«عنترة بن شداد» يمتشق السيف وينشد الشعر في «سوق عكاظ»

«بن لادن» تهدي خيمة عملاقة للمثقفين.. والفعاليات بـ40 مليون ريال

صورة التقطت أمس لخيمة سوق عكاظ الجاري تنفيذها
TT

قبل نحو شهر من تدشينه، يشهد سوق عكاظ في نسخته السادسة هذا العام الذي يقام في محافظة الطائف غرب السعودية، تطورا يتمثل في تشييد خيمة عملاقة تجمع الأنشطة الثقافية وتمثل حاضنة للفعاليات وملتقيات المثقفين، وتبلغ مساحتها 2572 مترا، وهي عبارة عن مدرجات مواجهة لصخرة عكاظ التاريخية، بينما ستتم تغطية المدرجات والمنطقة المواجهة للصخرة بخيمة تم تصنيعها وتوريدها من شركة يابانية متخصصة.

وتبرع بمشروع خيمة عكاظ شركة «بن لادن» بتكلفة تجاوزت 40 مليون ريال لدعم الثقافة والمثقفين، وسيزامن تدشينها مع الحفل الافتتاحي في شهر شوال المقبل.

وأمام جمهور متشوق إلى مصافحة التاريخ، ينتصب في سوق عكاظ هذا العام الشاعر والفارس المعروف «عنترة بن شداد» الذي يعد واحدا من أشهر شعراء المعلقات، حيث تقدم مسرحية تتناول فروسيته وفحولته الشعرية. وأقرت اللجنة الرئيسية مجموعة من الندوات الأدبية والفكرية، من بينها ندوة نقدية بعنوان «شعر عنترة بن شداد»، وندوة عن «بدائل النفط والطاقة المتجددة»، وندوة «الإبداع النسوي وقناع الكتابة»، وندوة «دول الخليج من التعاون إلى الاتحاد»، وندوة «الشباب والإعلام الجديد»، وندوة «فقه الواقع».

وأوضح المتحدث الرسمي لسوق عكاظ محمد سمان أنه يجري حاليا تنفيذ المراحل الأخيرة من مشروع الخيمة لتكون إضافة جديدة لبرامج السوق ونشاطاته الثقافية التي تشمل المحاضرات والندوات الشعرية، حيث ستكون ملتقى لجميع البرامج والأنشطة الثقافية، فضلا عن حفل الافتتاح الرسمي الذي يستضيف نخبة من الشخصيات الثقافية والفكرية من داخل وخارج المملكة.

وأضاف أن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة يتابع تفاصيل تنفيذ مشروع خيمة سوق عكاظ، معتبرا أن تنفيذ مشروع الخيمة يأتي ضمن سلسلة المشاريع الكبرى الرامية إلى بناء مدينة تاريخية وسياحية متطورة على مساحة 9 ملايين متر مربع تتناسب والبعدين التاريخي والسياحي لسوق عكاظ خاصة، ومحافظة الطائف عامة.

وبيّن سمان أن المساحة الإجمالية لموقع مشروع خيمة سوق عكاظ تبلغ 7000 متر ضمن إجمالي مساحة الأرض التي تملكها السوق والبالغة تسعة ملايين متر مربع، بينما تبلغ مساحة الخيمة 2572 مترا، وهي عبارة عن مدرجات مواجهة لصخرة عكاظ التاريخية، بينما ستتم تغطية المدرجات والمنطقة المواجهة للصخرة بخيمة تم تصنيعها وتوريدها من شركة يابانية متخصصة.

وأفاد بأن مشروع الخيمة يتكون من ثلاثة أجزاء، يمثل الجزء الأول المبنى الرئيسي ويشمل الدور الأرضي الذي يحتوي على 3061 مقعدا، فضلا عن قاعات انتظار، ومكاتب، وخدمات مساندة، وقاعات محاضرات ومناسبات، بينما الجزء الثاني يحتوي على عشرة أبراج موزعة على المبنى الرئيسي بارتفاعات تتراوح بين ستة أمتار إلى 33 مترا، وهي أبراج يحتوي بعضها على الأنظمة الميكانيكية والكهربائية اللازمة لتشغيل المبنى الرئيسي، كما أنها تدعم الشكل المعماري المناسب لأهمية المشروع، أما الجزء الثالث وهو الخيمة فهي تغطي المبنى الرئيسي بالكامل مع المنطقة المقابلة لصخرة عكاظ وترتكز على دعائم معدنية.

ميدانيا، وعلى أرض مشروع خيمة سوق عكاظ، يجري العمل حاليا في المرحلة الأخيرة على التنفيذ من قبل المقاول الرئيسي، وهي شركة «Ascon»، التي تشمل أعمال التمديدات الكهربائية وأعمال التكييف الداخلية والأرضيات، فضلا عن تركيب الهيكل المعدني للخيمة والواجهة الخارجية، بينما انتهت أعمال الخرسانة المسلحة للمبنى الرئيسي ولجميع الأبراج، كما تم تنفيذ المكاتب والاستراحات والقاعات.

وفي سياق ذي صلة، انتهت يوم أول من أمس (الأحد) فترة استقبال ترشيحات أعمال المشركين لجوائز سوق عكاظ التي تشمل الشعراء، والفنانين التشكيلين، والمبتكرين في المجال العلمي، والخطاطين، والمصورين الفوتوغرافيين في المملكة والوطن العربي.

ويضم سوق عكاظ ثمانية جوائز: جائزة شاعر عكاظ، جائزة شاعر شباب عكاظ، جائزة التميز العلمي، جائزة الخط العربي، جائزة التصوير الضوئي، جائزة لوحة وقصيدة. وتبلغ قيمتها الإجمالية 800 ألف ريال، فضلا عن جائزتين هما: الحرف اليدوية، والفلكلور الشعبي، وسيتم منحهما خلال فترة نشاط السوق، حيث سيطلب من المشاركين التقدم بأعمالهم لتتم معاينتها من قبل لجنة التحكيم، وتبلغ قيمة الجائزتين 320 ألف ريال، مشيرا إلى أن الشروط الأساسية الواجب توافرها لقبول الأعمال، وبالتالي تأهلها للمنافسة في جميع الجوائز، لم يطرأ عليها أي تغيير، بينما طال جائزة شاعر سوق عكاظ تغيير في معايير اختيار الفائز بها، التي أقرتها اللجنة الرئيسية للسوق برئاسة أمير منطقة مكة ورئيس اللجنة الإشرافية، وتتضمن معياريين أساسيين هما بالتساوي وبنسبة 50 في المائة: أولا إنتاج قصيدة شعرية حديثة خاصة بسوق عكاظ دون تحديد لموضوعها شريطة عدم إخلالها بالشروط الأساسية، والثاني مراعاة الإنتاج الشعري للشاعر المتقدم للترشيح.

يذكر أن سوق عكاظ في نسخته السادسة يقدم هذا العام برنامجا متكاملا يضم عناصر عدة فكرية وأدبية وثقافية وعلمية وتراثية تعبر عن رؤية سوق عكاظ وأهدافه، والمتمثلة في مد جسور بين الماضي والحاضر والمستقبل، مدعوما بتكاتف جهود وزارات وجهات حكومية عدة من أجل إنجاح سوق عكاظ عبر إشرافها على أعمال التنظيم وإعداد أنشطته وبرامجه المتنوعة، في مقدمتها إمارة منطقة مكة المكرمة، والهيئة العامة للسياحة والآثار، ووزارات التربية والتعليم، والتعليم العالي، والثقافة والإعلام، إضافة إلى محافظة الطائف، وجامعة الطائف، التي تؤكد فيه حرصها كل عام، لإثراء الزائر، ومنحه الفائدة والمتعة في آن معا.

كما يندرج في نشاط السوق هذا العام معارض عدة لوزارات وهيئات حكومية، في مقدمها الهيئة العامة للسياحة والآثار «سيرة وإنجاز»، ووزارة التربية والتعليم «التصوير الضوئي والخط العربي»، والحرس الوطني «مملكة الإنسانية.. ملك السلام»، ومكتبة الملك عبد العزيز، ووزارة التعليم العالي «عكاظ المستقبل»، ووزارة الثقافة والإعلام «الكتاب الإلكتروني»، ودارة الملك عبد العزيز «المملكة.. وطن وتاريخ»، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ومركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني «معا لنشر ثقافة الحوار»، وأمانة محافظة الطائف، وجمعية الثقافة والفنون «لوحة وقصيدة»، والهيئة السعودية للحياة الفطرية، بينما ستنضم هذا العام شركة «أرامكو السعودية»، وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، ومعرض جوائز سوق عكاظ.

كما يضم سوق عكاظ برنامجا ثقافيا ثريا يشمل مجموعة من المحاضرات والندوات والأمسيات الثقافية والأدبية والعلمية، بمشاركة نخبة من المثقفين والأدباء والمفكرين والشعراء السعوديين والعرب، حيث أقرت اللجنة الرئيسية مجموعة من الندوات الأدبية والفكرية، من بينها ندوة نقدية بعنوان «شعر عنترة بن شداد»، وندوة عن «بدائل النفط والطاقة المتجددة»، وندوة «الإبداع النسوي وقناع الكتابة»، وندوة «دول الخليج من التعاون إلى الاتحاد»، وندوة «الشباب والإعلام الجديد»، وندوة «فقه الواقع».

ويشمل البرنامج الثقافي أمسيتين شعريتين بمشاركة نحو عشرة شعراء، فضلا عن محور «تجارب الكتاب» بمشاركة مجموعة من المؤلفين لعرض تجاربهم في التأليف والكتابة. كما يحوي البرنامج في نسخة العام السادس تقديم مسرحية «عنترة بن شداد» الذي يعد واحدا من أشهر شعراء المعلقات، حيث ستعرض خلال الأيام الأربعة الأولى. ويتضمن برنامج «جادة سوق عكاظ» الذي تشرف عليه وتنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار، مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي تحاكي سوق عكاظ التاريخي، ونماذج من الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي كانت تقام في السوق قديما.