مجالات جديدة للإبداع والنمو. وتتمثل المشكلة الرئيسية في الشركة بقيام المديرين التنفيذيين بالقليل من العمل للتغلب على أزمة الهوية التي تواجه «ياهو»، كما ذكر تقرير صحيفة «نيويورك تايمز» التحليلي أمس.

وعلى الرغم من أنها لا تواجه خطر الإفلاس، فإن «ياهو» كافحت لكي تحافظ على مكانتها المتميزة، ولا سيما بعد أن غابت عن أهم اتجاهين في عالم الإنترنت، وهما شبكات التواصل الاجتماعي والانتقال إلى أجهزة الهاتف الجوال كبوابة للمعلومات والترفيه.

لم تغب هذه الحقيقة عن أعين المعلنين، حيث سلمت شركة «ياهو»، التي كانت فيما مضى أكبر بائع للإعلانات في الولايات المتحدة الأميركية، تاجها إلى شركتي «فيس بوك» و«غوغل» في العام الماضي.

وفي الوقت الذي حصلت فيه «فيس بوك» و«غوغل» على 16.8 في المائة و16.5 في المائة على التوالي من سوق عرض الإعلانات على الإنترنت في الولايات المتحدة الأميركية في العام الجاري، انخفضت حصة «ياهو» إلى 9.1 في المائة فقط، وهو انخفاض كبير مقارنة بعام 2008 عندما كانت حصة الشركة في سوق الإعلانات تبلغ 18.4 في المائة، وفقا لموقع «إي ماركتر».

تتمثل أولى مهام ماير في منصبها الجديد في صياغة رؤية جديدة لشركة «ياهو». كانت ماير أول مهندسة تقوم شركة «غوغل» بتعيينها، حيث أمضت هناك 11 عاما في تحسين عملية البحث على موقع «غوغل»، والذي لا يزال موقع البحث الأبرز في العالم، حتى أصبحت أكثر وجوه الشركة شهرة بالنسبة للرأي العام. ظهرت ماير بصورة واثقة في الكثير من المؤتمرات والإعلانات عن منتجات الشركة وبرامج الصباح على شبكة الإنترنت لشرح الابتكارات الجديدة في موقع «غوغل» و«جي ميل». يرجع الفضل في الشكل المرتب لمحرك البحث الخاص بشركة «غوغل» للحس الجمالي الذي تمتلكه ماير.

وفي إحدى المقابلات التي أجريت معها، قالت ماير: «انصب تركيزي في شركة غوغل على توفير تجارب عظمية للمستخدم النهائي، فضلا عن إسعاد وإلهام مستخدمي الموقع. هذا بالضبط ما أخطط للقيام به في شركة ياهو، إعطاء المستخدم النهائي شيئا قيما ومبهجا يجعله يشعر بالرغبة في الدخول على موقع ياهو كل يوم».

وعلى النقيض من «غوغل»، لا تمتلك «ياهو» محرك بحث، حيث سلمت هذا الشأن لشركة مايكروسوفت، لذا فعندما يدخل الناس على موقع «ياهو» للبحث عن بعض المعلومات على شبكة الإنترنت، يجدون أنفسهم يستخدمون محرك «بينغ» الخاص بشركة مايكروسوفت. وعلى النقيض أيضا مع «غوغل»، غالبا ما يكون موقع «ياهو» فوضويا وغير مرتب.